أخبارصحيفة البعث

ترامب يشنّ هجوماً حاداً على بيلوسي

بدأت تداعيات المساعي الديمقراطية في مجلس النواب الأميركي لعزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تطفو على السطح، بعد أن اضطرّ الرئيس الأمريكي لإفراغ جام غضبه على رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي في اجتماع بينهما لم يكن مخصّصاً أصلاً لمناقشة التحقيق الدائر في المجلس حول استخدام ترامب صلاحياته في إقصاء منافس له في الانتخابات.

وانسحب مسؤولون ديمقراطيون من اجتماع في البيت الأبيض عُقد لمناقشة السياسة الأميركية في سورية، وذلك بعد أن توجّه ترامب بكلام قاسٍ إلى رئيسة مجلس النواب التي وصفها بأنها “سياسية من الدرجة الثالثة”.

وقال زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي كان يحضر الاجتماع: إن ترامب بدأ بتوجيه “نقدٍ لاذعٍ ومبتذل”، في حين قالت بيلوسي: إن الرئيس عانى من حالة “انهيار”.

وهذا السجال الحاد هو أحدث إشارة على التدهور الكبير في العلاقة بين ترامب وبيلوسي منذ أن بدأت الأخيرة تحقيقاً الشهر الماضي بهدف عزله.

وقال الديمقراطي في مجلس النواب ستيني هوير: إنه وآخرين “شعروا بالإهانة الشديدة” بسبب معاملة ترامب لبيلوسي.

وبدا هوير منزعجاً من شدة السجال في البيت الأبيض، وقال: “لقد حضرت الكثير والكثير من هذه الاجتماعات”، لكن “لم يسبق لي أن رأيت رئيساً يعامل جزءاً موازياً من حكومة الولايات المتحدة بهذا القدر من قلة الاحترام”.

وكان ترامب قد قلّل من شأن بيلوسي مرات عدة على “تويتر” في الأسابيع التي تلت بدء التحقيق لعزل الرئيس.

ورفضت المتحدثة باسم ترامب ستيفاني غريشام الرواية الديمقراطية لما حدث، وقالت: إن كلام الرئيس كان “مدروساً وحاسماً”، وإن خروج بيلوسي كان “غير مفهوم، ولكنه لم يكن مفاجئاً”.

والاجتماع هو الأول بين ترامب وبيلوسي منذ بيانها في 24 أيلول الماضي الذي أعلن فيه البدء بإجراء تحقيق في استخدام ترامب سلطاته ضد منافس له في الانتخابات. وقالت بيلوسي: إنه لم يتم التطرّق إلى التحقيق خلال الاجتماع.

في الأثناء، توفي عضو الكونغرس الديمقراطي البارز، إيلايجا كامنغز، الذي كان في صلب التحقيق الهادف لعزل ترامب، عن 68 عاماً، بحسب ما أفاد مكتبه.

وتوفي النائب عن مدينة بالتيمور في مستشفى “جون هوبكنز” بسبب مضاعفات حالة صحية مزمنة، دون الكشف عن سبب الوفاة.

ويعد كامنغز شخصية مرموقة، وترأس لجنة الإشراف والإصلاح، واشتهر بقامته الفارعة وصوته الجهوري وبلاغته في الخطابة، وكان في صلب التحقيق لعزل الرئيس ترامب، وتصادم معه مراراً في الأشهر الأخيرة.

وتحقق اللجنة في قضايا بينها معاملة إدارة ترامب للمهاجرين على الحدود مع المكسيك ومساعيها لإضافة سؤال حول الجنسية في عملية الإحصاء العام المقبل.

وفي تموز 2019، وصف الرئيس الأمريكي بالتيمور بأنها “مليئة بالجرذان والقوارض” وغير صالحة لعيش البشر، وألقى بمسؤولية ذلك على كامنغز، الديمقراطي الأمريكي من أصل إفريقي، والذي مثل المدينة التي تسكنها غالبية من السود في الكونغرس منذ 1996، واقترح ترامب على كامنغز قضاء وقت أطول هناك. وكتب كامنغز آنذاك رداً على ذلك: “سيدي الرئيس، أنا أذهب إلى منزلي وإلى منطقتي يومياً.. كل صباح أستيقظ وأذهب وأناضل من أجل جيراني.. ويرتب عليّ واجبي الدستوري الإشراف على السلطة التنفيذية.. ولكن واجبي الأخلاقي يحتّم علي القتال من أجل أبناء دائرتي”. وكان كامنغز أحد أكثر الديمقراطيين نفوذاً في الكونغرس وحليفاً أساسياً لرئيسة مجلس النواب.