يدنا إلى أين؟
توّج منتخب مصر بلقب كأس العالم للناشئين “لفئة 19 سنة” بكرة اليد بفوزه في المباراة النهائية على منتخب ألمانيا، وبالتأكيد هذا الإنجاز هو الأكبر في تاريخ كرة اليد المصرية والعربية، لكنه بالوقت نفسه يجعلنا نتحسر على واقع اللعبة المأساوي عندنا التي كانت فيما مضى في مستوى متقدم بين نظيراتها عربياً على الأقل.
وإذا ما نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى نجد أن كرة اليد عند الأشقاء اعتمدت على التخطيط السليم والممنهج بكافة مفاصلها، في حين أن اللعبة عندنا تفتقد لأبسط الأمور لتطورها، ومنها على سبيل المثال افتقادها لروزنامة عمل محددة لسنوات قادمة، فالعمل يتم حالياً بشكل عشوائي وفردي، ووفق أهواء شخصية، ولا يتم العمل بعقلية احترافية.
ما وصل إليه المصريون والتونسيون الذين عملوا منذ سنوات عدة على الاعتناء بالفئات العمرية، وأسسوا مراكز متخصصة لها من مستوى متطور، يدعونا للاعتقاد بأن كرة اليد عندنا مازالت بعيدة كل البعد عن اللحاق بالركب عربياً وآسيوياً وعالمياً، ما يجعلنا نتساءل: ماذا تفعل خبرات اللعبة كي تعيد يدنا لسكتها الصحيحة؟.
فالعمل “يا سادة” بحاجة لتعاون الجميع بدءاً بالأندية، واللجان المنبثقة عن اتحاد اليد هي لجان على الورق، ولا تعمل على أرض الواقع، وهي أحد أسباب تراجع اللعبة، فلو كانت تعمل بشكل صحيح وأخذت دورها لحدث التطور المنشود، إضافة للفكر الموجود بخصوص اللعبة، خاصة على الصعيد الفني، مع العلم أنه كانت هناك الكثير من المشاريع والأفكار التي طرحت فيما مضى من بعض الخبرات من شأنها أن ترتقي بكرة اليد، خاصة بالنسبة للفئات العمرية المختلفة، إلا أنها لم تطبق على أرض الواقع، وبقيت حبيسة الأدراج لعدم وجود أشخاص قادرين على توظيفها وتنفيذها على أرض الواقع.
أخيراً نأمل من القائمين على اللعبة وكوادرها أن يضعوا الرجل المناسب بالمكان المناسب مستقبلاً، لاسيما أن اللعبة بدأت مجدداً بالعودة “البطيئة” للتألق، وتحديداً بأهم معاقلها الرئيسية.
عماد درويش