تقنية “الفار” في الدوريات الأوروبية.. بين تحقيق العدالة وقتل المتعة!!
دخلت تقنية حكم الفيديو المساعد “الفار” إلى دوريات اسبانيا وايطاليا وألمانيا العام الماضي، ورغم شنّ الكثيرين حملة ضد إدخالها إلى الدوري الانكليزي الممتاز، إلا أنها عرفت طريقها هذا الموسم، وكما حدث العام الماضي في باقي الدوريات، أثار تطبيقها حفيظة الأندية الكبيرة في انكلترا، وخاصة تلك التي حرمت من خطأ، أو ألغي لها هدف مؤثر نتيجة الرجوع إلى الفار، فسجل إلى الآن أكثر من 70 هدفاً خلال ثلاث جولات من البريميرليغ، عاش خلالها اللاعبون المتعة والخوف والتردد والاحتفال، نتيجة اللجوء لهذه التقنية، فإلغاء أهداف غابرييل خيسوس مهاجم مانشستر سيتي مرتين، ودندونكير من وولفرهامبتون، وتروسار من برايتون، جعلت هذه التقنية مسار نقاش مستمر لن يهدأ قبل أن يقرّ بواقعيته محبو الأسلوب القديم في كرة القدم، وهم بغالبيتهم من المدرسة الكروية الانكليزية، لذا ستكون المعاناة هذا الموسم كبيرة جداً، فهذه التقنية تقتل الحماس في الكرة الانكليزية، لأن الجماهير واللاعبين والمدربين لم يعودوا يحتفلون كما كانوا في السابق، وجرت العادة أن تساعد التكنولوجيا في زيادة الحماس لا أن تحاصرها وتقلصها.
وعلى النقيض تماماً نجد من يدافع عن الفار، ولعل أبرزهم نيل سوبريك المكلّف بإدخال التقنية إلى الكرة الانكليزية، مبرراً أن هذه التقنية تساعد على تقليص الأخطاء، وعدم إلحاق الضرر بأي ناد، وتوقع نيل أن يحتاج الأمر إلى ثلاث سنوات حتى يتأقلم الجميع مع تقنية حكم الفيديو المساعد، وأنه عند دخول أي هدف يمكن أن تتغير الأمور ولا يحتسب الهدف بسبب حادثة لم يرها حكم الساحة، ولكن كانت واضحة عند حكم الفيديو، شخص آخر وقف إلى جانب تطبيق الفار، هو المدرب السابق للشياطين الحمر البرتغالي جوزيه مورينيو الذي أكد على فائدتها للكرة الانكليزية، وأنها ستوفر العدالة المطلوبة في أقوى دوري في العالم، كما قال: إن المجرمين فقط يخافون من كاميرات المراقبة في اتهام علني للاعبين الذين يتقنون التمثيل، وأحياناً كثيرة يستطيعون إقناع الحكام بأنهم تعرّضوا لاعتداء، ولكن مع تقنية الفيديو بات صاحب الحق ينال حقه.
وحتى الآن عاد الحكام حوالي 150 مرة إلى تقنية الفيديو في بطولة الدوري الأقوى أوروبياً، ولكنهم أكدوا أن المشكلة تبقى فقط في استيعاب الجماهير لتطبيق القوانين داخل الملعب.