بالتزامن مع المونديال ..سلتنا تواصل تأخرها
تستضيف الصين حالياً منافسات كأس العالم بكرة السلة للرجال، وما يحز النفس لدى محبي وعشاق سلتنا متابعتهم للبطولة “عن بعد”، ومشاهدة المستويات العالية جداً، والأداء القوي للمنتخبات العربية التي تشارك بالبطولة “الأردن وتونس”، وحتى المنتخبات التي تلعب سلتنا معها “في غرب آسيا” مثل إيران.
هذه المستويات تؤكد أن تلك الدول قطعت أشواطاً كبيرة في تطور منتخباتها عبر التخطيط السليم، والعقلية القادرة على النهوض باللعبة فيها، بدءاً من القواعد، وانتهاء بالفريق الأول، على عكس ما يفعله القائمون على سلتنا التي كانت فيما مضى متفوقة على تلك المنتخبات بمراحل كثيرة، لكن الآن ومع الأسف نجد أن اللعبة عندنا وتطورها آخر هم اتحاد السلة، والقائمين على الرياضة بشكل عام، فاللامبالاة وعدم المحاسبة هما السمة الطاغية على العمل.
أما التطور الفني لسلتنا، وتحقيق الإنجازات على كافة الصعد فآخر هم أصحاب القرار السلوي الذين ينحصر تركيزهم الأول والأخير بإقامة المسابقات المحلية والتفاخر والتباهي أمام الشاشات بأن اتحاد السلة أنجز كافة البطولات على أتم وجه، متناسين أن عملهم يصب بمصلحة منتخباتنا الوطنية التي ابتعدت قسرياً عن تحقيق نتائج تليق بها وبسمعتها التي اكتسبتها فيما مضى، وبكافة الفئات، فها هي إيران وتونس ولبنان تبتعد عنا على صعيد معظم الفئات، فيما تبتعد الأردن ومعظم دول المنطقة عنا على صعيد منتخبات الرجال، (لا تستبعدوا أن يشمل تفوقهم علينا بقية الفئات خلال أعوام)، مع العلم أن الأردن تحديداً ليس لها دوري منتظم، وحتى إن أقيم فلا تتعدى الأندية المشاركة به ستة أندية.
ودون أدنى شك كل ذلك يعود لعدة أسباب، منها هجرة وخسارة مواهب وقدرات العديد من كوادرنا التي هاجرت للخارج، إلا أن الأمر المؤكد والمتعارف عليه يتعلق بفقداننا الاحترافية على صعيد الكوادر العاملة باتحاد السلة، وبضعف الأفكار التي تقدم لتطور اللعبة وانتشالها “من الغرق”، ومحاولاتها لتجاوز الصعوبات التي تفرض عليها من قبل أصحاب القرار بالقيادة الرياضية التي تتحكم باللعبة كيفما تشاء إدارياً ومالياً!!.
سلتنا ستبقى متأخرة بسنوات عن الآخرين، والعودة لما كانت عليه أصبح صعباً، وتحتاج “”لنفضة” تهز أركان اللعبة، على أمل أن يجد محبو اللعبة الأسبوع المقبل خلال انعقاد مؤتمرهم السنوي الحلول الناجعة لتطور سلتنا مثلما فعل غيرنا.
عماد درويش