تونس.. القروي يشنّ هجوماً عنيفاً على النهضة
وجّه المرشّح الرئاسي في تونس نبيل القروي انتقادات حادة إلى رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي، متّهماً إياه باعتماد سياسة مبنيّة على المغالطة والتضليل، معتبراً أنّ أكبر دليل على رفضه التحالف مع الغنوشي وحزبه هو أنه لا يزال سجيناً ولأسباب معروفة.
وقال القروي: إن الجهاز السري للحركة يتحمّل مسؤولية تسفير الشباب التونسي إلى سورية والاغتيالات التي تعرّض لها الشهيدان شكري بلعيد ومحمد البراهمي، وأضاف في رسالته: “أرفض التحالف معكم ومع حزبكم حركة النهضة لما تعلّقت بكم من شبهات قويّة معزّزة بملفّات جديّة جراء الاغتيالات، ولأنّكم استغلّيتم الديمقراطيّة ومؤسّسات الدّولة وحاولتم تمرير قانون إقصائي مخالف للدستور بهدف السطو على إرادة الشّعب التونسي والانفراد بالحكم للبقاء فيه ومنع التّداول السلمي على السلطة”.
ورفضت دائرة الاتّهام في محكمة الاستئناف الطعن في قرار توقيف القروي، وأكد رئيس هيئة الدفاع عنه أنّ الهيئة ستجتمع للنظر في الخطوات المقبلة، فيما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، أمس، أن تاريخ إجراء الدورة الرئاسية الثانية سيكون في 13 تشرين الأول على أن تنطلق الحملة اليوم.
ويتنافس في الدورة الثانية كل من المرشّح المستقل وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، والذي تصدّر نتائج الدورة الأولى وحاز 18.4 بالمئة من الأصوات، ورجل الأعمال نبيل القروي، الذي حلّ ثانياً في الدورة الرئاسية الأولى بحصوله على 15.6 بالمئة من الأصوات، والموقوف بتهمة تبييض الأموال.
وأكد رئيس الهيئة نبيل بفون أن الهيئة بذلت كل ما لديها لضمان مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشحين، وقد راسلت وزارة العدل ووكيل الجمهورية والقاضي المتعهّد بالملف من أجل تمكين القروي من تقديم تصريحات إعلامية وطالبت بإطلاق سراحه.
وكانت محكمة الاستئناف رفضت، قبل يومين، طلب الإفراج عن القروي، وقال محامي القروي: “بكلّ أسف رفضت دائرة الاتّهام طلب الإفراج لعدم الاختصاص”، مبيّناً أن هيئة الدفاع ستجتمع لاحقاً للنظر في ترتيبات أخرى. ويرى مراقبون أن حركة النهضة، إضافة الى حزب تحيا تونس الذي يقوده رئيس الحكومة يوسف الشاهد، أكبر مستفيدين من بقاء القروي في السجن.
من جانبه حمّل مدير حملة القروي أسامة الخليفي في مؤتمر صحفي حركة النهضة مسؤولية بقاء القروي في السجن، حيث تشير استطلاعات الرأي الأخيرة الى تحقيقه المرتبة الأولى من حيث ثقة التونسيين، مشيراً بأن النهضة كانت وراء محاولات إقصاء سياسيين في السابق، وأكد أنه لا مجال للتحالف مع حركة النهضة ومن لف لفها، مضيفاً: “هذا الأمر خط أحمر والقروي أصبح رهينة عندهم”.
وهدّد الخليفي بتدويل قضية نبيل القروي، مشيراً بأن بعض المؤسسات صامدة في مواجهة الانقلاب القضائي والقانوني، على غرار رئاسة الجمهورية والهيئة العليا المستقلة للانتخابات، التي وقفت أمام كل الضغوط. وكان رئيس حركة النهضة، والذي يترشّح على رأس قائمة تونس 1 الانتخابية، دعا إلى التصويت لقيس سعيد في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية وحركة النهضة في التشريعية.