أهالي القامشلي يرشقون قوات الاحتلال الأمريكي بالحجارة النظام التركي يستخدم الفوسفور الأبيض في عدوانه على سورية
تابعت قوات الاحتلال الأمريكية سحب قواتها من الأراضي السورية، وإخلاء عدة قواعد لها، ونقل عتادها العسكري باتجاه العراق، ولدى مرور رتل عسكري للاحتلال الأمريكي بمحافظة الحسكة، وهو في طريقه إلى العراق، رشق أهالي القامشلي الآليات الأمريكية بالبطاطا والحجارة، مرددين هتافات ضد الأمريكيين.
وكانت مصادر متطابقة أفادت بوصول آليات تتبع قوات الاحتلال الأمريكي المنسحبة من سورية إلى قضاء بردرش، وأكدت أن القافلة الرابعة مكوّنة من 50 آلية وعربة، وقد استقر قسم منها في بردرش، فيما يجري استبدال قسم آخر بالقوات الموجودة في قاعدة “كي وان”. ومنذ بدء العدوان التركي على الأراضي السورية قامت قوات الاحتلال بنقل المئات من جنودها وعتادها الحربي من عدة مناطق في سورية إلى العراق عبر ممرات ومطارات غير شرعية.
وفيما أكدت مصادر أن قوات الاحتلال الأمريكي نقلت أكثر من 1500 امرأة من نساء عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي من مخيم الهول بريف الحسكة إلى العراق منذ بدء العدوان التركي، دخلت قوات الاحتلال التركي إلى قرية باب الخير بريف رأس العين، وأقامت نقطتين عسكريتين بريف البلدة، الأولى بين قريتي كوع شلاح ورسم الرهجة، والثانية بين قريتي أم عشبة وباب الخير.
يأتي ذلك وبعد أيام من تأكيد مصادر محلية متطابقة بوجود عدة حالات لأشخاص مصابين بحروق شديدة ناتجة عن قصف قوات النظام التركي لمدينة رأس العين، مشيرة إلى احتمال أن تكون ناتجة عن استخدام قوات النظام التركي أسلحة فيها مواد كيمياوية، كشفت صحيفة التايمز البريطانية، أمس، عن وجود أدلة تؤكد استخدام قوات النظام التركي مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً في عدوانه على الأراضي السورية.
ورصدت، عبر تحقيق بعنوان “تزايد الأدلة على استخدام تركيا الفوسفور الأبيض في سورية”، معاناة وآلام ضحايا هجمات الأسلحة المحرمة دولياً التي تستخدمها قوات النظام التركي، وأضافت: إن الإصابات والحروق الخطيرة التي أصيب بها المدنيون جراء العدوان التركي تبدو كأنها نجمت عن شيء أسوأ بكثير من الانفجارات، وهي خير دليل على استخدام النظام التركي، العضو في الناتو، مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً ضد المدنيين السوريين.
ونقلت الصحيفة عن أحد الأطباء، الذين ساهموا في علاج الجرحى، قوله: إن الحروق عميقة، كما أن أشكالها ورائحتها تتوافق تماماً مع الجروح التي تسببها المواد الكيميائية الحارقة.
ويواصل النظام التركي عدوانه على الأراضي السورية في عدد من مدن وقرى وبلدات ريفي الحسكة والرقة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة المئات من المدنيين بينهم أطفال ونساء وعمال في القطاعات الخدمية، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المرافق الخدمية والبنى التحتية المهمة كالسدود ومحطات الكهرباء والمياه.
في الأثناء، دعت نائب رئيس البرلمان الألماني كلاوديا روت الاتحاد الأوروبي إلى إنهاء “اتفاقية اللاجئين” مع النظام التركي، وذلك على خلفية عدوانه على الأراضي السورية.
ووقّع النظام التركي مع الاتحاد الأوروبي في آذار عام 2016 اتفاقية تنصّ على إرسال اللاجئين الذين عبروا الحدود باتجاه اليونان سريعاً إلى تركيا ليحصلوا على وضع حماية مؤقت.
وقالت روت: “إذا كانت أوروبا تريد أن تكون ذات مصداقية، فيجب عليها التخلي عن هذا الاتفاق غير القانوني”، مؤكدة أن ابتزاز أردوغان للدول الأوروبية فيما يخص قضية اللاجئين “لا يطاق”.
وفي السياق نفسه، أكد نائب مدير برامج الأبحاث في المجلس الروسي للسياستين الخارجية والدفاعية دميتري سوسلوف أن الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى إبقاء نفوذها في المنطقة عبر إثارة الفوضى والنزاعات فيها، وأوضح أن واشنطن غير مهتمة أبداً بقضية الإرهابيين وغير مكترثة بأن الكثيرين من إرهابيي “داعش” أخذوا يفرون من معتقلاتهم بسبب العملية العسكرية التركية باتجاهات مختلفة، وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدف من حديثه عن سحب قواته من سورية إلى حل مشاكله الداخلية، كما يحاول توطيد مواقعه بين الناخبين الجمهوريين.
كما اعتبر مدير معهد الدراسات السياسية والاجتماعية في منطقة البحرين الأسود وقزوين فيكتور نادين راييفسكي أن سلطات النظام التركي تريد إجراء تغيير ديموغرافي في المنطقة التي تسميها بـ “المنطقة الآمنة” شمال شرق سورية، لافتاً إلى أنها أجبرت السكان على مغادرة تلك المنطقة ليحل محلهم الإرهابيون المتطرّفون الذين سيقومون في المستقبل بمتابعة تنفيذ الخطة التركية في هذه المنطقة.
وأوضح راييفسكي أن ما أوجده الأمريكيون من تنظيمات إرهابية كـ “داعش” وغيره ستتمتع بحرية كاملة فيما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” تحت حماية تركية وأمريكية، لافتاً إلى أن الأمريكيين لا يزالون يحتفظون بمجموعات إرهابية في منطقة التنف في الجنوب السوري، كما أنهم يمارسون نهج زعزعة الاستقرار، وخلق الفوضى لعدم استكمال عمليات التسوية السياسية للأزمة في سورية.