اتفاق جديد بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حول “بريكست”
علن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، أمس، توصّل بلاده والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق جديد على خروج بريطانيا من الاتحاد، وحثّ نواب البرلمان على الموافقة عليه مطلع الأسبوع المقبل، وقال في تغريدة على تويتر: “توصلنا إلى اتفاق جديد عظيم يستعيد السيطرة على الأمور.. وينبغي الآن أن يتمّم البرلمان يوم السبت مسألة الخروج من الاتحاد الأوروبي حتى نتمكن من الانتقال إلى أولويات أخرى مثل تكلفة المعيشة والخدمات الصحية الوطنية والجريمة والبيئة”.
بدوره أكد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أن بريطانيا والاتحاد الأوروبي توصلا إلى اتفاق جديد للخروج، وقال: “عندما تكون هناك إرادة يكون هناك اتفاق.. ولدينا الآن اتفاق عادل ومتوازن بالنسبة للاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، وهو دليل على التزامنا بإيجاد حلول.. أوصي بإقرار الاتفاق في قمة الاتحاد الأوروبي”.
وكان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك أعلن مؤخراً أن أسس اتفاق حول عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” باتت جاهزة، ويمكن أن تصبح واقعاً ملموساً “خلال ساعات”.
ويقضي أحدث اقتراح طرحته لندن ببقاء إيرلندا الشمالية ضمن المنطقة الجمركية للمملكة المتحدة، على أن تفرض الرسوم بموجب الاقتراح على السلع التي تعبر من البر الرئيسي لبريطانيا إلى إيرلندا الشمالية إذا كان من المعتقد أنها ستواصل طريقها إلى إيرلندا والسوق الأوروبية الموحّدة.
في المقابل، قال رئيس حزب العمال البريطاني المعارض، جيريمي كوربين: إنه “غير سعيد بهذا الاتفاق”.
وذكرت صحيفة “التايمز” البريطانية أن كوربين سيدعم إجراء استفتاء ثانٍ على اتفاق جديد لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، الذي يأمل رئيس الوزراء أن يطرحه على البرلمان قبل يوم السبت.
يذكر أن المحادثات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا مرّت بمرحلة جمود مؤخراً بسبب معارضة الحزب الديمقراطي الوحدوي اقتراحاً يتعلّق بالجمارك، إذ إن إحدى نقاط الخلاف الرئيسية حول إتمام بريكست مع اتفاق هي إبقاء الحدود بين إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي وإيرلندا الشمالية مفتوحة في المستقبل.
وبينما تبقى عملية بريكست معلّقة تتزايد التحذيرات والمخاوف من إتمامها دون اتفاق وآثار ذلك على الاقتصادين الأوروبي والبريطاني، وقد حذّرت وثيقة رسمية تم تسريبها من مجلس الوزراء البريطاني في وقت سابق من انتشار الفوضى بعد عملية الخروج دون اتفاق واضطرار هياكل السلطة والإدارات الحكومية إلى التعامل مع معظم المشكلات بنفسها.
ولعل الساعات الحاسمة المقبلة ستكون قادرة على التنبّؤ بمصير بريطانيا واقتصادها الذي يقف على حافة الهاوية متأرجحاً بين السقوط وحده بعد عملية الخروج عن التكتل الموحد أو استعادة قوّته ولو بشكل جزئي، فالمؤشرات الاقتصادية تميل بشكل واضح نحو توقعات أسوأ بأن تكون فاتورة بريكست أكبر مما تخيّلها البريطانيون، ولاسيما مع نقل شركات ومؤسسات مالية كبرى أصولها من بريطانيا ومغادرة مئات المليارات من الدولارات حي لندن المالي.
وقد انعكست التجاذبات الكثيرة في محادثات عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “بريكست” بشكل مباشر على الجنيه الاسترليني الذي أظهر تأثراً واضحاً بتراجعه.
الشكوك حول التوصل إلى اتفاق بشأن عملية بريكست، وما يمكن أن يحمل ذلك من تداعيات خطيرة على الاقتصاد البريطاني، سلبت الجنيه الاسترليني قوته، وجعلته يدخل في سلسلة تذبذبات، في وقت أكد فيه خبراء حسب تقرير أعدّته شبكة “سي إن إن” الأمريكية أن عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من التكتل الأوروبي ألحق أضراراً كبيرة بالاقتصاد البريطاني عبر ضرب الاستثمار التجاري والصناعي، بينما تزايدت التوقعات حول اقتراب دخول بريطانيا في ركود اقتصادي كبير.