معرض حواء.. انتصار للمرأة السورية
تحتضن هذه الأيام صالة منتدى الفن في السويداء معرض “حواء” بنسخته الخامسة المخصص فقط لفنانات تشكيليات وتمنحه هذا العام اسم “انتصار” ليكون انتصاراً للمرأة على الذات والخوف والتقاليد وسواها فـينقلنا بعوالمه الأنثوية الفريدة إلى مساحة جميلة من اللون والفكرة والضوء ويقول لنا مرة جديدة أن حواء السورية قادرة على العطاء.
فن وانتصار
وعن معرض “حواء” يقول صاحب صالة “منتدى الفن” الفنان ناصر عبيد: العنوان الفرعي للمعرض هذا العام هو”انتصار”، حيث درجت العادة في كل عام أن تقيم صالة منتدى الفن معرضا مخصصا فقط للفنانات التشكيليات لنمنح الفرصة لهن أن تقدم كل واحدة رؤيتها الفنية الخاصة بها، ولكن هذا لا يعني أن الصالة لا تقيم معارض لغير الفنانات، بل تحتضن الصالة في كل عام معارض جماعية وفردية ودورية مخصصة للفنانين والفنانات، وبين عبيد أن ما يميز المعرض لهذا العام هو أنه مخصص حصراً للفنانات التشكيليات خريجات كلية الفنون الجميلة على خلاف النسخ الماضية للمعرض التي كانت متاحة للجميع، ففي السنوات الماضية كان الباب مفتوحاً للمواهب وخريجي المعاهد والكلية، لكننا أردنا هذا العام التركيز على الفنانة التشكيلية الأكاديمية وما تقدمه من أفكار وفن لتقارن نفسها بزميلاتها الخريجات وبتجاربهن، إضافة إلى أنه عندما يكون المعرض مفتوحاً للجميع تكون المقارنة غير عادلة نوعاً ما، لأنه من الصعب على غير الخريجات تقديم عمل بالفن الحديث أو التجريد لذلك تلجأن إلى اللوحة الواقعية ومن الظلم المقارنة بين هذين النوعين، واختصاراً لهذا اقتصرت المنافسة على الخريجات فقطـ، ولفت عبيد إلى أن عدد المشاركات في المعرض 12 فنانة تشكيلية من أغلب المحافظات السورية إذ لم تقتصر المشاركة على فنانات السويداء فقط، وهن ينتمين لأجيال مختلفة فهناك خريجات قدامى وجددا، وفيما يخص التقنيات المستخدمة فإن تقنيات اللوحة مبدئيا تتراوح بين الأكريليك والزيتي والكولاج والحفر والنحت.
وعن سبب تسمية النسخة الحالية من المعرض بـ”انتصار” أوضح عبيد أنه دلالة على انتصار المرأة السورية على ظروفها، فـتقديم المرأة للوحة والفن رغم وقتها الضيق ومسؤولياتها والتزاماتها الكثيرة هو بحد ذاته انتصار فمن الجيد أنها تملك الوقت لترسم وتزهر بألوانها وتحارب العتمة باللون، بالإضافة إلى الانتصار الآخر الذي يرتبط بكل فنانة على حدة فلكل منهن رؤيتها وانتصارها الخاص فإحداهن انتصرت على مرض أو خوف وقلق، والأخرى انتصرت على ذاتها أو تقاليد المجتمع أو واجهت الأخر.
مساحة للفرح
وأوضح عبيد أنه يمكن القول أن غاليري منتدى الفن التي افتتحت أبوابها منذ خمس سنوات هي الصالة الوحيدة المتخصصة بالفن التشكيلي في السويداء وتقيم مجموعة من المعارض السنوية والدورية والفردية والجماعية، لافتاً إلى أنها مساحة مخصصة للفرح فإذا كانت الغاية هي فقط تعليق لوحات وأعمال فنية على الجدران فهناك جدران وصالات كثيرة، ولكن هذه الصالة تركز على المحبة وطريقة اللقاء بين الفنانين والندوات واختيار الأسماء والمواهب فأنا لا يهمني فقط عرض اللوحة بل اللقاء والتعارف وأن ينسى الفنان والزائر همومه في مساحة الفرح هذه، معتبراً أن الحركة التشكيلية في السويداء متميزة عن باقي المحافظات ويعود ذلك إلى طبيعتها التي أنشأت جيلا مشبعا بالفن البصري والزخرفة والنحت والعمارة ناهيك عن بيئتها الطبيعية الجميلة ولا يخفى على أحد أن هناك نقلات نوعية لدى فناني السويداء، وبالطبع تبقى العاصمة دمشق هي الأولى في النشاطات وفي استقطاب الفنانين بسبب طبيعتها الاقتصادية، ولكن يمكن القول أن السويداء من المحافظات الأوائل بالنسبة للحركة التشكيلية.
ورأى مسؤول المعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين أنهم في الاتحاد يحاولون دعم أي معرض لائق ويذهبون لافتتاح كل المعارض، وأضاف: هناك تعاون قائم ومستمر مع الصالات الخاصة ومع أي صالة في سورية لرفع سوية الحركة الفنية فالساحة تتسع للجميع، موجهاً دعوة للفنان التشكيلي السوري بألا يبخل بعرض أعماله ولوحاته الفنية، لأنه للأسف معظم الفنانين يبخلون بعرض أعمالهم، إما لأن الفنان لا يلاقي نتيجة مادية مرضية أو لأن مستوى التلقي يكون أٌقل من توقعاته ورؤيته، وأنا لا أطلب من الفنان أن ينزل من برجه بل أطلب من الجمهور أن يرتقي إلى المستوى العالي للفن، لاسيما إذا كان الفن حقيقياً وناتجاً عن رؤية وفهم وليس طارئاً على الفن.
لوردا فوزي