منتخب سيدات السلة وصيفاً في غرب آسيا.. وأخطاء اتحاد اللعبة حرمتنا من التتويج
كنا نمنّي النفس برؤية منتخبنا الوطني للسيدات بكرة السلة وهو يتوّج بلقب بطولة غرب آسيا التي اختتمت منافساتها أمس في العاصمة الأردنية عمان، إلا أنه فشل في تحقيق أول بطولة بتاريخ سلتنا الأنثوية بعد خسارته بطريقة غريبة أمام منتخب لبنان بفارق كبير بلغ ٢٦ نقطة بنتيجة (٤٨-٧٤).
في البداية لابد من توجيه الشكر لكافة عناصر المنتخب على ما قدموه بالبطولة بعد غياب طويل عن المشاركات الخارجية، ولكن يجب إلا يعمينا الوصول للمباراة النهائية عن جملة من الأخطاء التي رافقت المنتخب خلال هذه المشاركة، خاصة بالمباراة النهائية التي كثرت فيها الأخطاء، وبدت فيها لاعبات منتخبنا حملاً وديعاً أمام لاعبات لبنان.
فأهم قواعد كرة السلة تتلخص في أنه ليس المهم أن تبدأ المباراة بقوة، بل المهم أن تنهيها وأنت منتصر، مقولة انطبقت على أداء منتخبنا بمباراة لبنان، حيث بدأ منتخبنا المباراة بقوة في ربعها الأول، واستطاع التفوق ببعض المراحل، ولكن لم يستطع الحفاظ على تقدمه وخسر الربع (١٧- ٢٤)، وفي الثاني تكافأ الأداء وانتهى الربع (١٣-١٣)، وجاء الثالث الذي شهد انهياراً غريباً لمنتخبنا، وظهر ضعف دفاعنا وهجومنا، خاصة بالريباوند، وسوء التشكيلة التي لعب بها المدرب، وعدم القراءة الصحيحة للمباراة، ما جعل المنتخب اللبناني يسجل من كافة الاتجاهات ودون أي عناء، فسجل ٢٢ نقطة مقابل ٥ نقاط لمنتخبنا، وفي الأخير حاول منتخبنا تعديل الكفة، وقلّص الفارق، لكن خبرة لاعبات لبنان منحتهم الفوز في المباراة بنتيجة (٧٤-٤٨).
دون أدنى شك فإن المركز الذي حققه المنتخب، كما أسلفنا، يعتبر جيداً لسلتنا بعد غياب، لكن المتتبع لمسيرة وطريقة إعداد المنتخب يجد عدم الانضباطية، وسوء التخطيط من قبل اتحاد السلة، ولولا أن سلتنا تمتلك بعض المواهب لما حقق منتخبنا أي انتصار، فاتحاد اللعبة لم يقدم أبسط متطلبات سلتنا الأنثوية، ولم يعرها أي اهتمام، حتى إنه بعد أن أعيد تشكيله ألغى اللجنة الأنثوية، وهي إحدى أهم اللجان الفاعلة بالاتحاد، كما أنه لم يستطع تأمين رعاية للمنتخب، (على عكس بقية المنتخبات التي شاركت بالبطولة)، ولم يؤمن سوى مبارتين وديتين قبل البطولة في لبنان، في حين استعدت بقية المنتخبات في معسكرات خارجية لفترات طويلة، كما كلّف مدرباً للمنتخب، (مع احترامنا الشديد له)، إلا أنه لم يكن يدرب أي ناد بفئة السيدات.
أما عملية انتقاء اللاعبات فشهدت محاباة للبعض، فتم ضم لاعبات كبيرات بالسن لم يقدمن الأداء المأمول، وتم ضم اللاعبة رومي لاوند التي جاءت من لبنان، وانضمت للمنتخب، لكنها لم تشارك بالبطولة سوى بضع ثوان وسط رسم أكثر من إشارة استفهام، كما تم ضم اللاعبة ابتسام الزير للبعثة رغم أنها أصيبت قبل البطولة، أي أنها ذهبت للسياحة فقط، وهناك الكثير من الأخطاء سنأتي على ذكرها لاحقاً.
أخيراً نقول: مبارك لسيداتنا فوزهن على سيدات الأردن وإيران، ويُشكرن على ما قدمنه أمام لبنان في هذه الظروف، وعلى الجهد الفردي الواضح في التدريبات، والتزامهن بتطبيق بعض الأساسيات، وهما الأمران اللذان يغيبان عن الكثير من بقية منتخباتنا.
عماد درويش