إرهابيو “النصرة” يمنعون المدنيين من الخروج عبر ممر أبو الضهور آلاف المهجريــــن يعــــودون إلى منازلهــــم في ريفــــي حمــــاة وإدلــــب
لليوم الثاني على التوالي واصل إرهابيو “جبهة النصرة” منع الأهالي في محافظة إدلب من الخروج عبر ممر أبو الضهور بالريف الجنوبي الشرقي، الذي جهزته الجهات المعنية بالتعاون مع الجيش العربي السوري لاستقبال الأهالي الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين الذين يتخذون من المدنيين في قرى وبلدات ومدن المحافظة دروعاً بشرية، فيما عاد آلاف المواطنين المهجّرين بفعل الإرهاب إلى قراهم وبلداتهم بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي التي طهرها الجيش العربي السوري من مخلفات الإرهابيين، وذلك عبر ممر صوران بريف حماة الشمالي.
ففي إطار الجهود التي تبذلها الدولة لإعادة المهجرين إلى بلداتهم وقراهم عاد ظهر أمس آلاف المواطنين عبر ممر صوران إلى قرى وبلدات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي المحرّرة من الإرهاب، وذلك بعد أن قامت وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري بتأمينها من مخلفات الإرهابيين.
وعبّر عدد من العائدين عن سعادتهم بعودتهم إلى منازلهم بعد دحر التنظيمات الإرهابية بفضل بطولات الجيش وتضحيات بواسله، لافتين إلى أنهم كانوا على يقين بقدوم الجيش لتخليصهم من الإرهاب، الذي حاول قتل حياتهم والاستيلاء على ممتلكاتهم وأرزاقهم وتكريس الجهل والتخلف والظلامية التي تخدم مشروع أعداء الوطن في المنطقة.
وبدأت الورشات الخدمية في محافظة حماة العمل على إعادة الخدمات الأساسية للمناطق والبلدات التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب في بلدات وقرى مورك وكفرزيتا ولطمين واللطامنة والشيخ حديد وكفرنبوده وكرناز ولحايا إضافة إلى إجراء دراسة عن واقع طريق عام حماة حلب في الموقع الممتد من جسر صوران بريف حماة الشمالي حتى المدخل الشمالي لمدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي وتوصيف وضع الطريق وتأمينه من الناحية الفنية بالكامل.
يأتي ذلك، وخلال استكمال أعمال تأمين ما تبقى من مناطق حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في ريف محافظة درعا، عثرت الجهات المختصة في مدينة جاسم على مستودع يضم بنادق آلية حربية وبنادق صيد وأجهزة اتصال وقنابل “أي جي سي” وقاذف “آر بي جي” وعدداً من القذائف والحشوات وذخائر وقذائف مضادة للدروع وذخائر رشاش “بي كي سي” من عيار 14.5 مم.
سياسياً، جدد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو التحذير من خطورة سياسات رجب طيب أردوغان المدمّرة ضد سورية على تركيا، معتبراً أن اعتماده على الإرهابيين لاستهدافها سيجلب الكثير من المخاطر على أمن تركيا واستقرارها، وقال، خلال اجتماع اللجنة التنفيذية لحزبه في أنقرة، “إن أردوغان تحوّل إلى أداة خطيرة لإشعال النار في سورية”، متسائلاً: “لماذا أصبحنا أعداء لسورية وهي لم تفعل أي شيء ضد تركيا؟”، وأوضح “أنه لا حل لمشاكل سورية والمنطقة إلا بالتعاون بين مختلف الدول وهو ما يجب أن يتحقق عبر الحوار والتنسيق بين تركيا وسورية والعراق وإيران”.
بدوره حذر نائب رئيس الوزراء التركي السابق عبد اللطيف شنار من خطورة خطط أردوغان وأطماعه الاستعمارية في أراضي سورية وغيرها من دول المنطقة، في إشارة إلى إعادة النظام التركي إدراج خريطة قديمة فى المناهج الدراسية للتلاميذ الأتراك والتي تصوّر الأطماع العثمانية في دول الجوار سورية والعراق وقبرص، وأضاف: “إن سياسات أردوغان المتناقضة إزاء سورية تشكل خطراً على تركيا”، منتقداً سعي الأخير وإلحاحه على إقامة ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” في الأراضي السورية.
بدوره أشار البروفسور حسن آونال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة مالتابا بإسطنبول إلى أن أردوغان يعيش تناقضاً حاداً في مواقفه حيث يواصل الادعاء بالتزامه بوحدة أراضي سورية الجغرافية والسياسية في وقت ينسق فيه مع الأمريكيين لإقامة ما يسمى “المنطقة الآمنة” والتي تستهدف تقسيمها، ووصف آونال أردوغان في سورية بالفاشلة منذ البداية، وأضاف: “انطلق أردوغان في سياساته هذه من أسس عقائدية وتاريخية أكل الدهر عليها وشرب ولأنه كان يعتقد أن ما يسمى “الربيع العربي” سيعطيه الفرصة لإحياء تاريخ السلطنة العثمانية، لكن كل مشاريعه ومخططاته سقطت لأنها مخالفة ومناقضة لكل الحقائق التاريخية ولأن سورية دولة مستقلة ذات سيادة وعاجلاً أو أجلاً ستقضي على الإرهابيين وتحرر جميع أراضيها”.