حفل استقبال بذكرى إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سورية وروسيا الهلال: شراكتنا الاستراتيجية أسقطت سياسة القطب الواحد إلى غير رجعة
دمشق- عمر المقداد:
بمناسبة الذكرى الـ 75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الجمهورية العربية السورية وجمهورية روسيا الاتحادية، أقامت القيادة المركزية للحزب، أمس، حفل استقبال في فندق الداما روز بدمشق، حضره الرفاق هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب ورئيسا مجلسي الشعب والوزراء حموده صباغ وعماد خميس، وأعضاء القيادة المركزية للحزب والوزراء والسفراء المعتمدون بدمشق، وفعاليات رسمية وشعبية وإعلامية.
وفي بداية الحفل نقل الرفيق الهلال للشعب الروسي الصديق تحية ومحبة السيد الرئيس بشار الأسد، القائد الذي كان وما يزال القدوة والأنموذج وحامل راية الانتصار على الإرهاب، وأضاف: نحتقل اليوم بمرور 75 عاماً على بدء العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا، سورية والاتحاد السوفييتي، والتي كانت روسيا تشكّل ثقله الأكبر آنذاك، حين قدّم السفير الروسي في العام 1944 أوراق اعتماده كأول سفير لدى سورية، ومعها بدأ الدعم اللامحدود الذي كان الاتحاد السوفييتي يقدّمه لسورية على مدى عقود، مبيناً أنه مع بدء الحركة التصحيحية في سورية انتقلت العلاقات إلى مستوى متقدّم من الدعم في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، والذي أثمر عن الانتصار الكبير في حرب تشرين التحريرية، حيث كان الاتحاد السوفييتي شريكنا في الانتصار آنذاك، وصولاً إلى الدعم اليوم في الحرب الكونية التي نخوضها ضد الإرهاب، مع أشقائنا الروس وباقي الحلفاء بكل قوة وشجاعة، والذي يثبت أن علاقات التعاون والصداقة الحقيقية بين سورية وروسيا مازالت على متانتها وصلابتها وهي تتأكد يوماً بعد يوم كحاجة ضرورية واستراتيجية لكلا البلدين.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن العلاقات السورية الروسية تزداد متانة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، لافتاً إلا أن توصيفها، بمرحلة ما، على أنها علاقات مصالح مشتركة متبادلة هو توصيف طبيعي وصحيح، إلا أنها ارتقت خلال سنوات الحرب على سورية إلى البعد الإنساني الأسمى الذي تجاوز البعد الدبلوماسي، واستند إلى موروث كبير من الثقافة والتاريخ المشترك بين البلدين والشعبين، وهنا يكمن سر العلاقة بين بلدينا، والتي باتت أنموذجاً يحتذى وشراكة استراتيجية.
وشدّد الرفيق الهلال على أن العلاقات بين البلدين أخذت بعداً استراتيجياً تحت قيادة الرئيسين بشار الأسد وفلاديمير بوتين، وخاصة خلال سنوات الحرب، والتضحيات الكبيرة التي قدّمتها روسيا ودماء جنودها الذين قضوا في سورية جعلت علاقات بلدينا أعمق وأسمى، مبيناً أن تحالف بلدينا ضد الإرهاب أسقط سياسة القطب الواحد إلى غير رجعة، وأثبت أن سورية، التي تحارب التنظيمات الإرهابية التي أتت من كل حدب وصوب، إنما تدافع اليوم عن العالم كله، مشدداً على أننا في سورية لن يهنأ لنا عيش حتى تحرير كل ذرة تراب مغتصبة سلماً أو حرباً.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن علاقات الصداقة بين البلدين مميزة عبر التاريخ وأن الشعب السوري يفتخر بها ولا سيما بعدما امتزجت دماء شهداء الشعبين في معارك البطولة في الحرب المشتركة على الإرهاب الدولي. وأشار المقداد إلى أن العلاقات التي تم بناؤها بين سورية وروسيا ستصبح مثالاً يحتذى به في العلاقات الدولية وستظهر أن التحالف بين البلدين سيفجر طاقات جديدة لدى شعوب العالم التي تنظر إليها على أنها مثال للهدف المنشود وبديل لا غنى عنه لشعوب العالم للحفاظ على استقلالها وسيادتها وللدفاع عن مبادئ العدل والسلام والمساواة والقانون.
من جانبه أكد سفير روسيا الاتحادية بدمشق ألكسندر يفيموف أن سورية كانت ولا تزال أحد أهم الشركاء والحلفاء لروسيا في المنطقة، مشيراً إلى أن مواقف البلدين متطابقة تجاه القضايا الاقليمية والدولية وأن دبلوماسييهما ينسقون للدفاع عن مصالح البلدين في المحافل الدولية المختلفة ولا سيما في الأمم المتحدة.
وشدد يفيموف على أن روسيا لا تتخلى عن أصدقائها في أوقات الشدائد، مشيراً إلى سعي بلاده لإيجاد حل سلمي للأزمة في سورية، لافتا إلى أن الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي في الأراضي السورية ووجود إرهابيين مدعومين من قوى خارجية معادية لسورية وشعبها يعرقلان الحل.
وتخلل الحفل عرض فيلم قصير عن العلاقات الدبلوماسية بين سورية وروسيا.
حضر الحفل رئيس مجلس الشعب حموده صباغ ورئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس ونائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية اللواء محمد الشعار وعدد من الوزراء والرفاق أعضاء القيادة المركزية للحزب وعدد من أمناء فروع الحزب وأعضاء من مجلس الشعب وعدد من السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة بدمشق وحشد من المدعوين.