إيران: 10 مليارات دولار لتطوير محطة بوشهر
كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، عن أنه يتمّ اليوم تطوير محطة بوشهر النووية، وأضاف: إن المرحلة الثانية والثالثة سيتمّ تنفيذها باستثمارات ستبلغ 10 مليارات دولار، مؤكداً أن النشاطات النووية الإيرانية للأغراض السلمية تسير في جميع المجالات بصورة مدروسة، موضحاً أن الاتفاق النووي لم يوقف حركة الصناعة النووية في البلاد، وتابع: “رغم تعرّض البلاد لمشاكل اقتصادية إلا أن طهران باتت تتمتع اليوم بنفوذ واقتدار في المنطقة، والدليل على ذلك حضور مسؤولي وزارة الخارجية بكل قوة في المحافل الدولية والدفاع عن مصالح الشعب”، لافتاً إلى منجزات منظمة الطاقة الذرية خلال السنوات الأربع الأخيرة بعد توقيع الاتفاق النووي.
بدوره جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الشعب الإيراني لن يستسلم للضغوط الأمريكية الاقتصادية، وسيواصل بكل قوة وثبات مسيرته نحو التطور والتقدم، وقال، خلال حوار مع التلفزيون الصيني “سي سي تي في”: “إن إيران تعرضت خلال العام الماضي لأقسى أنواع الحظر، ولكنها تخطته بفضل علاقاتها الجيدة مع دول الجوار وروسيا والصين”، مؤكداً أن إيران لن تستسلم رغم العقوبات والضغوط الأمريكية الاقتصادية عليها، وستكون أكثر قوة وتطوراً من السابق. وأشار ظريف إلى أن إيران لم تخرج من الاتفاق النووي، بل خفّضت من تعهداتها نتيجة تصرفات وعدم التزام بعض الأطراف الأخرى بتعهداتها، وأضاف: أمهلنا الأوروبيين عاماً كاملاً، ولكن لم يحصل تقدّم ملحوظ، ومع هذا فإن إيران ما زالت تعمل ضمن الاتفاق.
وحول التعاون بين بلاده والصين، قال ظريف: “طريق الحرير بإمكانه أن يهيئ الكثير من الفرص للدول لتنميتها اقتصادياً، والقضاء على الفقر، وإيجاد بنى تحتية ومن ثم ازدهارها، وباعتبار إيران ممراً وجسراً يربط أوروبا بآسيا الوسطى وأفغانستان، فهي محور مهم لتنمية هذا الطريق، وساهمت وبشكل فاعل في تقدمه”.
يأتي ذلك فيما أكد قائد القوة البحرية للحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي رضا تنكسيري أن وجود قوات أجنبية في الخليج يتسبب بإثارة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة، مشيراً إلى أن بلاده قادرة على توفير الأمن في مضيق هرمز، وأشار إلى أن سفن الكثير من الدول الإقليمية ومن خارج المنطقة تبحر، وهي تشعر بالأمان في هذه المنطقة الحساسة والاستراتيجية، وأكد أن مزاعم مرافقة بعض الدول لسفنها حين دخولها مياه الخليج كلام باطل ومناقض للواقع، مشدداً على عبثية التهديدات ضد بلاده، وأضاف: “نرصد وجود الأعداء سواء في المياه القريبة من إيران أو في الجرف القاري”، مشيراً إلى أن مسؤولية الأمن في الخليج منوطة بالدول المطلة عليه فقط.
إلى ذلك، أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورانس بارلي أن الاتحاد الأوروبي لديه تحفظات حيال العملية البحرية الأميركية لمواكبة السفن في مضيق هرمز، وقالت، قبيل جلسة غير رسمية مع نظرائها الأوروبيين في العاصمة الفنلندية هلسنكي: “لا نريد أن نكون ضمن مخطط لمراقبة السفن، ولكننا نريد ضمان حضور ردعي في الخليج”، مشيرة إلى دعم فرنسا لفكرة نشر بعثة مراقبة أوروبية في المنطقة.
وأوضحت بارلي أن فكرة نشر بعثة مراقبة أوروبية أيضاً تشهد تعثّراً لأن “عدد دول الاتحاد الأوروبي المستعدة للانخراط تعد على أصابع اليد الواحدة”، مضيفة: إنه “سيكون مؤسفاً إعطاء الانطباع بانضمامنا إلى المبادرة الأميركية القاضية بفرض عقوبات قصوى”.
وأعلنت الولايات المتحدة عن نيتها تشكيل تحالف في الخليج بزعم حماية الملاحة البحرية، وهو ما رفضت العديد من الدول المشاركة فيه، فيما حذّرت إيران من هذا التحالف وانضمام كيان الاحتلال الإسرائيلي إليه، مؤكدة أنها لن تتردد في مواجهة أي تهديد للذود عن أمنها في منطقة الخليج.
بالتوازي، أكد حاكم البنك المركزي الإيراني عبد الناصر همتي أن المفاوضات مستمرة مع باريس فيما يتعلق بنية الأخيرة تقديم خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار مقابل رهن النفط الإيراني.
ورداً على سؤال بشأن الخطة الفرنسية لتقديم خط ائتمان مقابل رهن النفط الإيراني في إطار آلية التجارة الأوروبية مع إيران “اينستكس”، قال همتي: إن “المفاوضات لا تزال جارية، وعلينا أن نرى ما سيحدث، وأن الأموال ستقدم لإيران كعملة شراء”.
وفي وقت سابق تحدثت تقارير إعلامية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قدّم اقتراحاً يقضي بتقديم خط ائتمان بقيمة 15 مليار دولار لطهران مقابل رهن النفط الإيراني خلال قمة مجموعة السبع.