الأمم المتحدة تتهم القوات الأمريكية بجرائم الحرب في سورية
ترجمة: لمى عجاج
عن ذا نيشن 27/9/2019
أصدرت لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سورية تقريراً في 11 أيلول لفت الانتباه إلى عمليات واسعة النطاق من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها على الأراضي السورية، وأدّت إلى تدمير شبه تام في البلدات والقرى كهجين والباغوز.
بعد مرور أكثر من أسبوع على نشر الأمم المتحدة لهذا التقرير ادّعى كبار القادة العسكريين الأمريكيين بأنهم لم يكونوا على دراية بهذه الادعاءات أو حتى بوجود هذا التقرير، فخلال اتصال هاتفي مع وسائل الإعلام الدولية زعم الجنرال كريستيان وورتمان الممثل العسكري الأمريكي الرئيسي للعمليات مع الجيش التركي في شمال شرق سورية، وكذلك الجنرال سكوت نيومان مدير العمليات في فرقة العمل المشتركة في العراق وسورية، بأنهما لا يعلمان شيئاً بخصوص هذا التقرير، وعند سؤالهم حول الوضع الحالي في المنطقة وعما جاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة وما تسبّبت فيه الحملة التي قادتها الولايات المتحدة من تدمير في المراكز السكانية المدنية شرق سورية ومن تهجير للآلاف من المدنيين، لم يكن لدى هؤلاء الجنرالات سوى القليل ليقولوه، فالعميد وورتمان قال: “للأسف لست على دراية بالتقرير”، في حين بقي العميد نيومان صامتاً.
لقد توصلت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة إلى أن المراحل الأخيرة من عملية “عاصفة الجزيرة” التي استمرت من كانون الثاني إلى آذار 2019 أدت إلى معاناة مدنيّة واسعة النطاق، حتى أن لجنة الأمم المتحدة المعروفة رسمياً باسم لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية أكدت أن قوات التحالف الدولية وحلفاءها لم تتخذ جميع الاحتياطات الواجبة في مرحلتي التخطيط والتنفيذ للعمليات لتفادي إلحاق الضرر بالمدنيين أو حتى التقليل منه إلى الحدّ الأدنى، وهذا ما يعدّ انتهاكاً للقانون الإنساني الدولي.
كما ذكرت اللجنة أن هناك أسباباً معقولة للاعتقاد بأن قوات التحالف الدولية ربما لم توجّه هجماتها إلى هدف عسكري محدّد أو ربما فشلت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، وهذا يخلص إلى أن شنّ الهجمات العشوائية التي تكون نتيجتها مقتل أو إصابة مدنيين يعتبر بمثابة جريمة حرب، ولاسيما في الحالات التي تنفّذ فيها هذه الهجمات بتهور، فعلى سبيل المثال في صباح الثالث من كانون الثاني ضربت غارات جوية متعدّدة مبنى سكنياً من طابق واحد على بعد أكثر من كيلومتر واحد شرق مركز قرية الشفاء، أسفر الهجوم عن مقتل 16 مدنياً بينهم تسع فتيات وثلاثة أولاد وثلاث نساء، وكان معظم الأطفال الذين قتلوا أقل من 5 سنوات -أصغرهم طفل رضيع عمره حوالي شهرين، وبعد إجراء تحقيق كامل لم تعثر اللجنة على أي دليل على وجود “داعش” أو أي هدف عسكري في المنطقة التي تقع في محيط المبنى الذي وقع فيه الهجوم. وفي الرابع من كانون الثاني أدّت غارة ليلية في قرية كشمة إلى مقتل ما يصل إلى ثمانية مدنيين وإصابة اثنين آخرين بجروح.
وفي 29 كانون الثاني وقعت غارة جوية في قرية الباغوز التحتاني بالقرب من حشد من المدنيين مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن أربع نساء وثلاثة فتيان ورجل واحد وفقاً لتقرير الأمم المتحدة. وخلال شهري شباط وآذار استمرت قوات التحالف الدولية بقيادة الولايات المتحدة في شنّ هجمات كثيفة على المناطق المدنية، والتي أدّت وفقاً للجنة إلى تدمير شبه كامل للمدن والقرى، ما استدعى نزوحاً جماعياً تمّ فيه نقل عشرات الآلاف من المدنيين الفارين إلى مخيمات مؤقتة.