الصفحة الاولىصحيفة البعث

تصاعد الاعتداءات العنصرية في بريطانيا وأستراليا

 

بدأت المجتمعات الغربية تستشعر تدريجياً خطر الأفكار العنصرية التي انتشرت بين أوساط الشباب، وخاصة بعد الهجوم الإرهابي العنصري الذي تعرّض له مسجدان في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، وأودى بحياة 50 مصلّياً، حيث تصاعدت إثره الاعتداءات العنصرية، التي يبدو أن هناك من يعمل على تغذيتها بشكل ممنهج في العالم، وخاصة بعد تصريحات رئيس النظام التركي رجب طيّب أردوغان العنصرية، التي أثارت موجة من الغضب حول العالم، ومهّد لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتهام المهاجرين بأنهم “غزاة”.
فقد أكدت الشرطة البريطانية أن عدة مراكز إسلامية في مدينة برمنغهام تعرّضت لاعتداءات، ألحقت بها أضراراً مادية، معلنة أن مهاجمين مجهولين كسروا بمطرقة ثقيلة نوافذ أربعة مراكز دينية على الأقل.
وتم استدعاء شرطة مكافحة الإرهاب إلى مواقع الحوادث التي يعتقد أنها منسّقة، ولم يُكشف بعد عن دوافع المعتدين، بينما نشرت وسائل إعلام بريطانية مقاطع فيديو، تظهر آثار الاعتداءات.
وفي السياق ذاته، كشفت شرطة أستراليا أن مراهقاً هدّد مصلين في مسجد، وذكرت الشرطة أمس، أن مراهقاً يبلغ من العمر 14 عاماً اتُّهم بإصدار تهديدات بقتل مصلين في مسجد بمدينة جيلونغ جنوب غربي ملبورن.
وكتب المراهق في حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي: “نعم سأفعل الأمر نفسه، وأزور المسجد، وأقتل أكبر عدد ممكن من الغزاة، وسأطلق النار على نفسي أمام الشرطة”.
وتم توجيه الاتهام ضد هذا المراهق بعد أن تردّد أنه وجّه تهديدات، يوم الأحد الماضي، لمسجد محلي في مرتفعات مانيوفولد عبر مواقع التواصل الاجتماعي،  حسب صحيفة “ذي أوستراليان” المحلية. ووجّهت الشرطة 5 اتهامات للمراهق، بما في ذلك التهديد بالقتل، واستخدام شبكة تواصل اجتماعي بنية ارتكاب جريمة خطيرة، واستخدام خدمة النقل من أجل إطلاق التهديدات، ولفتت إلى أنه تم إخلاء سبيل المراهق بكفالة، على أن يقدّم للمحاكمة أمام محكمة للقاصرين في وقت لاحق.
إلى ذلك، أعلن المدّعون الهولنديون أن الشخص المعتقل بتهمة تنفيذ الهجوم المسلح في مدينة أوتريخت وسط هولندا، الذي أدّى إلى مقتل 3 أشخاص، يتمسّك بالأيديولوجية المتطرفة، وقالوا في بيان: ليس من الواضح حتى الآن، ما إذا كانت الأفكار الإرهابية بالكامل تقف وراء أعماله أم لا.
ومن المتوقّع أن يمثل المشتبه به، وهو تركي يدعى غوكمان تانيس (37 عاماً) أمام المحكمة اليوم.
وأضاف المدّعون: إن تانيس يجب أن يخضع للفحص النفسي.
وفي آخر مستجدات الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا يوم الجمعة الماضي، قالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أرديرن: “إن تاريخنا تغيّر بعد 15 آذار، وعدّلنا القوانين المتعلقة بحيازة الأسلحة في أعقاب المجزرة التي استهدفت مسجدين بمدينة كرايست تشيرتش”.
وأعلنت جاسيندا خلال مؤتمر صحفي عقدته مع وزير الشرطة، ستيورات ناش، لتوضيح التعديلات التي طرأت على قوانين حيازة السلاح، أن الحكومة وافقت على تعديل القوانين في اجتماعها بعد 72 ساعة من الهجوم الإرهابي المروّع.
وأضافت: “والآن بعد مرور 6 أيام، نعلن حظرنا حيازة جميع الأسلحة الآلية ونصف الآلية من الطراز العسكري، والبنادق الهجومية في نيوزيلندا”، وأشارت إلى أن سلطات البلاد ستستلم الأسلحة من مالكيها مقابل دفع ثمنها لهم، وتابعت: “تاريخنا تغيّر إلى الأبد في 15 آذار. ستكون لدينا قوانين جديدة. باسم جميع النيوزيلنديين نعلن أننا بدأنا العمل من أجل تشديد قوانين حيازة الأسلحة وجعل البلاد أكثر أمناً”.