تظاهرات غضب في مدن العالم احتجاجاً على تغيّر المناخ
رداً على قمة العمل المناخي، التي انعقدت في أيلول الماضي، شهدت عديد مدن العالم تظاهرات غاضبة من أجل حماية الأرض من الانبعاثات الغازية التي تلوث الهواء وتهدد حياة المجتمعات.
وفي لندن، قالت شرطة لندن إنها اعتقلت 135 شخصاً شاركوا في مظاهرات للاحتجاج على تغير المناخ.
وأغلق النشطاء طرقاً وجسوراً وميادين في مختلف أرجاء منطقة وستمنستر حيث يوجد مقر الحكومة البريطانية، لدعوة الحكومة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لكبح انبعاثات الكربون.
وفي برلين، قام مئات النشطاء الذين ينتمون لحركة مكافحة تغير المناخ بإقامة حواجز في شوارع عدة من المدينة، وذلك في إطار سلسلة الاحتجاجات التي يقومون بها، ما أدى إلى عرقلة حركة النقل في العاصمة الألمانية وأعلنوا حركة العصيان المدني السلمي.
وتدعو الحركة إلى العصيان لإجبار الحكومة الألمانية على تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول سنة 2025، ووضع حد لما يعتبرونه أزمة المناخ العالمية.
بدوره، حيا أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأم المتحدة التظاهرات المنددة بتلوث المناخ، وقال: لقد تجمع ملايين الناس في جميع أرجاء العالم عشيةَ قمة العمل المناخي التي عقدتها الأمم المتحدة، وخاطبوا قادة العالم بالقول: لقد أخلفتم الوعد، مبيناً أن هؤلاء الناس على حق، لأن الانبعاثات العالمية في ازدياد، ودرجات الحرارة في ارتفاع، وآثار ذلك على المحيطات والغابات وأنماط الطقس والتنوع البيولوجي وإنتاج الأغذية والمياه وفرص العمل وعلى حياة البشر في نهاية المطاف، هي آثار سيئة بالفعل بل وستزداد سوءاً، وأضاف: إن الأدلة العلمية على ذلك دامغة، وفي العديد من الأماكن، ولا يحتاج الناس إلى خريطة أو رسم بياني لإدراك أزمة المناخ، بل يكفيهم أن ينظروا من الشباك.
وقال لقد دعوت إلى قمة العمل المناخي لتكون بمثابة نقطة انطلاق تضعنا على الطريق الصحيح قبل حلول المواعد النهائية الحاسمة لـ 2020 التي حددها اتفاق باريس بشأن تغير المناخ، وقام العديد من القادة من البلدان والقطاعات الاقتصادية بأخذ زمام المبادرة، وتشكل ائتلاف واسع من الحكومات والشباب ومؤسسات الأعمال التجارية والمدن والمستثمرين وهيئات المجتمع المدني، وتكاثفت الأيدي من أجل التحرك في الاتجاه الذي يعد عالمنا في أمس الحاجة إليه لتفادي كارثة مناخية، والتزم أكثر من سبعين بلداً بتحييد أثر انبعاث الكربون بحلول 2050، حتى وإن لم تلتزم بذلك بعدُ البلدان التي هي المصدر الرئيسي للانبعاثات. وسار على ذلك المنوال أكثر من 100 مدينة، من ضمنها عدد من أكبر مدن العالم.
بدوره، لي يونج المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “يونيدو” دعا إلى اتخاذ خطوات دولية أوسع لمواجهة تحديات تغير المناخ، مشيراً إلى أن الارتفاع المستمر في درجات الحرارة والتغيرات الجذرية في المناخ يجب أن تكون جرس إنذار لتحرك دولي سريع، وقال أمام مؤتمر “دور الطاقة النووية في تحقيق أهداف المناخ” الذي تنظمه الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا: إن خفض الانبعاثات بات ضرورة عاجلة، حيث إن اقتصاديات العالم تحتاج إلى تنمية مستدامة تعتمد فيها بالأساس على موارد الطاقة النظيفة الخالية من الانبعاثات.