دلال عباس: تفوقتُ وكُرمت في وطني
أثبتت أن الإعاقة لم ولن تكون عائقاً أمام طموحها ونيل أهدافها، نالت أحلامها ووقفت على منصات التكريم، وهي لا ترى منها شيئاً، عاهدت نفسها وأسرتها ووطنها بأنها ستسلك طريق التميز والتفوق الدراسي، وطالما وُفرت وتتوفر لها كل سبل وعوامل النجاح، وآخر ما جنته الشابة “دلال عباس” ابنة مدينة القامشلي نيلها شهادة ماجستير في اختصاص غير مسبوق لحالتها، قالت عنها: نلتُ الشهادة بتقدير جيد جداً من المعهد العالي لإدارة الأعمال بدمشق، كانت رسالتي بعنوان: “أثر استخدام نظم معلومات الموارد البشرية في أداء العاملين”، وهي عبارة عن دراسة ميدانية على المصارف الخاصة السورية، تحديت ظروفي الصعبة كوني كفيفة, وأعتبر الطالبة الوحيدة في جامعتي وعلى مستوى القطر، تحصل على ماجستير في هذا الاختصاص غير قادرة على البصر نهائيا، حققت ذلك بالتصميم, والإرادة والعمل المستمر، وإعاقتي كانت حافزا إضافيا للوصول إلى مراحل متقدمة، كما كان لوالديّ فضل كبير ومهم بما حققته، فقبل ذلك نلتُ الشهادة الثانوية بفرعها العلمي بدورة 2009 كنتُ الوحيدة حينها وعلى مستوى القطر من تنال تلك الشهادة، والمعاق، وخاصة في البصر يصعب عليه، وبشكل كبير تقديم المواد العلمية، يحتاج لأن يرسم ويخطط ويستخدم بعض الأدوات التي تتطلبها تلك المواد، والعلامة كانت كفيلة لتكريمي من الحسكة ودمشق.
عرض على دلال الدراسة في الخارج مع إكمال مراحل علاجها، بعد تفوقها في الشهادة الثانوية، لكنها أصرت على البقاء في أحضان الوطن الذي هيّأ لها كل مزايا التفوق، وهي تعاهده على الاستمرار ومتابعة التحدي، فبدأت بالإعداد لنيل شهادة الدكتوراه.
عبد العظيم العبد الله