اختيار الأفضل
تتجه الأنظار بداية الأسبوع القادم إلى أندية المقدمة بحلب وسط حالة من الترقب والانتظار لما ستؤول إليه نتائج انتخابات مجالس إدارات الأندية في دورتها الرياضية العاشرة. وفيما تشتد المنافسة بين المرشّحين قبل ساعات من موعد الانتخابات، يأمل أنصار هذه الأندية أن تنجح هذه الانتخابات في إحداث تحول إيجابي وملموس في مسار أنديتهم من خلال اختيار الأفضل والأنسب والأقدر على تحمّل المسؤولية في المرحلة القادمة التي تتطلب الكثير من الجهد المخلص والدؤوب لتجاوز الكثير من الأخطاء المتراكمة التي مازالت حتى اللحظة تقف حجر عثرة أمام محاولات التقدم خطوة واحدة إلى الإمام. وفيما تتباين الآراء حول أسماء المرشّحين، يرى الكثيرون أن احتدام المنافسة بين المرشّحين حالة إيجابية ينبغي توظيفها بصورة لائقة وحضارية بعيداً عن التكتلات والمحسوبيات والمنافع الضيقة، وهي مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الجميع دون استثناء، وبالتالي لابد من تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الاستثنائية إن صح التعبير، وأن تكون الخيارات صائبة وفي توقيتها ومكانها للمساهمة فعلياً في مشروع النهوض بواقع هذه الأندية راهناً ومستقبلاً.
وفي الحديث عن أسماء المرشّحين، وخاصة في ناديي الاتحاد والحرية فيما لو اعتبرنا أن الانتخابات في نادي الجلاء تكاد تكون محسومة مسبقاً، نجد أن أنصار الناديين أمام خيارين اثنين لا ثالث لهما، إما اختيار قائمة الكفاءات الفنية وأهل الخبرة، أو الذهاب إلى التصويت لقائمة الاستثمار في الرياضة، وهو ما يراه البعض خياراً سيئاً بالنظر إلى فشله الذريع في إحداث أي استقرار أو توازن في الجانب الفني، ولعل نتيجة التعادل بطعم الخسارة التي حصدها فريق الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في موقعته الأولى بالدوري أمام الوثبة أوضح مثال على أن الفشل الإداري والفني لا يعوضه المال والاستثمار في الرياضة، بل على العكس يمكن أن يكون أحد أهم أسبابه إن لم يستثمر ويوظف بشكل صحيح.
على العموم تبقى الكلمة الفصل لأعضاء الناديين لاختيار ممثّليهم في مجلسي الإدارة، وما نتمناه أن تشكّل هذه الانتخابات المرتقبة محطة مفصلية ومحورية في مسيرة الناديين، وأن تسهم في عودة الاستقرار الإداري والفني والمالي لهما، بما يضمن عودتهما السريعة إلى واجهة الرياضة السورية.
معن الغادري