معسكر “حلبي” لبطلنا الغزال استعداداً لبطولة العالم وسط نقص في الإمكانيات
البعث- القسم الرياضي
بإمكانيات بسيطة يواصل نجمنا العالمي مجد الدين غزال استعداده لبطولة العالم لألعاب القوى التي تستضيفها قطر نهاية الشهر الجاري، حيث حط رحاله في مدينة حلب لإقامة معسكر تدريبي، “من قريبو”، للتلاقي مع مدربه عماد سراج المرتبط بعقد عمل كمدرب للمنتخب العماني لاستثمار فرصة وجوده في حلب بإجازة لمتابعة التحضيرات معه.
وفي لقاء مطول مع أسبوعية “الشهباء” الصادرة عن دار البعث فرع حلب أشار غزال إلى أن ظروفاً خاصة نقلت المعسكر المقرر في دمشق إلى الشهباء التي هيأت الأجواء المناسبة، مع تأمين كافة احتياجات الإقامة والمعسكر خلال وقت قصير.
تكرار الإنجاز
الغزال أكد أن الطموح في البطولة العالمية المقبلة هو تكرار الإنجاز الذي تحقق قبل عامين قائلاً: بعد برونزية لندن 2017 الهدف هو تحقيق إنجاز أفضل في بطولة العالم القادمة في الدوحة، وهذا الأمر ليس بالسهل، حيث لكل بطولة ظروفها ومعطياتها، ومنها عامل التوفيق، كذلك حساباتها وترتيباتها الخاصة، وتحديداً لبطولتي العالم والاولمبياد، كان من المفترض، في الفترة بين بطولتي 2017 و2019 أن تكون هناك نقلة نوعية لم تكن متوفرة في معطيات الإعداد والتحضير للمنافسة على إحدى الميداليات الثلاث في قطر 2019، فمقومات تطوير العمل، والحفاظ على المكتسبات، والارتقاء بالإنجازات غير متوفرة، ومن الخطأ، ونقص الثقافة الرياضية عقد أية مقارنة بين البطل الأجنبي والبطل السوري للفوارق الخيالية.
ونفى غزال وجود أي برنامج أو روزنامة تحضير واضحة للمشاركة في البطولات بسبب ظرف البلد، وصعوبة استصدار التأشيرات، وما إلى ذلك، مبيّناً أنه شارك في ست بطولات عالمية، خمس منها لم يتأهل خلالها إلى الدور النهائي، بينما السادسة (لندن 2017) ضرب فيها ضربته بالتأهل للنهائي والفوز بالبرونز، وهو ما سيولّد لديه ضغطاً كبيراً.
فكرة أولمبية
وعن المشاركة في اولمبياد طوكيو في العام المقبل أوضح غزال أن القانون الجديد للاتحاد الدولي لألعاب القوى يتيح لمن يثب لارتفاع 2.33 متر التأهل المباشر لاولمبياد طوكيو، أو التأهل من بين المصنفين الـ 32 الأوائل على مستوى العالم تبعاً للتنقيط، والمشاركات، والبطولات، والنتائج المحققة خلال العام الذي يسبق الاولمبياد بشهر واحد.
وأكد غزال أنه مرتاح نفسياً لجهة التأهل للاولمبياد، ويمنّي النفس بأن يضمن التأهل برقم شخصي يحقق له ميدالية، لافتاً إلى أن ارتفاع 2.33 بلغه لاعبان فقط هذا العام، وتأهلا من خلاله إلى اولمبياد طوكيو، مشيراً إلى أن اللاعبين يحرصون على جمع النقاط والعلامات التصنيفية على مدار مشاركات العام، ويعتمدون على وثبة عالية واحدة للتأهل، ومن المؤكد أنه طالما تمكن من تجاوز 2.30 متر في أكثر من مناسبة، فإنه سيبقى مؤهلاً للمنافسة بين الكبار الثمانية.
وشدد غزال على أن فكرة الاعتزال غير مرتبطة بتحقيق الميداليات، مؤكداً أنه لو كان يفكر بهذه الطريقة لاعتزل من عمر 21 سنة عندما جانبه التوفيق لأسباب عديدة، منها عدم الاستقرار الفني بسبب تعدد المدربين، فتناولته سهام النقد، وقال قائل إن مسيرته انتهت، ولن يستطيع تقديم أي شيء، والوصول إلى الأرقام المطلوبة، فجاء الرد العملي بأن ينافس على بطولة العالم في عمر الـ 32.
ثقافة مفقودة
وبالحديث عن الإمكانيات المتاحة لبطل عالمي قال غزال: بالتأكيد، لو توفر لي 1% مما يقدم للاعب كرة قدم احتياطي لا يشارك طوال الموسم، بينما يؤمن مستقبله من خلال عقد عالي القيمة المادية، لما نزلت عن منصات التتويج في جميع البطولات التي شاركت فيها، وبلا استثناء، واستغرب الدعم الذي تقدمه الفعاليات الاقتصادية للاعبي الكرة مقابل إشاحة النظر عن أبطال بقية الألعاب، في ظل محدودية إمكانات الاتحاد الرياضي العام، وعدم قدرته على رفع سقف الدعم، نحن نفتقد للثقافة الرياضية بشكل عام، وبجميع مفرداتها، ولولا السوشال ميديا، ومواقع التواصل الاجتماعي لكانت الأمور أكثر سوءاً، وما كان أحد ليعرف من هو مجد الدين غزال، أو ألعاب القوى، كما أن هناك شعلة أولمبية عالمية (غادة شعاع) انطفأ ذكرها، وأصبح كثيرون يحتاجون للمساعدة لتذكيرهم من هي، وما هي لعبتها؟!.
أكاديمية المستقبل
وختم الغزال حديثه بالإشارة إلى أن مرحلة ما بعد الاعتزال ستكون بداية جديدة من خلال مدرسة أو أكاديمية يضع فيها عصارة خبرته لتنشئة جيل جديد من الأبطال، رغم أن الواقع الحالي للرياضة، وعقلية القائمين عليها، وما رآه وعايشه فيها، تجعلك تتردد كثيراً قبل أن تخطو في هذا المنحى، خاصة عندما تستعرض مسيرتك كلاعب، والمشاكل التي واجهتك، وواجهت من سبقوك بفكرة الأكاديميات الرياضية، فما بالك في فترة ما بعد الاعتزال، حيث تصبح خارج دائرة الضوء والاهتمام بلا رعاية أو مستقبل، بينما تحتاج لاستقرار اجتماعي ومالي يقيك الحاجة بعد سني العطاء، وهي مشكلة الرياضة والرياضيين الأزلية، أتمنى أن أخطو هذه الخطوة بعد الاعتزال، فهي أحد المتطلبات التي لم تتوفر لي صغيراً، ووجود العقليات السلطوية التي تتدخل في كل شيء، و”تجمع وتضرب وتطرح!!” لتجعلك تطرد أية فكرة من هذا القبيل من رأسك، وتجعل وجودك صعباً ولو كنت بطلاً للعالم، وختم بأسف: “ما حدا بحب حدا في الوسط الرياضي”.