“إضاءات على الدور الأمريكي في القضية الفلسطينية”
دمشق- ريناس إبراهيم:
في يوم القدس الثقافي لشهر أيلول، وبدعوة من مؤسسة القدس الدولية، ألقى الدكتور سمير الرفاعي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أمس في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق، محاضرة تحت عنوان “إضاءات على دور الإدارة الأمريكية في القضية الفلسطينية منذ سايكس بيكو”، استعرض خلالها دور أمريكا في القضية الفلسطينية منذ اتفاقية سايكس بيكو وحتى 30 حزيران من العام الحالي، عندما شارك السفير الأمريكي لدى كيان الاحتلال بفتح نفق تحت المسجد الأقصى بالقرب من سلوان، وأضاف: “إن الكيان الصهيوني، ومن ورائه الإدارة الأمريكية، يسعى إلى تحويل القضية الفلسطينية من بعدها السياسي إلى بعد إنساني، وهو أحد الأوجه البغيضة لما سميت “صفقة القرن”، مشدّداً على أهمية التنبّه لخطر الأهداف الصهيونية التي تحاول حرف بوصلة الصراع مع العدو الإسرائيلي إلى صراعات داخلية، كما تحاول شيطنة الدور الإيراني في المنطقة.
وأكد الرفاعي أن واشنطن ومركز صناعة القرار الأمريكي ليست داعماً لكيان الاحتلال فحسب، وإنما هي صاحبة المشروع الصهيوني وحاملته وحاميته، كما وضعت كل ثقلها في سبيل إنهاء قضية الفلسطينيين، وعملت على توطينهم لتصفية وإنهاء حق العودة، كما أوقفت تمويل وكالة “الأونروا”، وقطعت بذلك المساعدات عن اللاجئين الفلسطينيين، كما ذكر أن تلك المشاريع التي يراد تمريرها ما كانت لتلقى الصدى لولا التطبيع عالي المستوى بين الكيان الصهيوني وبعض دول الخليج، ولولا الخضوع المطلق الذي يبديه حكام تلك الدول أمام المسؤولين الأمريكيين.
وأضاف الرفاعي: “مواقف الولايات المتحدة ليست جديدة أو طارئة ولا سيما فيما يتعلق بـ”صفقة القرن”، فهي متجذّرة في صلب سياسات الإدارة الأمريكية، وهذا واضح من خلال فعالية الحركة الصهيونية ونشاطها في أعماق الولايات المتحدة الأمريكية”.
من جهته، أكد الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية أن لا شيء يلغي حق الفلسطينيين في أراضيهم، وأن الهدف الرئيس لما سميت “صفقة القرن” كان القضاء على الوطنية الفلسطينية، لذلك على الفصائل اليوم توحيد النضال، والتمسّك بالهوية الفلسطينية، ورفض فكرة التجنيس أو التوطين للتصدي للمشاريع الصهيونية والأمريكية التصفوية.
وتركّزت مداخلات الحضور على التأكيد على وقوف سورية إلى جانب الفلسطينيين حتى استعادة كامل حقوقهم العادلة، مندّدين بـ”صفقة القرن” وآثارها الخطيرة على المنطقة كلها، ومطالبين قادة الفصائل بوضع النقاط على الحروف في مسألة توحيد النضال.