موضة التنظير
لا تكاد تنتهي موجة من الأفكار غير المنطقية التي تغزو رياضتنا حتى تعود من جديد، وخاصة مع ظهور أشخاص يختصون بالتنظير، والتلاعب بمشاعر الجمهور الرياضي عبر طرح شعارات لا تخلو من الخيال، وكل ذلك قبيل المرحلة الانتخابية الجديدة.
فمنذ الأسبوع الماضي دخلت الكوادر الرياضية في سجال حول أحقية من كان خارج الوطن في فترة الأزمة ليتبوأ المناصب القيادية في الفترة المقبلة، وبكل تأكيد هذا الموضوع ليس بسيطاً، ويحتاج دراسة متأنية، وقراراً واضحاً كونه شكّل حالة جدلية.
وبعيداً عن أحقية هذه الشخصيات من عدمها، من المؤكد أنه ليس من حقها أن تمارس شتى أنواع التنظير على من بقي وعمل واجتهد خلال أصعب الأوقات، وظل ثابتاً على مواقفه، ومضحياً بالكثير من أجل دفع عجلة رياضة الوطن للأمام، ولم يكتف بدور المتفرج.
ولعل المشكلة ليست فقط في الشخصيات المنظّرة، بل في طريقة تفكير البعض من العاملين في مفاصل رياضتنا، وخاصة الإعلامية، الذين يتبنون كل فكرة بحجة أن أصحابها خبرات رياضية لهم تاريخهم، لكنهم يغفلون الكثير من الجوانب التي يجب أن تكون حاضرة مثل الأسباب، والتوقيت، والخلفيات.
رياضتنا ليست بحاجة لتنظير ومنظّرين، بل لمن يعرف تفاصيلها اليومية ومشاكلها المزمنة، فطرح الأفكار على شكل شعارات غير قابلة للتطبيق لن يزيدنا إلا بعداً عن التطور، فالجميع هدفه أن تكون رياضتنا بأفضل حال، لكن الخلاف دائماً على الطريقة والأسلوب، وبالتالي بيع الكلام المعسول أمر غير مستحب لرياضتنا التي تحتاج من يعمل لمصلحتها بعيداً عن الحسابات الشخصية الضيقة، والانتصار للذات.
مؤيد البش