الصفحة الاولىصحيفة البعث

النظام التركي يتحدّى المجتمع الدولي.. سفينة رابعة إلى قبالة قبرص

يواصل النظام التركي تحدّيه المجتمع الدولي، عبر إعلانه عن إرسال سفينة رابعة للتنقيب عن النفط إلى شواطئ قبرص، رغم المعارضة الشديدة من جمهورية قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومصر، وذلك وسط تأكيد محللين أن هذا النظام يحاول دائماً صرف الأنظار عن أزماته الداخلية عبر الإيحاء بوجود تهديدات خارجية للبلاد، وخاصة بعد ظهور رفض عارم لسياسات رئيس النظام رجب طيب أردوغان من داخل حزبه ينبئ بانفراط عقده، الأمر الذي يدفعه إلى تعويض هزائمه في الداخل بمحاولة صناعة انتصارات على الصعيد الدولي.
وفي محاولة منه لابتزاز أوروبا وحثّها على التفاوض معه مجدّداً، أعلن هذا النظام عن أن سفينة رابعة في طريقها إلى شواطئ قبرص للتنقيب عن النفط، مشدّداً، على لسان نائب رئيس النظام فؤاد أوقطاي، على أن “أنقرة تواصل بعزم أنشطة التنقيب في مياه البحر المتوسط بالمنطقة المرخص لها من جمهورية شمال قبرص التركية”، غير المعترف بها إلا من قبله.
وأشار أوقطاي إلى أن السفينة التركية الرابعة في طريقها إلى المتوسط قريباً، مضيفاً: إن السفن التركية الثلاث “ياووز” و”فاتح” و”بربروس”، موجودة حالياً في المنطقة، وتواصل أعمال التنقيب فيها، وإن السفينة الرابعة “أوروج ريس” ستصل قريباً إلى المتوسط.
وادّعى أن نظامه يواصل موقفه “المبدئي والحازم” في حماية حقوق القبارصة الأتراك، فضلاً عن حماية حقوقه في شرق البحر المتوسط.
ويأتي هذا الإعلان بعد أن أقر وزراء الخارجية الأوروبيون سلسلة تدابير تشمل اقتطاع 146 مليون دولار من مبالغ تابعة لصناديق أوروبية من المفترض أن تُعطى للنظام التركي عام 2020، وتشمل الخطوات، التي اتخذها الاتحاد الأوروبي بحق أنقرة، وقف الحوار رفيع المستوى مع نظام أردوغان وتعليق المحادثات المتعلقة باتفاقية طيران.
إلى ذلك، تحدّث وزير دفاع النظام التركي، خلوصي أكار، عن أن بلاده دافعت وستبقى تدافع عن حقوقها وشعب قبرص التركية، داعياً الجميع إلى عدم اختبار قوة أنقرة في هذا الشأن، حسب زعمه، وأضاف: “إن تركيا لن تغضّ الطرف عن أي أمر واقع في قبرص وشرق المتوسط وبحر إيجة، ولن تسمح باتخاذ قرارات ضد شعبي تركيا وقبرص التركية”!.
وجاءت تصريحات أكار خلال زيارة أجراها للسفينة الحربية المرافقة لسفينة التنقيب التركية “ياووز”، اطّلع خلالها على معلومات حول أنشطة قيادة القوات البحرية، شرق المتوسط وبحر إيجة.
وكان رئيس مجلس النواب القبرصي ديمتريس سيلوريس انتقد، في وقت سابق، ممارسات النظام التركي شرق البحر الأبيض المتوسط وإثارة التوتر في تلك المنطقة، مشيراً إلى أن قبرص لن تستسلم لابتزاز أنقرة غير المقبول، وأضاف، في ذكرى وفاة الكثير من المواطنين القبارصة خلال الغزو التركي لبلاده عام 1974: “إننا مدينون لجميع ضحايا المأساة القبرصية، وخاصة المفقودين، وأنه لدينا واجب تجاههم بمواصلة جهود التوصل إلى حل لهذه القضية”.
وكانت القوات التركية غزت جزيرة قبرص عام 1974، واحتلت الجزء الشمالي منها، وعمدت إلى تقسيمها، وإقامة ما يسمى “جمهورية شمال قبرص”، في مخالفة للقوانين الدولية، فيما فشلت حتى الآن جميع الجولات المتكررة للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة في التوصل إلى حل يعيد توحيد الجزيرة، وذلك جراء مواقف النظام التركي وحكوماته المتعاقبة.