رياضةصحيفة البعث

غياب الاستراتيجية أهمها خطوات سريعة دمرت منتخبنا ونقلته من بطل آسيوي إلى باحث عن ذاته!!

 

 

في خضم الفرحة ببلوغ الملحق المؤهل لمونديال روسيا 2018، أشارت “البعث” غير مرة إلى أن الإنجاز الذي تحقق كان بجهود وبمبادرات فردية، وليس نتيجة تخطيط أو استراتيجية، ومع مضي الأيام وتوالي الخيبات صدقت رؤيتنا، وبات تبديل الأشخاص هو الأسهل نظراً لغياب الفكر الكروي الخلاق عن أغلب كوادرنا.
ومن المعلوم أن واجهة الكرة في أي بلد هو المنتخب الأول، وعندنا تسابق الجميع بقصد أو دونه على تشويه الصورة الجميلة التي رسمها، وبات الجمهور ورواد وسائل التواصل الاجتماعي يفرضون رأيهم بالمدرب، والتشكيل، والمعنيون يطبقون بحجة إرضاء الشارع الكروي.

مثال قريب
لن نرجع كثيراً بالذاكرة فاتحاد الكرة المستقيل دفع فاتورة إخفاق المنتخب المستمر بعد تصفيات المونديال من كأس آسيا، مروراً بالوديات، وانتهاء بغرب آسيا التي ينتظر أن تكون مشاركتنا فيها كارثية وتاريخية، لكن رئيس الاتحاد المستقيل فادي دباس في أول تصريح له بعد الاستقالة كشف عن كيفية إدارة اللعبة في الاتحادات المتعاقبة، حيث تحدث عن رضوخ الاتحاد الأسبق الذي كان يشغل فيه منصب نائب الرئيس لمطالبات الجمهور بجلب مدرب أجنبي للمنتخب، وإقصاء المدرب المحلي الذي كان صاحب الفضل في بلوغ الملحق، وأشار إلى أن هذا القرار كان الأسوأ، طبعاً ما حصل بعد وصول المدرب الأجنبي يعرفه الجميع، والخيبة التي حصدناها في الأشهر الماضية مسحت كل معالم الفرح التي عشناها.

سلسلة اختيارات
وبالحديث عن المدربين فإن الواضح للعيان أن كرتنا تدور في حلقة مغلقة بالاعتماد على أسماء معينة، مع عدم وجود أفق لدخول أسماء جديدة، وتحديداً في المنتخب الأول، فاليوم وبعد النتائج الهزيلة في غرب آسيا نسمع عن مقترحات ما أنزل الله بها من سلطان عن دمج منتخبي الرجال والأولمبي، وقيادتهما من المدرب ذاته!!.
وهنا لابد من التأكيد أن الاختيارات السيئة المتتالية التي تعاقبت على المنتخب كان لها جزء وافر من مسؤولية ما وصلنا إليه اليوم من هزالة وسوء في الأداء والنتائج.
المدربون الجيدون في كرتنا كثر، ولكن لا نعلم لم الإصرار على أن نحصر الخيارات بأسماء معينة، فما الذي يمنع هيثم جطل أو حسام السيد مثلاً من استلام أحد المنتخبين، وهما يمتلكان الخبرة، والتجربة، والتاريخ الجيد، ويعرفان كواليس كرتنا بشكل مفصل.

هالة بلا نتيجة
وإذا كنا قد أشرنا إلى غياب الاستراتيجية، وسوء الاختيارات، فلابد من الحديث عن غياب الفكر الاحترافي عن لاعبينا نتيجة الهالة التي أحاطت بهم ولم يعتادوا عليها، فلاعبونا في فترة قصيرة انقلبت حياتهم رأساً على عقب، وباتوا حديث الصغير والكبير، وغزت شهرتهم الآفاق، وعوضاً عن استثمار هذه النجومية لمصلحة المنتخب، وتوظيفها كجهد وقتالية في أرض الملعب، باتت التفاصيل الصغيرة (شارة الكابتن مثالاً) هي الهدف، وأصبح التعالي على المنتخب، واللعب بأقل مجهود، والاعتذارات المتكررة هي الحاضرة، وبهذه التصرفات خسرنا أهم ميزة لمنتخبنا التي كانت تمنحه أفضلية على غيره، وهي الروح القتالية، ومن أراد التأكد عليه مقارنة أداء اللاعبين ذاتهم في مباراة فوزنا على منتخب قطر(بطل آسيا) في التصفيات، ومباراة الأردن في كأس آسيا، أو حتى لقاء إيران الودي.
مؤيد البش