تشكيليو حمص في معرض جماعي
ضمن فعاليات مهرجان حمص الثقافي 2019 ، افتتح معرض تشكيلي شارك فيه عدد من فناني حمص في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين “صبحي شعيب”، وضم نحو ثلاثين لوحة متباينة في الحجم ومتنوعة من حيث التقنيات الفنية والموضوعات المطروحة التي تعبر عن الهوية البصرية والفنية التي يشتغل عليها كل رسام، وتستوقفنا تجربة الرسامة سميرة مدور، واهتمامها بالطبيعة الصامتة في لوحتين تصوران مزهريتين متناسقتين بالمحتوى اللوني للزهور كموضوع مع الخلفية.
واهتمام كارمن شقيرة بالطبيعة الريفية الواقعية بكل مفرداتها من بيوت تحاور الطبيعة بألوانها الأخضر والترابي والأزرق. كذلك شغف عبد الفتاح العبد بالعمارة القديمة، لاسيما الحارات الضيقة المتلاصقة التي تستقبل ناظريك عرائش الياسمين حول الأبواب في لوحته الوحيدة، وعلاقة نجلاء الدالاتي مع طيور الحمام توظفها كدعوة للمحبة والسلام لما لهذا الطير من رمزية إنسانية رافقت الإنسان منذ الأزل.
ويشارك الفنان إياد بلال بجدارية متوسطة الحجم يحاكي فيها النقوش التاريخية الجنائزية، والمثيولوجا المرتبطة بالموت وصراع الإنسان مع عناصر الطبيعة.
ونتوقف عند لوحة حسين أسد التي تصور امرأة على شاطئ البحر ومن خلفها الأمواج تصارع الشاطئ، لكنه يقوم بتشويه الوجه وطمس معالمه، ربما في قراءة للمنظور الجسدي في علاقة الرجل بالمرأة. كما يصور إسماعيل حلوة في لوحته امرأة تجلس على عتبة بيت في حالة انتظار وترقب وإحباط في قراءة واقعية لوضع المرأة المستوحشة الغياب.
وأصبحت الهوية البصرية للفنان أميل فرحة، نقيب تشكيليي حمص، حاضرة في اغلب المعارض التي يشارك فيها، فالوجوه النسائية المعبرة عن انفعالات مختلفة من حزن وفرح وألم هي السائدة في اغلب لوحاته. ويميل عوني الدروبي نحو التجريد في لوحتين يمزج فيهما بين الطبيعة والإنسان معتمدا على استقلالية الكتل اللونية وتوزعها العشوائي. كما تجسد عبير عباس الطبيعة وفق قراءات مرحلية زمنية حيث التماهي بين الأخضر والأصفر يوحي بقرب نهاية الربيع وبداية فصل جديد.
يشارك في المعرض أيضا الفنانون: أحمد الصوفي، رانية الألفي، عيسى زيدان، عبد الله حان، محمد ربيع فاخوري، محمد طيب أمام، محبة ليون، ميساء العلي.
آصف إبراهيم