الصفحة الاولىصحيفة البعث

سقوط طائرتي استطلاع إسرائيليتين على الأحياء السكنية في بيروت نصـــر الله يتوعّــد: نحن أمــــام مرحلـــة جديدة

في اعتداء إسرائيلي جديد على لبنان سقطت طائرتا استطلاع معاديتان، الليلة قبل الماضية، على الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت قناة المنار اللبنانية: إن طائرة استطلاع معادية سقطت على أحد المباني في حي معوض بالضاحية الجنوبية وبعد قرابة نصف ساعة جاءت طائرة استطلاع أخرى لتفقد مكان سقوط الأولى، فسقطت بدورها محدثة انفجاراً ودوياً، وتسببت بحريق في المنطقة نفسها، مشيرة إلى أن سقوط الطائرتين تسبّب بأضرار مادية في المباني الآهلة المحيطة. وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أن حزب الله لم يسقط أي طائرة، مشيراً إلى أن الطائرة الأولى سقطت من دون أن تحدث أضراراً، في حين أن الطائرة الثانية كانت مفخخة وانفجرت وتسببت بأضرار جسيمة في مبنى المركز الإعلامي التابع لحزب الله في الضاحية الجنوبية، وأوضح أن طائرة الاستطلاع الأولى، التي لم تنفجر، هي الآن في عهدة الحزب، الذي يعمل على تحليل خلفيات تسييرها والمهمات التي حاولت تنفيذها.
وأكد الجيش اللبناني اختراق طائرتي استطلاع إسرائيليتين معاديتين الأجواء اللبنانية فوق الضاحية الجنوبية لبيروت، موضحاً أن إحداهما سقطت، فيما انفجرت الثانية في الأجواء، وتسببت بأضرار مادية فقط، وذكر بيان صادر عن قيادة الجيش إنه “وأثناء خرق طائرتي استطلاع تابعتين للعدو الإسرائيلي الأجواء اللبنانية فوق منطقة معوض حي ماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت سقطت الأولى أرضاً، وانفجرت الثانية في الأجواء متسببة بأضرار اقتصرت على الماديات”.
وأضاف البيان: “على الفور حضرت قوة من الجيش، وعملت على تطويق مكان سقوط الطائرتين، واتخذت الإجراءات اللازمة، كما تولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث بإشراف القضاء المختص”.
ويواصل العدو الإسرائيلي انتهاكه السيادة اللبنانية غير آبه بالقوانين والقرارات الدولية ذات الصلة وخاصة القرار 1701.
وفي ردود الفعل، أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما جرى “خطير جداً جداً.. والموقف يجب أن يكون على مستوى الحدث”، وشرح، خلال كلمته في مهرجان “سياج الوطن” بمناسبة الذكرى الثانية للتحرير الثاني، أن “الطائرة المسيّرة التي دخلت سماء الضاحية فجراً هي طائرة استطلاع، وحلّقت على ارتفاع منخفض لإعطاء صورة دقيقة للهدف”، وأضاف: “نحن لم نسقط الطائرة، ولكن بعض الشبان رشقوها بالحجارة قبل أن تقع”، وأكد “ما حصل هو هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت.. وهو أول عمل عدواني منذ 14 آب 2006″، واعتبر أن “ما جرى يشكّل خرقاً فاضحاً وكبيراً للمعادلات التي أرسيت بعد عدوان تموز، والسكوت عنه سيؤسس لمسار خطير ضد لبنان، وكل فترة ستكون هناك طائرات مسيّرة مماثلة”، وأضاف: “أي سكوت عن هذا الخرق سيؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي في لبنان، حيث الطائرات المسيّرة تقصف مراكز للحشد الشعبي في العراق، ونتنياهو يباهي بذلك”، وجزم “نحن في لبنان لا نسمح بمسار من هذا النوع، وسنفعل كل شيء لمنع حصول هكذا مسار.. فالزمن الذي تقصف فيه “إسرائيل” لبنان، وتبقى هي في أمان ولّى إلى غير رجعة”.
وأضاف نصر الله لسكان الشمال في فلسطين المحتلة: “لا ترتاحوا، ولا تطمئنوا، ولا تصدّقوا أن حزب الله سيسمح بمسار كهذا”، وأشار إلى أن “إدانة الدولة اللبنانية لما جرى ورفع الأمر إلى مجلس الأمن أمور جيدة، ولكن هذه الخطوات لا تمنع المسار”، وأضاف: “سمحنا منذ عام 2000 بالطائرات المسيّرة الإسرائيلية لاعتبارات كثيرة، ولكن لم يحرّك أحد ساكناً”.
وأوضح نصر الله أن الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي تدخل لبنان “لم تعد لجمع المعلومات، بل لعمليات الاغتيال.. ومن الآن فصاعداً سنواجه الطائرات المسيّرة الإسرائيلية عندما تدخل سماء لبنان، وسنعمل على إسقاطها”، وشدّد على: “ما حصل ليلة أمس لن يمر مرور الكرام”، وتوجّه إلى الإسرائيليين قائلاً: إن “نتنياهو يخوض الانتخابات بدمائكم”.
وأضاف نصرالله: “سندافع عن بلدنا في الحدود البرية وفي البحر وفي السماء أيضاً، فنحن مستعدون أن نجوع ولكن نبقى أعزاء، ولن نسمح لأحد أن يمس بكرامتنا ووجودنا”، وشدّد: “نحن أمام مرحلة جديدة وليتحمّل الكل مسؤوليته في هذه المرحلة”.
وفي سياق الذكرى الثانية لتحرير جرود عرسال، أكد السيد نصر الله أن ما حصل في السنوات الماضية وأنهته “حرب الجرود” لم يكن حدثاً عابراً ولا يجوز أن يصبح كذلك، وتابع: “كانت هناك خريطة للسيطرة على المنطقة وتقسيمها على أسس مذهبية وعرقية”، مشيراً إلى أن “قتالنا في المرحلة السابقة منع مشروع التقسيم في المنطقة”، ورأى أنه يجب استحضار من “ساند الإرهابيين ودعمهم وزوّدهم بالسلاح ودافع عنهم سياسياً وإعلامياً”، في الوقت عينه الذي يجب أن يستحضر فيه “من واجه الإرهابيين وقاتلهم في لبنان وسورية وغيرهما”، وأضاف: “البعض اليوم عندما يتحدّث عن المعركة يتجاهل دور المقاومة والجيش السوري وهذا جحود وإنكار”.
إلى ذلك، أدان الرئيس اللبناني العماد ميشال عون العدوان الإسرائيلي السافر على الأحياء السكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد أن هذا العدوان السافر على سيادة لبنان وسلامة أراضيه يشكّل “فصلاً جديداً من فصول الانتهاكات المستمرة لقرار مجلس الأمن 1701 ودليلاً إضافياً على نيات “إسرائيل” العدوانية واستهدافها للاستقرار والسلام في لبنان والمنطقة”.
في سياق متصل كلّف وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل مندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة في نيويورك أمل مدللي التقدّم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن الدولي لإدانة الاعتداء الإسرائيلي الخطير على الضاحية الجنوبية بالعاصمة بيروت.
وقالت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان: “في سياق الخروقات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، والتي زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة، حيث بلغت 481 خرقاً في شهرين أتى الخرق الإسرائيلي الجديد الذي نفّذته طائرتان من دون طيار مجهزتان بقوة نارية مستهدفاً العاصمة بيروت على علو منخفض مريب يستدل منه على محاولة إسرائيلية فاضحة للاعتداء على الممتلكات وعلى المدنيين الآمنين معاً، وهو ما يشكّل خرقاً جسيماً للسيادة الوطنية واعتداء سافراً على لبنان وتهديداً جدياً للاستقرار في المنطقة”، وأضاف البيان: إن باسيل أعطى تعليماته للمندوبة اللبنانية لدى الأمم المتحدة للتقدّم بشكوى فورية إلى مجلس الأمن لإدانة هذا الخرق الخطير للسيادة اللبنانية، مؤكداً حرص لبنان على تنفيذ القرار 1701 والذي تقابله “إسرائيل” يومياً بخروقات متكررة تروّع بها اللبنانيين وتهدد أمنهم.
من جانبه أدان لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية اللبنانية في البقاع العدوان الإسرائيلي، مشدداً على أنه يشكّل محاولة لإنقاذ هيبة العدو الإسرائيلي المتداعية مادياً ومعنوياً في ظل الانتصارات التي تحققها المقاومة وجهوزيتها العالية والرادعة.
إلى ذلك أدان الحزب السوري القومي الاجتماعي في لبنان العدوان الإسرائيلي الجديد والذي يمثّل عملاً عدوانياً خطيراً يكشف عن تمادي العدو في اعتداءاته وفي انتهاكه للسيادة اللبنانية ضارباً عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية ومحاولة يائسة للتخفيف من انتصار لبنان ومقاومته على الإرهاب.
كما استنكر رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان العدوان الإسرائيلي الذي يأتي بالتزامن مع احتفال لبنان بنصر الجرود والإنجازات الكبيرة التي تحققها سورية على الإرهاب.