وقفة مع المكرمين في معرض الكتاب
انتهى العرس الثقافي في مكتبة الأسد معلناً ختام معرض الكتاب بدورته الحادية والثلاثين تحت شعار “الكتاب بناء للعقل” من خلال تكريم الأدباء والمثقفين والفنانين الذين ساهموا في الوعي الثقافي وتقديراً لإبداعهم ونتاجهم الراقي، حيث كرّم وزير الثقافة محمد الأحمد أربعة عشر من الأدباء والناشرين، تحدثت “البعث” مع البعض منهم. حول التكريم وأهميته بالنسبة للأديب والبداية كانت مع جناح وزارة الثقافة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، إذ قال ممثل الجناح صالحي نيا: تكريم جناحنا من قبل وزارة الثقافة السورية تقديراً لمشاركة وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني لأول مرة في جناح مستقل، وعرض أكثر من 350 عنوان كتاب من 25 دار نشر إيرانية بثلاث لغات العربية والفارسية والإنكليزية، ومشاركتنا في النشاطات المرافقة لمعرض الكتاب كالأمسيات الشعرية والجلسات في الأجنحة كجلسة محبي اللغة الفارسية، والجالية الإيرانية في سورية.
البناء المجتمعي
بدوره قال الفنان أيمن زيدان: يسعدني أن أكون واحداً من المكرمين في فعالية ثقافية هامة كمعرض الكتاب السنوي، وأتمنى الاستمرار في تقديم منجزات تليق بمثل هذه التكريمات، وأن تكون الثقافة حاضرة في تفاصيل حياة السوريين، لأنها وسيلة مهمة من وسائل إعادة البناء المجتمعي، وخاصة بعد الحرب، كما أدعو إلى تكريس هذه الفعاليات والمبادرات الثقافية.
ثقافتنا المستهدفة
وعن احتفالية معرض الكتاب تحدثت الإعلامية نهلة كامل: معرض الكتاب لهذا العام كان بمثابة طقس وطني وثقافي ناجح وجميل، شعرنا بإقبال الناس على الكتاب، وهذا التكريم جاء في وقت يتعرض فيه الوعي الثقافي لاستهداف من كل الجهات المعادية لثقافتنا ومبادئنا وأفكارنا وحياتنا، وفي هذا الوقت الذي نعيشه يكون الكتاب والفكر والثقافة لهم الدور الأول في حياتنا، وتكريم المثقف السوري والعربي اليوم بمعرض الكتاب هو تحفيز له أن يكون مشاركاً في بناء الوعي الشعبي السوري الذي يعرف كيف يدافع عن بلده.
ثقافة متأصلة
ويرى د.عبد الله شاهر أن التكريم بادرة جيدة قامت بها وزارة الثقافة، وهي عملية تشجيع لكل الكتّاب ودور النشر، وكل من يهتم بالثقافة، إن تكريم هذه القامات الأدبية يعني تكريم الفكر، والحث على أن تكون هناك حالات فكرية متميزة تنظر إليها المؤسسات الثقافية بعين التقدير والاحترام، هذه اللفتة من وزارة الثقافة سيكون لها أثرها في الأيام والسنوات القادمة، للسعي نحو ثقافة متأصلة واعية وجماهيرية تؤثر في مسار التنمية الاجتماعية في سورية التي نطمح إليها، وخاصة بعد أن انتصارنا على الحرب بذاتنا وقدراتنا.
تتويج ثقافي
وقال الشاعر أمير سماوي: هذا التكريم هو ظاهرة جميلة وأشبه بظاهرة أدبية بعد انقطاع الناس عن التواصل مع الأدب عموماً ومع الكتاب خصوصاً، ولم يعد هذا المجتمع إلا بقلة منه يقتني الكتاب ويقرأ فيه، ومجرد الاحتفاء هو تتويج لظاهرة ثقافية، ونحن نرى من التكريم أو من إقامة المعرض والاحتفاء بالكتاب وكأن سورية عادت بكل وهجها الجمالي التاريخي العريق إلى الحضور في رسالتها الإنسانية ومساهمتها الإبداعية، نحن نعتبر أنفسنا نمثل جيلاً أبدع وقدم للساحة الثقافية نتاجاً تم الاحتفاء به والتعامل معه كإبداع حقيقي، ونحن أمام رسالة جديدة هي تحدي أنفسنا لصناعة إبداع بمنطقه الواسع بحيث يكون إبداعاً عالمياً يساهم في الرسالة الحضارة العالمية.
هذه سورية
وعن تكريمه قال رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي محمد حديفي: تشرفت اليوم بتكريم من وزير الثقافة، ومعرض الكتاب وُجد قبل الميلاد بسبعة آلاف عام حيث وقف جدنا السوري على هذه الأرض واخترع الأبجدية، وأهداها للعالم كله ثم أبدع اللحن والنوتة الموسيقية الأولى، فحين نقيم معرضاً للكتاب ونحن ننفض عن أجسادنا وأرواحنا غبار الحرب.. هؤلاء هم السوريون، وأنا سعيد جداً بهذا المعرض وسعيد بتكريمي فيه.
خطوة مميزة
وعن تكريمها قالت د.فلك حصرية: يعتبر التكريم خطوة جميلة ورائعة ولفتة عالية المستوى من قبل القائمين على الثقافة في هذا البلد الذي لا بد أنه يتعافى بسرعة، ويقع على عاتق الأدباء والكتاب والمثقفين التأريخ لهذه الفترة التي عاشتها سورية لكي تعرف الأجيال القادمة مدى قوة سورية وكيف حافظت على كيانها واستقلالها وعلى إنسانها وثقافتها وتاريخها.
جمان بركات