في مواجهة جديدة.. الجمارك : لا يمكن مكافحة التهريب ما لم يسمح بالاستيراد.. والتجار: لن نسمح بدخول أية دورية إلى السوق
دمشق – ريم ربيع
لا يمكن للقاء التجار مع الجمارك أن يمر مرور الكرام دون جدل ونزاعات ساخنة تقلب أي اجتماع إلى قاعة محكمة، فالجميع على حق وكل ينادي بتقدير ظروفه وإمكاناته، ومهما طال الجدل يصعب الوصول إلى حل يرضي الطرفين، وكما العادة استغل التجار ندوة الأربعاء التجاري ليكونوا على مواجهة مباشرة مع مديري الجمارك البعيدين عن معاناتهم برأي التجار، فالندوة التي كانت مخصصة لمناقشة قانون الضابطة الجمركية رقم 37 لعام 2006 انقلبت إلى أوجاع وهموم واتهامات متبادلة إلا أن المطالب هي ذاتها والمشكلات لم تتغير منذ سنوات وحتى اليوم سواء بما يتعلق بالدوريات داخل الأسواق أو توقيف السيارات أو سوء التعامل وغيرها الكثير، ما يضع الجمارك أمام تساؤل حول مدى قدرتها على تطبيق القرارات ويضع التجار أمام مسؤوليتهم في الشكوى.
عضو غرفة تجارة دمشق منار الجلاد استغل الفرصة ليكرر مطالب الغرفة بالسماح بالاستيراد، معتبراً أنه لا يمكن مكافحة التهريب ما لم تزل أسبابه ويسمح باستيراد المواد التي تأتي تهريباً، وإن كانت الحجة بأن الاستيراد يستنزف القطع الأجنبي فلا يمكن مقارنتها بالمهرب الذي يضغط على الاقتصاد الوطني ويتهرب من الضرائب ولا يخضع لرقابة على المواصفات، فالسوق اليوم بحاجة للاستيراد ولابد من صدور قرار يسمح به كون الصناعة السورية لم تزدهر إلا بوجود المنافسة، مشدداً على ضرورة الوصول لحل يرضي كلاً من التجار والجمارك في القضايا العالقة بينهم.
بدوره مدير مديرية مكتب مدير عام الجمارك محمد الحج استجاب للمطالب الملحة، وأكد أنه لا يحق لدورية الجمارك الدخول لأي محل أو مستودع إلا بموجب أمر رسمي، لافتاً إلى أن الإخبار أحياناً قد يكون مغرضاً، وهو ما يتم التحقق منه ومعاقبة المخبر إذا كان كاذباً، أما بما يتعلق بالسيارات فتوقيفها لا يحتاج مهمة، معترفاً أن الأمر أصبح مبالغاً به بعد الأزمة.
معاون آمر الضابطة الجمركية العميد ميخائيل حداد حاول أن يوضح النقاط الأساسية في قانون الضابطة الجمركية المنظم لعمل الضابطة والمحدد لمهامها التي تتربع مكافحة التهريب في مقدمتها تحت أعباء كبيرة وإمكانات بسيطة، مشيراً إلى تعاون الضابطة في حالات عدة وعدم تسجيل أية قضية حتى إثباتها، وأكد حداد أن الطواقم جديدة الآن وهو سبب بعض التجاوزات، فيما وعد التجار بمنع أي سيارة من دخول السوق انطلاقاً من الأسبوع القادم إلا بموجب مهمة رسمية وأمر تحرٍ.
مدير الشؤون الجمركية باسل الصالح استغرب قلة عدد الحضور من التجار وقلة الشكاوى رغم وجود مكتب خاص لاستقبالها؛ مما استفز أحد التجار للرد بأن الحضور لندوات كثيرة لم يعد بأية نتيجة سوى إصدار قرارات وعدم تطبيقها على أرض الواقع، كما أشار البعض إلى حالة فوبيا لدى الصناعي من الجمارك وعدم تخزين كميات كبيرة خوفاً من الدوريات، مطالبين أيضاً بإيجاد حل لمشكلة الاستيراد خاصة في المواد الغذائية التي لا يمكن للمستورد أن يسجل اسمه عليها بسبب العقوبات على سورية، فيعتبر بنظر الجمارك مهرباً. وتجنباً للجدل بين الدوريات والتجار في السوق طالب الجلاد من كل سوق ترشيح مندوبين لمرافقة الدوريات بما يضمن تقدير الظروف والعمل.