هيئة مكتب العمال تناقش التحضيرات لانطلاق الانتخابات النقابية الهلال: إنجاز الاستحقاقات الانتخابية تجسيد لحقيقة الانتصار
دمشق- البعث:
في إطار الحرص على تعزيز الحياة الديمقراطية في الحزب والمنظمات والنقابات وتكريس مبدأ إنجاز الاستحقاقات الانتخابية في مواعيدها المحددة وتوفير سبل ومتطلبات إجرائها وفق أفضل الشروط وتهيئة الظروف المناسبة لإنجاحها، رغم الظروف الصعبة التي تعيشها سورية منذ سنوات، بحثت هيئة مكتب العمال المركزي في اجتماع لها أمس في مبنى القيادة التحضيرات التي تمّت تمهيداً لانطلاق الانتخابات النقابية العمالية والقرارات المتعلقة بها، وواقع العمل في الجهات التابعة لعمل المكتب، وما نفّذ من خطته والرؤى التطويرية لآليات العمل، وذلك بحضور الرفيقين المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب وشعبان عزوز عضو القيادة المركزية رئيس مكتب العمال والفلاحين.
ونقل المهندس الهلال تحيات ومحبة الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد إلى الطبقة العاملة، مشيراً إلى اهتمام سيادته وحرصه على الحفاظ على الحياة الديمقراطية، وإنجاز الاستحقاقات الدستورية والحزبية والنقابية في مواعيدها، والتي تشكّل دليلاً هاماً على تعافي سورية وانتصارها على كل من تآمر عليها لتدميرها.
وأكد الرفيق الهلال أن هذه المرحلة والمرحلة القادمة ستكون مختلفة كلياً عن المراحل السابقة، مشيراً إلى أن الاستحقاق الانتخابي رسالة ستعطي للعالم أجمع صدى الانتصارات التي تتحقق الآن في كل أرجاء الوطن، وبالأخص في ريفي حماة وإدلب، لافتاً إلى أهمية الانتخابات النقابية العمالية، كما الانتخابات الحزبية، كونها تجسّد حقيقة الانتصار المحسوم والمحقّق في بعده الاستراتيجي.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الحزب، وبعد توقّف استمر ثماني سنوات، بدأ بإعادة الحياة البعثية إلى ألقها من خلال الانتخابات القاعدية في كل فروع الحزب، بما فيها المحافظات التي سرقت من أهلها قسراً نتيجة الأعمال والممارسات الإرهابية، وهي رسائل مهمة جداً، ويجب أن يعيها الجميع، كما في الانتخابات التي تمّت في الإدارة المحلية ومجلس الشعب، وفي الانتخابات المهمة جداً آنذاك “الانتخابات الرئاسية”، والتي شكّلت صفعة قاسية لكل أعداء الأمة، إذ جرت في أجواء من الديمقراطية والشفافية، وبإقبال جماهيري فاق كل التوقّعات، وهذا ما أقضّ مضاجع الأعداء، وإمعاناً في حقدهم وغيهم شدّدوا حصارهم على الشعب السوري، مشدّداً على أن الشعب السوري بكل أطيافه وأحزابه، رغم الحرب والإرهاب، لا ولن يتخلى عن استحقاقاته، وهي رسالة نبدأها بالبعث.
ونوّه الرفيق الهلال بالتضحيات التي قدّمتها الطبقة العاملة خلال هذه الحرب، فكان العمال، كما كل المنظّمات الشعبية والنقابات المهنية، يواجهون كل محاولات الإرهاب إيقاف عجلة الحياة، ويذهبون إلى مصانعهم ومعاملهم لتستمر مسيرة التنمية والتصدي للحرب الاقتصادية التي فرضت على سورية، فكانوا مثالاً يُحتذى به في تقديم الدماء، وأكد أن هذه التضحيات هي أمانة في أعناقنا جميعاً، وعلينا صون هذه الأمانة من خلال اختيار قيادات عمالية قادرة على أداء المهمة المطلوبة التي تقع على عاتقها في السعي لتحسين الواقع المعيشي للعمال، وحل مشاكلهم، وذلك عبر انتخابات نزيهة بعيداً عن الأمراض المجتمعية، وحمّل رؤساء مكاتب العمال الفرعية المسؤولية كاملة عن أي خلل، وشدّد على أهمية تكامل وتضافر الجهود من أجل إنجاح الانتخابات النقابية، والحرص على سلامة سير العملية الانتخابية دون أي اختراقات، والالتزام بالشروط والمعايير التي وضعت للوصول إلى خيارات صحيحة وجيدة ومقنعة تكون بمستوى الطموح، وتحظى بالقبول من القواعد والقيادات الحزبية والنقابية والمجتمع.
بدوره أكد الرفيق عزوز ضرورة الالتزام بالقرارات الخاصة بالانتخابات، وتحديداً ما يخص الشروط المتعلّقة بالمرشحين، وفي مقدمتها الوطنية والنزاهة والكفاءة والقدرة على العطاء والعمل، لافتاً إلى أن أهمية المرحلة القادمة، سواء لجهة إعادة الإعمار أو لجهة الحفاظ على القطاع العام، تتطلب الموضوعية والدقة في عملية اختيار القيادات النقابية، التي ستكون شريكة في صناعة القرارات المهمة على ساحة العمل والإنتاج.
وأوضح الرفيق جمال القادري بعض القضايا المتعلقة بالتعليمات الانتخابية، مؤكداً أن أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال أنجزوا كافة المتطلبات القانونية للعملية الانتخابية، وشدّد على ضرورة إعلان الجداول الانتخابية مع كافة القرارات في كل مواقع العمل، وبشكل يحقق الأهداف، ويضمن سلامة الانتخابات.
حضر الاجتماع أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام لنقابات العمال، ورؤساء مكاتب العمال الفرعية، ورؤساء الاتحادات المهنية.
كما تمّ خلال الاجتماع الإجابة عن كافة استفساراتهم ومقترحاتهم المتعلقة بالانتخابات.
وفي اجتماع ثانٍ، برئاسة عزوز وحضور عدد من الوزراء، أشارت مداخلات الأعضاء إلى ضرورة تحسين الواقع المعيشي من خلال زيادة الرواتب، ورفع نسبة التعويضات، وتشديد الرقابة على الأسواق، والحفاظ على القطاع العام، وحل مشكلة نقص اليد العاملة في شركاته الإنتاجية، ورفده بالعمالة الشابة والمدرّبة، وتأمين مستلزمات الإنتاج من مواد أولية، ورفد الشركات بالأموال اللازمة، والإسراع بتأهيل المنشآت المدمّرة، وإصدار القرارات التي من شأنها تطوير القطاع العام الصناعي، وتثبيت العمال الموسميين، وتزويد الشركات بالآليات الهندسية، والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة، والتوسع بالسكن العمالي، والإسراع بإقامة معمل العصائر في الساحل، وتشجيع الاستثمارات.
وأكد الرفيق عزوز حرص القيادة على التواجد الدائم مع الإخوة العمال في مواقع العمل والإنتاج ومع قيادتهم النقابية إيماناً منها بالدور الوطني الكبير والمشرّف الذي يلعبونه، مشيراً إلى أنه رغم الصعوبات التي تواجه الاقتصاد الوطني بسبب الحصار الاقتصادي والتدمير الممنهج لشركات ومؤسسات القطاع العام، إلا أن حركة النمو الاقتصادي لم تتوقّف، والفضل يعود لجهود العمال الذين كان لهم الدور الكبير في تأمين مقومات الصمود الوطني، وإعادة إقلاع عجلة الإنتاج للمعامل المتوقّفة، وافتتاح معامل جديدة، وتحديث الكثير من خطوط الإنتاج، الأمر الذي وفّر على الخزينة العامة مئات الملايين من الدولارات، وأضاف: “إننا مقبلون على مرحلة إعادة الإعمار، ما يفرض علينا مضاعفة الجهد والعمل وتجاوز الصعوبات، ووضع خطط إنتاجية طموحة وقابلة للتنفيذ مستمدة من الواقع، وخلق تشاركية حقيقية بين التنظيم النقابي والإدارات من خلال مجالس الإدارات واللجان الإدارية، وتقديم الرؤى والمقترحات التطويرية، وتشخيص الواقع الاقتصادي والإنتاجي بشكل دقيق، ووضع سلّم للأولويات، وتنفيذ الخطط الموضوعة، وتعزيز الإشراف والمتابعة من قبل المكاتب الفرعية، وإعداد تقارير تنبع عن واقع الشركات والمعامل وظروف عملها، وتحسين المنتج، وخفض التكاليف، وتعزيز العمل المؤسساتي”.
وأشار الرفيق عضو القيادة المركزية للحزب إلى أن انتخابات الدورة النقابية، التي ستبدأ بداية الشهر القادم، استحقاق مهم وإنجاحها واجب وطني كونها ستوصل إلى قيادة المنظمة رفاقاً سيقودون العمل النقابي خلال المرحلة القادمة، وهي مرحلة البناء الاقتصادي، ما يفرض اتخاذ كل الاستعدادات لإنجاحها، وإظهار الصورة الحقيقية للمنظمة، وحضّ الإخوة العمال على الترشيح بكثافة، واختيار الرفاق الأكفاء أصحاب الخبرة والحضور الاجتماعي والانتماء الوطني، والتركيز على الشباب والعنصر النسائي، داعياً الوزارات والإدارات إلى المساعدة بذلك، مبيّناً أن خطة عمل المكتب تسير وفق الأهداف والبرامج الخاصة بها.
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عاطف ندّاف أوضح أن هناك دراسة لإعادة هيكلة مؤسسة عمران، وموضوع نقص عمال الصوامع سيعالج من خلال النظام الجديد للمؤسسة.
وبيّنت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ريمة القادري إتمام إنجاز الصك التشريعي لتثبيت العاملين وتسوية أوضاع 8000 عامل ستحوّل عقودهم من مؤقتة إلى دائمة، منوّهةً بأن برنامج تمكين المسرحين يسير وفق الأهداف الموضوعة له.
وزير الكهرباء المهندس زهير خربوطلي بيّن أن الوزارة تعاقدت على مئتي ألف عداد ستورد خلال الفترة القادمة، وهناك جهود لإيصال التيار الكهربائي إلى المناطق المحررة بأسرع وقت، منوّهاً إلى أن خطة الوزارة في مجال الطاقات المتجددة طموحة جداً، وقيمة المشاريع الموضوعة في هذا المجال تصل إلى ثلاثة مليارات دولار.
وذكر وزير الصناعة محمد معن جذبة أن الوزارة وضعت خطة لتطوير معمل أحذية النبك لزيادة الطاقة الإنتاجية له، وأعلنت للمرة الثانية عن إقامة معمل للعصائر في الساحل، إلا أنه لم يتقدم أحد، لافتاً إلى أن غزارة نبع القنية في السويداء لا تكفي لإقامة معمل فيها.
بعد ذلك، قدّم رؤساء المكاتب في الفروع شروحاً عن واقع عملهم.