“أكساد” .. مشروع قومي لمكافحة الآفة الأخطر إطلاقاً على شجرة النخيل؟
دمشق -البعث
جملة من المواضيع والمشاريع الهامة وسبل تطوير أوجه التعاون، كانت محور لقاء المدير العام لمنظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) الدكتور رفيق علي صالح، مع إبراهيم الفواري القائم بأعمال السفارة التونسية بدمشق، في مقر أكساد أمس، حيث ناقش الجانبان أوجه التعاون بين المنظمة والدولة التونسية، في مجالات استنباط أصناف جديدة من القمح والشعير مقاومة للأمراض والجفاف وعالية الإنتاجية، واستعمال المياه المعالجة في ري بعض المحاصيل الزراعية، وكذلك المياه الرمادية ومخلفات مياه المنازل بعد معالجتها، كما بحثا التعاون في مجال تطوير الثروة الحيوانية، ولاسيما الأغنام والماعز، وأهمية مختبرات التلقيح الاصطناعي في كل من سيدي ثابت، والقيروان، في تحقيق ذلك، والتي سبق وأن أُنشئت بالتعاون بين الجانبين.
وشمل اللقاء بحث التعاون في مجال مكافحة سوسة النخيل الحمراء، إذ أكدا ضرورة تطوير عمل مكتب منظمة أكساد في تونس ليكون مكتباً إقليمياً لخدمة جميع دول المغرب العربي.
واعتبر صالح، أن سوسة النخيل الحمراء، تُعَدُ أخطر آفة تهدد شجرة النخيل في الوطن العربي على الإطلاق، وذلك خلال ترؤسه لـ “اجتماع الفريق العلمي العربي حول الأساليب العلمية للحد من الإصابة بسوسة النخيل الحمراء في المنطقة العربية”، الذي عقدته المنظمة في بيروت، بمشاركة خبراء رفيعي المستوى من سورية و5 دول عربية (مصر والسعودية والعراق وعُمان، وتونس، إضافة إلى خبراء أكساد)، أنه وفي إطار جهود أكساد لتحسين الواقع الزراعي عربياً ومكافحة هذه الحشرة، جاء هذا الاجتماع النوعي والمهم جداً لمكافحة هذه الآفة الفتاكة، لافتاً إلى أن المنظمة أعدت مشروعاً قومياً لمكافحة هذه الآفة، سينفذ على مستوى الوطن العربي، حيث يهدف إلى تقدير أضرار هذه الحشرة التي تصيب حالياً أكثر من 6% من أشجار النخيل في الدول العربية، وتطبيق أحدث التقانات لمكافحتها على أرض الواقع، بالتعاون مع وزارات الزراعة العربية، وإجراء بحوث مبتكرة للسيطرة على الحشرة.. لافتاً إلى إصدار أكساد كتاباً مرجعياً مهماً يتناول الآفة، وأساليب مكافحتها في الدول العربية والعالم، بالإضافة إلى نشر كامل الأعمال العلمية التي أُلقيت في المؤتمر العربي الأول لمكافحة سوسة النخيل الذي نظمته أكساد في نيسان 2019، كما قامت بطباعة نشرة إرشادية مبسطة للتعريف بالحشرة وأخطارها وكيفية الوقاية منها موجهة لمزارعي النخيل.
الجدير ذكره أن أكساد افتتحت أيضاً منصة خاصة لمناقشة مواضيع الآفة بين كافة الخبراء العرب، من خلال تطبيق “الواتس آب”، بغية تبادل الأفكار والآراء وأحدث المستجدات العلمية حول الموضوع بالسرعة المطلوبة، كما افتتحت نافذة مخصصة في موقعها الإلكتروني لحشرة السوسة الحمراء.
ونوه صالح إلى أنهم يقومون حالياً، بإجراء بحوث وتجارب لإكثار النخيل بالأنسجة في مختبراتهم، وتنفذ أيضاً دراسات تجريبية وتطبيقات علمية لمكافحة سوسة النخيل حيوياً باستخدام فطر البوفاريا، مشيراً إلى وضعه موضوع زراعة النخيل وإنتاج التمور في الوطن العربي، ومكافحة آفاته في أولويات عمل أكساد، بالتعاون مع الدول العربية ومعاهد البحوث العالمية.