الحلاج وابن عربي ليسا من شعراء الموشح
في الأمس أقامت جمعية عين للفنون، سهرة غنائية تحت عنوان “رحلة الموشح من الأندلس إلى الشام”، بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة، المكان الذي احتضن الأمسية الموسيقية الغنائية، كان قصر العظم.
حفل الموشحات هذا قدمه المؤلف الموسيقي “طاهر مامللي”! بدأ الحفل الموسيقي بشكر الجهات التي ساعدت من ” الداخل والخارج” رغم أن البروشور الخاص بالفعالية، لا يُظهر سوى جهات داخلية وهي: “السورية للنقل والسياحة/ السورية للإدارة الفندقية/ عين الفنون/ وزارة السياحة/ وأخيرا وليس آخرا وزارة الثقافة”، فأين هي الجهات الخارجية الداعمة ولماذا هي مستترة ويشار إليها بالتلميح!
هناك في اسم الفعالية (رحلة الموشح من الأندلس إلى الشام)معلومة وتثبيت لنظرية أن الموشج جاء من الأندلس إلى الشام، لكن كلام “مامللي” في تقديم الحفل، يذهب بالموشح في طريق معاكسة، فيجعله من الشام إلى الأندلس، وهناك فلامينكو مع عزف غيتار، مشاركة في برنامج الحفل نفسه،ربما في محاولة للقول إن الفلامينكو جزء من الموشح، وهذا ليس دقيقا.
عدا عن الفلامينكو، الحفل الفني يتضمن ما ليس له علاقة بالموشح، فقصيدة الحلاج – والله ما طلعت-ليست من الموشح، ثم نجد قصيدة أندلسية، فما هي القصيدة الأندلسية التي ليس لها وجود كنوع؟ الشعر لا ينسب للمكان، وإلا لكنا قلنا أن قصائد المتنبي عراقية، وقصائد أبو فراس الحمداني حلبية وهكذا،وهناك قصيدة “لقد صار قلبي”، وهي لـ “محي الدين بن عربي”، وهي أيضا ليست من الموشح، إذا من أصل ثماني قطع غنائية هناك ثلاث فقط فيها موشح، يُضاف إلى ذلك “القصيدة الارتجالية”، وهم بذلك يضيفون نوعا جديدا على الشعر، وفي خضم كل ذلك يبدو الموشح ضعيف الظهور في مناسبة فنية تحمل اسمه!
تمّام علي بركات