حملة اعتقالات وتجريف أراضٍ في الضفة.. وتحذيرات من تدهور صحة المرضى المعتقلين
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس بلدة يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية، وجرفت أراضي الفلسطينيين، واقتلعت الأشجار الحراجية، فيما جدد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته بحراسة مشددة من قوات الاحتلال.
ونقلت وكالة “وفا” عن منسق اللجان الوطنية والشعبية راتب جبور قوله: إن قوات الاحتلال اقتحمت قرية خربة أم الخير شرق يطا بعدد من الجرافات، وشرعت بعمليات تجريف واسعة لأراضي الفلسطينيين، واقتلعت الأشجار الحراجية، وهدمت أربعة آبار للمياه، وذلك للمرة الثانية خلال الشهر الحالي.
في غضون ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال 23 فلسطينياً في مناطق مختلفة بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا أن قوات الاحتلال اقتحمت قرى وبلدات في الخليل ونابلس وطولكرم وبيت لحم، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 23 منهم.
وأصيب واعتقل عدد من الفلسطينيين جراء اقتحام قوات الاحتلال حي خور صقر بقرية عرعرة في المثلث داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وذكرت وكالة معا أن قوات الاحتلال اقتحمت الحي، واعتدت على الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بجروح واعتقال ثلاثة آخرين، كما هدمت جرافات الاحتلال منزلاً فلسطينياً في المنطقة.
كما توغلت آليات الاحتلال الإسرائيلي في أراضي الفلسطينيين شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة المحاصر، وشرعت بأعمال تجريف للأراضي في المنطقة.
سياسياً، أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن تعمد مبعوث الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات تجاهل جريمة الاحتلال الإسرائيلي هدم منازل الفلسطينيين بوادي الحمص في صور باهر بالقدس المحتلة يثبت مجدداً خرق الإدارة الأمريكية قرارات الشرعية الدولية. وأشارت الخارجية في بيان نقلته وكالة وفا إلى أن غرينبلات لم يستطع خلال جلسة مجلس الأمن إخفاء انحيازه الكامل للاحتلال وانتهاكاته وجرائمه، وعمل على تبريرها في انتهاك صارخ لمبادئ حقوق الإنسان دون أي اهتمام بالآلام والمعاناة التي خلّفتها جريمة هدم المباني الفلسطينية.
ولفتت الخارجية الفلسطينية إلى أن تجاهل الإدارة الأمريكية هذه الجريمة، والهروب نحو الحديث عما تسمى “خطة سلام أمريكية” في محاولة للتغطية على هذه الجريمة العنصرية يجعل منها ناطقاً رسمياً ومحامي دفاع عن كيان الاحتلال وخروقاته الجسيمة للقانون الدولي.
على صعيد آخر، حذّرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين من تدهور الحالة الصحية لأربعة أسرى فلسطينيين مرضى يقبعون في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي نتيجة ما يتعرضون له من إهمال طبي متعمّد لحالاتهم المرضية، وعدم تقديم العلاج اللازم لهم، وأوضحت الهيئة في تقرير لها أن من بين الحالات التي وثّقها التقرير حالة الأسير كمال أبو وعر 46 عاماً من بلدة قباطية في جنين، حيث يعاني من ورم سرطاني ومن تكسر في صفائح الدم، وحالته الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تمنع عنه أي أدوية أو جرعات علاجية، موضحاً أن الأسير ناصر جدع 30 عاماً من بلدة برقين في جنين يعاني من مرض “ديسك” في ظهره، وهو بحاجة لتحويله لإجراء جلسات علاج طبيعي، لكن سلطات الاحتلال ترفض ذلك، وأكد التقرير أن الأسير فادي الحروب 31 عاماً من بلدة دير سامت في الخليل يمر بوضع صحي غاية في السوء، ويشتكي حالياً من آلام حادة في الكلى وتدهور وضعه الصحي بعد خوضه إضراباً مفتوحاً عن الطعام ضد اعتقاله، إضافة إلى ذلك فإن الأسير يعاني من أمراض عديدة، أبرزها التشنجات ومشكلات في الأعصاب والضغط وأوجاع بالصدر، وهو بحاجة إلى رعاية طبية خاصة، ولم يقدّم له أي علاج لحالته الصحية.
وأشار التقرير إلى أن سلطات الاحتلال تواصل إهمال الحالة الصحية للأسير مقداد الحيح 25 عاماً من بلدة صوريف شمال الخليل والذي تفاقمت حالته في الفترة الأخيرة بسبب الأوجاع الحادة التي يشتكي منها في المعدة، كما يعاني من ضيق في التنفس، ولا يستطيع النوم بسبب الشظايا التي لا تزال موجودة بجسده جراء إصابته برصاص قوات الاحتلال قبل اعتقاله.
دولياً، أكد الحزب الشيوعي السلوفاكي أن هدم قوات الاحتلال الإسرائيلي منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة يمثّل إرهاب دولة وجريمة حرب. وقال الحزب في بيان: إن ما أقدمت عليه سلطات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة يمثّل أيضاً خرقاً للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة واستمرارية لعمليات الإبادة التي تقوم بها بحق الفلسطينيين، ودعا الحزب المجتمع الدولي والحكومة السلوفاكية إلى إدانة هذه الجريمة، والعمل على منع سلطات الاحتلال من الاستمرار بهذه الممارسات.