ضربة جديدة لترامب.. و”فضيحة أوكرانيا” تطوّق عنقه
في الوقت الذي يستمرّ دونالد ترامب بشنّ هجماته وانتقاداته تجاه المسؤولين الأمريكيين، تتوالى المطالبات بالكشف عن المعلومات التي تدين الرئيس الأمريكي في قضية الاتصال الهاتفي بينه ترامب وبين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، والذي قام خلاله بالضغط على أوكرانيا بشأن إعادة فتح التحقيق مع هانتر بايدن، نجل جو بايدن، المرشّح الرئاسي، مقابل مساعدات عسكرية، حيث تقدّم مسؤول ثانٍ بالمخابرات الأمريكية للكشف عن القضية.
وأكّد المحامي مارك زيد في واشنطن أن فريقه القانوني يمثّل مبلّغاً ثانياً على اطّلاع مباشر بالوقائع التي تسببت بفتح تحقيق يهدف إلى عزل ترامب، وعادةً ما يستمع مسؤولون عديدون لأيّ اتصال يجري بين الرئيس وزعيم أجنبي، إلا أن ترامب نفى تلك المزاعم في تغريداته.
وتأتي آخر التطورات في التحقيق المتعلّق بعزل ترامب غداة اتهام وزير الخارجية مايك بومبيو لجان الكونغرس، التي يقودها الديمقراطيون، بـ”مضايقة وإساءة معاملة” موظفي وزارة الخارجية عن طريق الاتصال بهم مباشرة للحصول على الوثائق بدلاً من المرور بدائرة المحامين في الوزارة.
بالمقابل، قال مشرّع ديمقراطي بارز يساعد في إجراءات التحقيق الخاص بمساءلة الرئيس الأمريكي: “إنّ بومبيو تجاهل حتى الآن طلب استدعاء لتقديم وثائق لمجلس النواب في إطار تحقيق المساءلة”.
وبدأ مسلسل التحقيق في قضية العزل بعد أن قدّم المخبر الأصلي، الذي يعمل في جهاز استخبارات، شكوى رسمية إلى المفتش العام لكافة أجهزة الاستخبارات حول ضغوط ترامب المفترضة على زيلينسكي.
ويبدو أن مقاطع من الاتصال الهاتفي أصدرها البيت الأبيض، وسلسلة من الرسائل النصية بين دبلوماسيين أمريكيين تؤكّد الشكوى الأصلية.
وفي محاولة للتقليل من شأن المرشح المنافس، شنّ ترامب هجوماً حادّاً جديداً على نائب الرئيس السابق جو بايدن، المرشّح الأوفر حظاً لنيل بطاقة الترشيح إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة عن الحزب الديمقراطي، وطالبه بالانسحاب من السباق إلى البيت الأبيض، وقال في تغريدة على “تويتر”: “إنّ عائلة بايدن تمّ شراؤها وعلى وسائل الإعلام “المضللة” التوقّف عن تقديم الأعذار لشيء لا يمكن تبريره بتاتاً”.
واتّهم ترامب بايدن بالكذب عندما قال: “إنّه لم يتحدّث أبداً مع شركة بوريزما هولدنغز الأوكرانية التي كان ابنه هانتر يترأس مجلس إدارتها”، لافتاً إلى ظهور الصورة فيما بعد ويبدو فيها بايدن وهو يلعب الغولف مع رئيس الشركة بحضور نجله هانتر.
وادّعى ترامب ساخراً أنه يرغب بخوض الانتخابات ضد جو بايدن صاحب نسبة الـ1 بالمئة، مشككاً في احتمال حدوث ذلك، لأن جو لن يتمكن من بلوغ خط البداية، وبالنظر إلى كل الأموال التي ربما حصل عليها مع عائلته عن طريق الابتزاز يجب عليه أن ينسحب.
وترامب متّهم بالضغط على زيلينسكي للتحقيق بشأن بايدن مقابل مساعدات عسكرية لكييف قدرها 400 مليون دولار.
وعلى غرار ترامب، لجأ بايدن إلى “تويتر” لشنّ هجوم مضاد متّهماً الملياردير الجمهوري بأنه طلب من حكومة أجنبية اختلاق أكاذيب عنه.
كما سخر أندرو بيتس، المسؤول في حملة بايدن الانتخابية، من ترامب قائلاً: “إنّ الأخير يعرف أن أكثر من 70 استطلاعاً، بما في ذلك استطلاعاته الداخلية، أظهرت أن جو بايدن سيحقق فوزاً كاسحاً على ترامب المصاب بالكذب المرضي، إذا ما تنافسا في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني من العام المقبل”، وأضاف: “من الغريب أن يقول دونالد ترامب إنه يحب أن ينافس بايدن في الوقت الذي حاول فيه ترهيب بلد أجنبي لدفعه للتحقيق بشأن نائب الرئيس السابق”.
وكان بايدن نشر، السبت، مقالاً في صحيفة “واشنطن بوست” توعّد فيه ترامب بهزيمة نكراء في الانتخابات، وجاء فيه: “في كل يوم وحتى في كل ساعة على ما يبدو نجد المزيد من الأدلة على أن الرئيس ترامب يسيء استخدام صلاحياته الرئاسية وأنه غير أهل بالمرة لتولي هذا المنصب”.
في السياق نفسه، لم تسلَم رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من هجمات وانتقادات ترامب، الذي وصفها بـ”الخائنة” وكتب في تغريدة: “إنّ بيلوسي كانت تعلم بأكاذيب آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأمريكي أمام الكونغرس والشعب الأمريكي بشأن مكالمتي وزيلينسكي وهو ما يجعلها مذنبة نوعاً ما في جرائم كبيرة بما فيها الخيانة هي وكل أولئك الذين تآمروا معهم بشكل شرير.. يجب عزلهم فوراً”.
وكانت لجنة الرقابة والإصلاح في مجلس النواب الأمريكي أصدرت قبل أيام مذكرة جماعية تلزم البيت الأبيض بتسليم جميع الوثائق المتعلقة بقضية الاتصال الهاتفي بين ترامب وزيلينسكي.