زواياصحيفة البعثمحليات

قصة “الراعي والذئب”؟!

 

تتوالى الخطوات المبشرة بدور أكبر وأكثر فاعلية وحضوراً لصالات السورية للتجارة التي تسعى إلى (التدخل الإيجابي) في الأسواق لكبح جموح الأسعار ولجم جشع التجار من خلال تأمين مستلزمات المواطن بما يتناسب مع واقعه المعيشي ودخله الشهري، ولكن رغم كل الجهود التي يحكى عنها ورغم الحملات الترويجية الإعلامية والإعلانية التي يتم العمل عليها في مشروع استعادة الثقة بالدور، ومسح ذلك الحضور المشوه السلبي الذي كرسته الإدارات المتعاقبة خلال الفترة الماضية، وخاصة لجهة غيابها وخسائرها الكبيرة التي أحدثت ضجة في الشارع السوري، إلا أنها لم تستطع حتى هذه اللحظة تقديم نفسها فعلياً إلى الناس بصورة واقعية وأكثر قرباً من حياتهم؛ كونها لم تتمكن بعد من حجز مكانة متقدمة لها في سوق التدخل الإيجابي.
وطبعاً لسنا بصدد التقليل من قيمة ما يتم وما يبذل في خضم هذه الظروف الصعبة بكل المقاييس أو مصادرة ثمرة النجاح المأمولة، ولكن نريد التأكيد أن أي عمل لا يثمر عن تغيير حقيقي وملموس يبقى حبيس الحالة الافتراضية التي لها ارتداداتها السلبية الموجعة على المجتمع، فمن غير المقبول اختصار المنافسة السعرية بين صالات المؤسسة وأسواق الشعلان والمالكي و”أبو رمانة” كما يحدث في التقارير التلفزيونية، ومن ثَم حشرها في إطار الإنجاز والتقدم الإيجابي نحو امتلاك ناصية الدور والمنافسة السعرية بفوارقها الكبيرة لصالح السورية للتجارة بما يدعو للتهليل والاحتفال بعودتها إلى حضن الواقع المعيشي، وفوزها بتمثيل آمال 90% من المصنفين ضمن شريحة عامة الشعب.
ولاشك في أن تكرار الصدمة من أسعار وجودة مواد صالات السورية للتجارة، وتحديداً الآن في قلب هذا الضجيج الإعلامي الإعلاني وسيناريو التفوق التنافسي مع المجهول.. يدعم نظرية إسقاط قصة (الراعي والذئب الشهيرة) على واقع المؤسسة التي أفلتت دورها الإيجابي في ميدان الربح التجاري تحت مسميات مختلفة، وهذا ما أغرق ثقة الناس في تكرار الفشل الذي يعيد كل مايتم في إطار دعمها بما في ذلك القرض الممنوح لها والتسهيلات التي قدمت لرفع وتيرة عملها وخطة افتتاح أكثر من 3 آلاف صالة جديدة في الفترة القادمة إلى المربع الأول، وطرح ذات الإشارات الاستفهامية وفي مقدمتها من المسؤول؟ ولصالح من؟
وإذا كانت التحديات تحول بين السورية للتجارة وتحقيق أهدافها التي غمرتها الانتكاسات المتتالية الناتجة عن عدم التوازن في استراتيجية العمل بين نهج التدخل الإيجابي والعقلية التجارية الربحية.. فلماذا الإصرار على التخندق في مسارات النجاح.؟ مع العلم أن الحلول موجودة في حال كان هناك جدية في التعاطي مع هذا الملف المعيشي..
فمثلاً يتم تحديد مخصصات بمبالغ محددة، كما حصل في المحروقات للبيع بسعر التكلفة لمختلف المواد الاستهلاكية من خلال البطاقة الذكية بشرط أن يكون هناك سعر حقيقي وجودة بالمنتج ومراعاة لكفاية المبلغ المخصص بحيث تطبق استراتيجية الدعم بشكل فعلي لا وهمي!
بشير فرزان