اقتصادصحيفة البعث

تكتم واضح من شركات الجناح الغذائي على العقود المبرمة..! رئيس الجناح يطالب بالاستبيان وينفي ما يشاع عن استئثار بحركة الوفود الزائرة

دمشق – محمد زكريا

يحمل المشهد القائم في الجناح الغذائي المشارك في معرض دمشق الدولي بدورته 61 الكثير من الصور الإيجابية سواء لجهة الشكل الخارجي الممزوج بألوان زاهية تعطي جمالية خاصة للمكان، أم لجهة المضمون الذي يحمل التنوع والتعدد في المنتجات والسلع المعروضة، وبحسب العديد من زائري هذا الجناح فإن ثمة شعوراً من نوع خاص ينتابهم خلال زيارتهم لهذا الجناح؛ لما يمتلكه من تنظيم وأفكار ومنتجات جديدة، إلى جانب وجود قسم خاص بكل شركة للتذوق، وما يسجل لهذا الجناح هو كثرة زائريه التي تقدر بعشرات الآلاف يومياً، حتى إن حركة الوفود العربية والأجنبية للجناح قائمة بشكل يومي، إلا أن الثغرة الوحيدة التي تحدث عنها بعض من أصحاب الشركات المشاركة هي استياؤهم وامتعاضهم من تصرفات بعض المسؤولين عن الجناح لجهة استئثارهم والتفرد بالوفود العربية والأجنبية الزائرة للجناح، موضحين أن معظم الوفود اكتفت بزيارة شركات مسؤولي الجناح فقط، حتى إن بعضهم استأثر بعدد كبير من العقود نتيجة احتكاره للوفود..!

تكتم عن العقود

ولمعرفة المزيد حول ما تم طرحه من قبل أصحاب الشركات كان لابد لـ”البعث” من التواصل مع عضو غرفة صناعة دمشق وريفها ورئيس الجناح الغذائي بالمعرض طلال قلعجي الذي نفى صحة ما تناوله هؤلاء، مؤكداً أن حركة الوفود العربية والأجنبية الزائرة للجناح تتم وفق برنامج معد من قبل إدارة الجناح والتي يتم الإعلان عنها ولجميع الشركات المشاركة من خلال تبليغهم الرسمي من قبل إدارة الجناح، موضحاً أنه تم زيارة عدد من الوفود المتخصصة بالقطاع الغذائي إلى الجناح، منهم وفد من الاتحاد الأوربي ضم 12 شخصاً، إضافة إلى وفد سويدي ضم 9 أشخاص، ووفد  من الكويت ضم 8 أشخاص ومن العراق 6 أشخاص، إلى جانب وفود من الإمارات وعمان وإيران وروسيا، مبيناً أنه تم إبرام العديد من  الصفقات التي تضمنت عقوداً موقعة بين الطرفين، وأضاف قلجعي لـ”البعث” إلى عدم تزويد الشركات لإدارة الجناح بما أبرمته من عقود مع الوفود الزائرة، وذلك تخوفاً من الضرائب وإلى غير ذلك، مشيراً بالوقت ذاته إلى إن إدارة الجناح وزعت استبياناً تطلب فيه من الشركات المشاركة بعض المؤشرات والأرقام الخاصة، وبيان حركة الوفود الزائرة، وكشوفات حول العقود الموقعة.

تفوق

عضو مجلس الأعمال السوري الروسي، وصاحب شركة مكي المهندس حسام مكي أشار بوضوح تام إلى أن الصناعات الغذائية السورية تتمتع بالكثير من الميزات التي تجعلها تتفوق على الكثير من مثيلاتها في دول الجوار، مؤكداً خضوع المنتجات الغذائية السورية والخاصة المعدة للتصدير إلى مواصفة عالية الجودة حيث تكتسب هذه المنتجات ثقة الأسواق المستهدفة، مبيناً أن زيارة الوفود العربية والأجنبية للمعرض بشكل عام أعطى حيوية ونشاطاً وتنافساً ما بين العارضين، وأن العديد من الشركات المشاركة ولاسيما في القطاع الغذائي استفادت من خلال توقيعها للعديد من الاتفاقيات مع الوفود المشاركة، موضحاً أن المشكلات التي تعاني منها الصناعات بشكل عام تتمثل بعدم وجود أية اتفاقيات تبادل تجاري مع الدول المجاورة أو الدول الصديقة، إلى جانب عدم استقرار سعر الصرف؛ مما يؤدي إلى اختلاف أسعار الكلف مما ينعكس سلباً على الصناعات التحويلية، إضافة إلى تراجع القدرة التنافسية للصناعة السورية وعدم وجود سياسات اقتصادية داخلية واضحة لدعم القطاع الصناعي مع ارتفاع أسعار النقل الناجم عن عدم دعم المحروقات الخاصة بالقطاع الصناعي، وضعف التيار الكهربائي المستخدم صناعياً.

أسواق خارجية

مدير مؤسسة الجبان التجارية ماجيكوتانمازن ممدوح الجبان بين أن شركته متخصصة في صناعة الشوربات والمساحيق الغذائية، حيث إن منتجات هذه الصناعة تتكون من صوص الصويا وصوص اللحمة والخردل، موضحاً أن جميع هذه المنتجات حاصلة على المواصفة السورية، وأن المؤسسة تعمل حالياً على فتح أسواق خارجية لتصريف منتجاتها وذلك من خلال المشاركة في المعرض، حيث تم التنسيق مع عدد من الوفود العربية للتواصل بعد نهاية المعرض بقصد تصدير منتجات المؤسسة إلى الخارج.

صاحب شركة أزكى للصناعات الغذائية هيثم خويلدي أشار إلى أن الأسعار تتعرض إلى الاهتزاز الدائم نتيجة عدم استقرار سعر الصرف؛ مما يؤثر بشكل عام على سمعة المنتج بغض النظر عن الجودة، مبيناً أن الأسعار الموضوعة على المنتجات تتم وفق خطة تعتمد بموجبها على كلفة المواد الأولية ونسبة ربح محددة من وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، طالباً من الجهات المعنية منح الصناعيين بعض التسهيلات الخاصة بالسماح باستيراد المواد الأولية والتسهيلات الجمركية وغيرها، مبيناً أنه نتيجة رادءة بعض  المواد الأولية  المحلية يتم التنازل أحياناً عن جودة المنتج أو اللجوء إلى التهريب، وبخصوص مشاركته في المعرض أوضح خويلدي أنه يشارك للمرة الأولى من خلال قسم التذوق، وأن منتجات شركته خاضعة للمواصفة والجودة المطلوبة.

بدائل

مدير مؤسسة حسين الناصر للصناعات الغذائية عبد الخالق الناصر أشار إلى أهمية المشاركة في معرض دمشق الدولي بدورته 61 حيث التنافس يبقى قائماً بين العارضين، موضحاً أن مؤسسته قامت بالعديد من اللقاءات مع رجالات الأعمال والوفود الزائرة للجناح أسفرت عن توقيع عدد من مذكرات التفاهم مع الوفود، وتعمل المؤسسة على تقييم حالة المشاركة في المعرض من خلال المؤشرات والأرقام التي صدرت عن المشاركة، وبين الناصر أن من المشاكل التي تعاني من الصناعة المحلية تتمثل في موضوع التحويل والتمويل إلا أن بعض الصناعيين حاولوا الالتفاف على الموضوع من خلال إيجاد بدائل تعوضهم عن ذلك.

مدير المبيعات في شركة الصالحين للصناعات الغذائية إياد عدوان بين أن الهدف من المشاركة الاطلاع على الأسواق المحلية المنافسة إلى جانب التعرف والتواصل مع الوفود الزائرة للجناح، لافتاً إلى أن الجناح طغى عليه البيع بالتجزئة، التي أصبحت عنواناً دائماً للمشاركات في المعرض، وأن عدم استقرار سعر الصرف أدى إلى  تعديل في أسعار منتجات الشركة.

Mohamdzkrea11@yahoo.com