مع اســــــتمرار تصويــــر “الجوكــــر” جمـال الظاهـر: لا أنافس أحــداً.. والأكشــن ملعبــي
صنَّفتْه مجلتا “نيوكس مجازين” و”نيويورك تايمز” كمجازف أول من نوعه عربياً وتاسع عالمياً وهو المسؤول عن أغلب مقاطع المجازفات والأكشن وتدريب الفنانين على المشاهد القتالية عربياً، ليكون أول سوري يقوم بهذه المهمة في أفلام أوروبية وأميركية، منها فيلما “أسامة” و”شيفرة دافنشي” وعدد آخر من الأفلام، كما أخرج أربعة أفلام في هوليوود.. ولكل ما سبق قبل التحدي في متابعة إخراج مسلسل “الجوكر” الذي أصبح في عهدته اليوم كمخرج، متابعاً تصويره ومرمماً للكثير من المشاهد التي سبق أن قام مخرج آخر بتصويرها، مؤكداً أنه يعرف تماماً أن عدداً من المخرجين رفضوا إكمال “الجوكر” بعد أن صُوّرتَ منه مشاهد كثيرة لقناعتهم أن إكمال العمل وتصحيح الأخطاء أمر صعب ومستحيل ومغامرة خطيرة وأن الجهد الذي يقدمه في “الجوكر” يوازي 10 أضعاف الجهد الذي يبذله آخرون في أعمال يبدؤون فيها من الصفر لأن التصليح عملية صعبة، وسيكون “الجوكر” برأيه رقماً صعباً في هذا الموسم، وهو من كتابة ماجد عيسى، معالجة درامية نعيم الحمصي.
لا ينافس أحداً
ويأسف الظاهر لأنه ظُلِم لسنوات طويلة، وخاصة من قبل الإعلام وطريقة وضع اسمه في الشارات، لذلك قرر أن ينصف نفسه وفريق عمله، مشيراً إلى أن طابع العمل البوليسي القائم على التشويق والإثارة والمطاردات جذبه لأن ذلك يصب في ملعبه، لذلك وجد نفسه في هذا المكان، دون أن ينكر أنه أمام تحدّ كبير لأن البعض لديه قناعة بأنه لن ينجح، موضحاً أنه كان في “الجوكر” مخرج معارك وشاءَت الأقدار أن يترك المخرج العمل، عندها عرض عليه صاحب شركة قبنض إخراج المسلسل، ولأنه يجازف بحكمة تردد في بداية الأمر في إخراجه حتى لا يأخذ مكان المخرج السابق، ولكن عندما اكتشف أنَّ حرباً شُنَّت عليه لمجرد طرح اسمه بحجة أنه مصمم ومخرج معارك ويلعب دوبلير للممثلين ولا يجوز له برأي البعض أن يخرج قَبِل التحدي وقام بتعديل النص والحوارات والمشاهد وأضاف إليها مشاهد جديدة، منوهاً إلى أنه عندما كان مجازفاً ومصمم معارك لم تُشَن عليه حرب كما تُشن اليوم، والسبب برأيه أنه عندما كان مجازفاً كان يعمل باختصاص يتفرّد به، ولكن عندما خاض تجربة الإخراج كَثُرَت الحروب على الرغم من أنه أخرج العديد من أفلام الأكشن عربياً وفي أوروبا، مبيناً أنه في “الجوكر” لا ينوي أن ينافس أحداً لأنه يقدم عملاً درامياً ينتمي لأعمال الأكشن التي فيها مطاردات ومغامرات، وهو متأكد بأنه ستكون للمسلسل شعبية كبيرة.
التشويق والإثارة
ويعرف جمال الظاهر أن مخرج الأكشن يختلف عن مخرج الدراما وهو لا يميل لأن يكون مخرج مسلسلات لميلِهِ الكبير للسينما، وله تجربتان عالميتان في هذا المجال إلا أن طابع “الجوكر” التشويقي أغراه لخوض التجربة، وهو اليوم يكمل العمل حسب مزاجه واختصاصه، فأدخل عليه مزيداً من الأكشن والتشويق والإثارة، وكان بإمكانه أخذ العمل باتجاه الأكشن فقط والذي هو ملعبه إلا أنه رفض ذلك ودَعَمَ العمل بثلاثة خطوط درامية لرفع سويته، مؤكداً أنه في النهاية سيتحمل مسؤولية أية نتيجة يخرج منها هذا العمل، مبيناً أننا نفتقد للأعمال البوليسية لأننا نفتقد للثقافة ولأنها دراما صعبة وتحتاج لنص مختلف على صعيد التحقيق وكشف الجرائم.
صورة أخرى
رافق جمال الظاهر مخرجين كباراً، ولا ينكر فضل الكثيرين منهم عليه كنجدة أنزور وباسل الخطيب ورشا شربتجي وزهير قنوع والليث حجو وشوقي الماجري ومن مصر عادل أديب ومحمد فاضل ومحمد سامي وبعض المخرجين الذين عمل معهم في أوربا ولا يخفي أنه تأثر بشخصية نجدة أنزور القوية واستمتع بفن وتفاصيل رشا شربتجي وأسلوب باسل الخطيب ولغته السينمائية في الدراما والطاقة التي يتمتع بها زهير قنوع وإدارة شوقي الماجري للممثل وحركة كاميرته وحلول محمد عزيزية وتفاني عادل أديب في العمل، وهو يتمنى أن يجمع بين كل هذه المدارس وأن يُصنَّف ضمن هذا الجيل، مؤكداً أنه يعمل مع فريق عمل لإيمانه أن أي عمل فني لا ينجح إلا بوجود فريق منسجم مع بعضه، مبيناً أنه سيسعى لتغيير الصورة النمطية عن مخرجينا ليصنع صورة أخرى مختلفة، خاصة أثناء العمل.
الأرض الوعرة
قبل “الجوكر” كان الظاهر يستعد لإخراج عمل آخر لا يميل للأكشن بعنوان “في الأرض الوعرة” عن نص كتبه عام 2016 كفيلم سينمائي إلا أنه فَضَّل في النهاية تحويله لمسلسل فأسند السيناريو والحوار لنعيم الحمصي ليكون مسلسلاً من 30 حلقة سيتم تنفيذه بعد الانتهاء من “الجوكر” وهو يتناول تجارة المخدرات والأطفال المتسولين.
تصميم المعارك
وعن عمله في تصميم المعارك يؤكد الظاهر أن المعارك التي يصممها لا تختلف عن الأعمال في هوليوود التي تعلم ودرس فيها، لكن الفرق برأيه يكمن في الإخراج، فالمخرج الذي يجلس وراء المونيتور أو من يقوم بتقطيع المشاهد هو من يضعف اللقطة إلى جانب الكومبارس الذين يضعفون المشهد بوجودهم وراء المقاتلين دون أن يفهموا شيئاً من سياق الأحداث.
جمال الظاهر من مواليد 1984 درس تصميم المعارك في براغ عاصمة التشيك لمدة ثلاث سنوات ثم في معهد كودوكان في اليابان لمدة تسعة أشهر تلقن خلالها الفنون القتالية الشرقية والتايلندية والكورية واليابانية والصينية، وتدرب على فن المجازفة على أيدي أساتذة في هوليود مثل ريكاردو كرو والإسباني بيتر بيدريرو ثم البريطاني إيان فان تنبرلي والإيرلندي راسل مكلود والأميركي كلايف كورتيز والاسكتلندي جود بوير وكانت بدايته وهو في الخامسة عشرة من عمره مع المخرج نجدة أنزور في مسلسل “تل الرماد”، كما نفذ أعمالاً فنية كثيرة، أهمها: “وادي الذئاب-باب الحارة-قمر بني هاشم-السيرة النبوية-إخوة التراب-العوسج-تاج من شوك-البحث عن صلاح الدين-صقر قريش” وعلى المستوى العربي نفذ أعمالاً للفنانين عادل أمام وأحمد السقا وأحمد مكي وغادة عبد الرازق ونور الشريف وفيديو كليبات لتامر حسني وهيفاء وهبي ونانسي عجرم وملحم زين وعاصي الحلاني، في حين أنجز عالمياً أربعة أفلام في هوليوود وأفلام أخرى نذكر منها: “المياه الهادئة- دافنشي -غرين زون-مملكة النساء”.
أمينة عباس