الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

معدات أمريكية لحفر الأنفاق إلى “النصرة” عبر تركيا شهداء وجرحى في اعتداءات إرهابية على دمشق وحلب و ريف حماة

صعّدت المجموعات الإرهابية أمس اعتداءاتها على الأحياء المدنية بالقذائف الصاروخية و”المفخخات” في دمشق وحلب وريف حماة، ماأسفر عن استشهاد 15 مدنياً بينهم طفلتان وإصابة عدد آخر بجروح.
وحدات الجيش العاملة في ريف حماة ردت على اعتداءات الإرهابيين، ودمّرت لهم عدداً من منصات إطلاق الصواريخ في بلدتي الهبيط وكفرزيتا، وقضت على عدد منهم.
وفي دليل جديد على التعاون والتنسيق بين المجموعات الإرهابية والغرب، كشفت مصادر محلية وإعلامية أن إرهابيي “جبهة النصرة” تسلّموا معدات حديثة أمريكية الصنع خاصة بحفر الأنفاق والخنادق وصلتهم عبر الأراضي التركية مع عدد من المهندسين الاختصاصيين من جنسيات عربية.
ففي حماة اعتدى إرهابيون يتحصنون في منطقة خفض التصعيد بعدد من الصواريخ على قرية ناعور جورين، سقط أحدها على سيارة، ما أدى إلى استشهاد 7 مدنيين بينهم طفلتان وإصابة عدد من المواطنين بجروح متفاوتة.
وفي وقت سابق ذكر مراسل “سانا” أن 4 مدنيين أصيبوا بجروح بينهم طفل جراء اعتداء المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدتي الهبيط بريف إدلب الجنوبي وكفرزيتا بريف حماة الشمالي بالقذائف الصاروخية على الأحياء السكنية في بلدة السقيلبية بريف حماة الشمالي، مبيناً أن الاعتداء الإرهابي تسبّب أيضاً بأضرار مادية في المنازل والمحال التجارية والممتلكات.
وبيّن مصدر طبي في مشفى السقيلبية للمراسل أن أربعة مدنيين بينهم طفل أصيبوا بجروح جراء تعرضهم لشظايا القذائف وصلوا إلى المشفى، حيث تم إجراء الإسعافات الأولية والعلاج الطبي اللازم لهم.
وفي دمشق، ذكر مراسل “سانا” أن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة خاصة انفجرت أثناء سيرها في منطقة القدم، ما أدى إلى استشهاد السائق وتدمير السيارة وحدوث أضرار في بعض المنازل المحيطة بالمكان.
وفي إطار الدعم الغربي للمجموعات الإرهابية قالت مصادر محلية وإعلامية: إن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي تسلّم 8 حفارات منذ أيام عبر الحدود التركية، وباشرت بعمليات الحفر بإشراف الإرهابي السعودي عبد الله المحيسني في ريفي حماة الشمالي وإدلب.
وأوضحت المصادر أنه تم توزيع الحفارات على عدة مناطق مثل خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي وكفر زيتا واللطامنة وسهل الغاب في ريف حماة الشمالي لحفر الأنفاق والتحصين وبناء الدشم بإشراف فريق من المهندسين من جنسيات عربية مختلفة بينهم متخصصون في البناء والجيولوجيا، وأوضحت المصادر أن التنظيم التكفيري يقوم بفرض أتاوات شهرية على سكان إدلب يتم تخصيصها كأجور للعاملين في الحفر، مشيرة إلى أن عمليات التحصين والتدشيم وحفر الأنفاق تتم بطريقة مشابهة لأنفاق الغوطة الشرقية قبل تحريرها من قبل الجيش العربي السوري.
وتنتشر في منطقة خفض التصعيد في إدلب وفي ريف حماة الشمالي مجموعات إرهابية تنتمي إلى تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، إضافة إلى مجموعات إرهابية أخرى متحالفة بينهم إرهابيون أجانب دخلوا عبر الحدود التركية بدعم وتسهيل من النظام التركي الذي قدّم لهم مختلف أنواع الدعم بالأسلحة النوعية التي يستخدمها هؤلاء الإرهابيون في الاعتداء على نقاط الجيش العربي السوري والقرى والبلدات الآمنة.
سياسياً، أكد نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الاتحاد الروسي أندرية كليموف أن الروابط بين سورية وروسيا منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين كانت ترتدي على الدوام طابع التعاون المتكافئ والصداقة الحقة، وقال: إن روسيا التي أخذت على عاتقها الإيفاء بالتزامات الاتحاد السوفييتي السابق تنفّذ هذه الالتزامات تجاه سورية بكل ثبات، مشيراً إلى أن فترة السنوات الخمس والسبعين التي مضت على هذه العلاقات تؤكد على أن الروابط بيننا ليست عابرة ومؤقتة، بل تستند إلى أساس عملي وتاريخي وطيد.
ولفت كليموف إلى أن روسيا تسهم حالياً وبالاتفاق مع الحكومة السورية في عملية إعادة الإعمار في سورية، مبيناً أن الدورة القادمة لمعرض دمشق الدولي تشكّل خطوة مهمة على هذا الطريق وكسر الحصار والعزلة وسياسة العقوبات التي تمارسها بعض الدول الإقليمية والغربية ضد سورية.
كما أكدت المدير العام لمعهد الأبحاث والمبادرات السياسية الخارجية عضو الغرفة الاجتماعية لروسيا الاتحادية فيرونيكا كراشنينيكوفا أن سورية من أقدم وأهم شركاء روسيا في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى استعداد بلادها لمواصلة التعاون مع سورية والإسهام في عملية إعادة إعمار البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية وإعمار المصانع والمشاريع التي دمّرها الإرهابيون.
من جانبه قال مدير معهد المصالح الروسية في البلدان الأجنبية سيرغي بانتيلييف: إن العلاقات الروسية السورية ترتدي طابع الشراكة، وهي علاقات وطيدة، مشيراً إلى أن بعض الدول الإقليمية والغربية تتدخل بصورة فظة في الشؤون الداخلية لسورية لتحقيق مصالحها الجيوسياسية المغرضة.
وفي بيروت، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي فارس سعد أن صمود سورية أفشل المخطط الإرهابي ضدها وأسس لمرحلة جديدة في المنطقة.
وخلال لقائه أمس أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان، قال سعد: إن الأنظمة العربية المتخاذلة التي وضعت كل أوراقها وأموالها ورهاناتها في سلة مشروع إسقاط سورية فشلت، وأصبحت مدانة بالتواطؤ والتآمر، وأشار إلى أهمية تحصين الإنجازات التي حققها محور المقاومة.
بدوره شدد حمدان على أولوية مواجهة المخططات الإسرائيلية والغربية التي تستهدف بشكل أساسي القضاء على القضية الفلسطينية.