مأزق تنفيذ السدات الخمس يربك الجهة المنفذة والموارد المائية
حماة– محمد فرحة
لعلّ الدليل الأوضح والأكثر تعبيراً لوصف حالة تنفيذ المشاريع المائية وهشاشتها، يكمن في تنفيذ مشروع السدات المائية الخمس على المصرفين الرئيسيين في سهل الغاب، بهدف رفع منسوب المياه ودفعها للتراجع خلفاً ما يتيح لأكبر عدد من المزارعين على طول القناة الاستفادة من هذه المياه في سقاية محاصيلهم الزراعية بدلاً من هدرها عبر بوابات القرقور.
لقد اكتوى المزارعون بنار وعود انتظار موارد مائية حماة لجهة تنفيذ هذه السدات التي لو تسابقت الجهة المنفذة مع السلحفاة لكان الفوز من نصيب الأخيرة، فالمشروع مطروح منذ سنوات عدة، وقد تكون موارد حماة المائية اكتوت من وعود الجهات المنفذة هي الأخرى، وبين هذه وتلك يقف الكل يتفرج!!.
لقد ظننا بأن جولة وزيري الموارد المائية والإدارة المحلية على السهل سيكون محورها والهدف منها الوقوف على مراحل تنفيذ هذه السدات المائية، لكن خاب ظننا مع الكثير من المواطنين، حيث كانت الزيارة التفقدية على بئر لمياه الشرب في بلدة المسحل والشحطة.
عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة المهندس رفيق عاقل كان واضحاً وصريحاً كعادته حين قال: هناك خلل ما في مشروع تنفيذ هذه السدات، ومن المؤسف التأخير في إنجازها لما لها من أهمية في حجز المياه ورفع منسوبها بحيث تمكّن المزارعين من سقاية محاصيلهم الزراعية.
وزاد عاقل أن كلفة تنفيذها مليار ومائة مليون ليرة، وهو رقم ليس قليلاً، فلماذا لم تباشر به مؤسسة الإسكان هذا ما لا نعرفه، مشككاً بأن هناك خطأ فنياً قد يكون في الدراسة.. انتهى كلام عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة.
في منطقة سهل الغاب الخصب عندما يتحدثون عن المشاريع المائية والخزانات الخمسة يصبح للكلام طعم المأساة، يقول المهندس مشهور أحمد: لا ندري ما هي أسباب التقصير في تنفيذ هذه السدات، فقد كان مقرراً البدء بها مطلع شهر أيار من العام الماضي، فتأجل إلى العام الحالي، ما يشي بهشاشة تنفيذ هذه المشروعات المائية رغم أنها محور كل إنتاج سهل الغاب الزراعي. وأضاف مشهور: إن توافر الماء يعني توافر الغذاء وفقدان أيّ منهما يعني فقدان الآخر.
الخلاصة: إن ترحيل تنفيذ المشروعات المائية وتأجيله من عام إلى آخر لا يخدم المنتج الزراعي، وخاصة عندما تخصّص بالاعتمادات المالية وتعطى لشركات لتنفيذها وتتلكأ هذه الشركات في التنفيذ لتنتظر التوازنات السعرية، وقد ألغاها رئيس الحكومة، وخيراً فعل.
عموماً.. خمس سدات مائية كان قد تمّ إحضار مستلزمات تنفيذها من رمل واسمنت -كما نُقل لنا- لكن السيول والأمطار الغزيرة التي طالت سهل الغاب وغمرته جرفت كل هذه المستلزمات.. ومن يومها وحتى الآن المشروع يراوح في مكانه كما كلّ مشروعات سهل الغاب!!.