أحمد الرحال وهاجس التنوع والتجديد
معرض فردي بتقنيات ومواضيع متنوعة كانت السمة التي ميزت معرض الفنان التشكيلي احمد الرحال المقام حاليا في صالة اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص يضم نحو ثلاثين لوحة جديدة تحمل نبض الحياة بكل تجلياتها ومفرداتها، لوحات يخفق فيها نبض الريف وأخرى نبض المدينة، ويحاور التجريد فيها الواقعي ضمن جدلية الإحساس باللون والمفردات التشكيلية، يحرص فيها الرحال على التنقل بين المحاكاة الواقعية وفق قراءات حضارية مبتكرة يستبطن فيها دعوة للتمسك بالقيم والتراث الإنساني، وبين الرمزية التي يثير فيها مواضيع راهنة عاشها الإنسان السوري في أزمته الأخيرة والمجازر التي ارتكبها الإرهاب من خلال لوحات لطيور جريحة تنزف دما، وهناك التجريد في لوحات تمور فيها الألوان النارية ضمن مشهدية بصرية تعكس حالة غضب تحاكي الأزمة.
كما يشتغل الرحال على الطبيعة الصامتة في لوحات تحقق المتعة البصرية والفكرية من خلال إكساب تلك الأشياء الجامدة روحا عبر تآلفها ضمن اللوحة وتوزيع الضوء والظل خلالها، والأجمل في المعرض تلك المفردات الواقعية التي يستحضر فيها ذاكرة القرية لاسيما المرأة الريفية ومكابداتها اليومية مع الحياة والطبيعة القاسية، حيث طاحونة القمح اليدوية تحاور آنية ملء الماء من العين، وغيرها من الأشغال المجهدة التي كانت المرأة تضطلع فيها، وهناك ذاكرة المدينة بأبنيتها القديمة وحاراتها الضيقة تعكس جمالية فن العمارة وحميمية التعاطي معها.
يتميز الرحال بالتجريب التقني المستمر في معظم أعماله حيث نراه يستخدم الاكليرك إلى جانب الزيتي والمائي والفحم والرصاص وغيرها، مما يعكس حرصه الدائم على التجديد في التقاط المشاهد المعبرة التي تشعل اللوحة بالحركة والجمال.
آصف إبراهيم