ثقافةصحيفة البعث

أخاف على المستقبل من العلم!

 

 

أكرم شريم

تتكاثر باستمرار هذه الاختراعات الأقرب إلى الألعاب والتي يستطيع أن يملكها أي إنسان يستطيع أن يدفع ثمنها، كما يستطيع أن يسيّرها وقت يشاء سواء ليمارس اللعب بها أو ليقوم بإيذاء أو اعتداء وكما يشاء وفي أي وقت يشاء، ومن هذه الاختراعات، الطائرات المسيَّرة!.
تعالوا نتصور أنه إذا كان بإمكان أي إنسان أن يملك طائرة مسيرة وبالحجم الذي يريد، لأن لها عدة أحجام ومنها حجم صغير وسريع ويطير وبسرعة هائلة ويمكن توجيهه إلى أي هدف وبسرعة هائلة أيضاً، وأن يصوّر أو يعتدي وإلى آخر ما يريد صاحبه، وقد يسمي ذلك ألعاباً وتسلية!.
وإلى ذلك هناك زوارق مسيَّرة أيضاً، وبإمكان صاحبها أن يفعل بها ما يشاء، يلعب أو يراقب، أو يعتدي، ويملكها وبشكل قانوني (فقط لأنه دفع ثمنها) على الرغم من أن لها صفة وطابعاً وقدرة عسكرية وصارت هي والطائرة المسيرة ملك المدنيين وملك أي مواطن يريد ويستطيع دفع ثمنها!.
وإذا أضفنا إلى ذلك الروبوتات وما نعرفه عنها وما يمكن أن تفعله ويفعله من يملكها، وكلنا يعلم أن الروبوت إنسان عادي ولكنه آلي، ومسيّر أيضاً، وقد وصلت المخاوف سابقاً حين بدأ ينتشر على أنه قد يحلّ محل الإنسان في كثير من الأعمال ولربما في معظم الأعمال، فهو يوفر دفع الأجور لرب العمل، وينصاع له ويخدمه تماماً كما يريد، وفي الوقت الذي يريد، ودون أي اعتراض أو مطالبة بالحقوق، كالأجور وتحديد وقت الدوام!.
وإذا تكاثرت مثل هذه الاختراعات في حياتنا وانتشرت على الأرض وفي الفضاء، فتصور كيف ستصبح حياة البشر في كل مكان في هذا العالم، وكذلك السيارة المسيَّرة، فصار عندنا الطائرات المسيرة وبكل الأحجام والأغراض، وكذلك الزوارق المسيرة والسيارات المسيرة!. فكيف ستصبح حياة الإنسان على الأرض وفي كل دول العالم، وخاصة إذا لم تستبق الحكومات هذا الانتشار لهذه الاختراعات بوضع القوانين لها، وطالما أنه قد أصبح عندنا قانون لها، يراقب ويسمح ويمنع ويعاقب وقتها فلتنتشر متى تشاء وكيف تشاء وفي كل دول العالم.
وطالما أننا طرحنا موضوع هذه الاختراعات وحرية صناعتها وحرية بيعها واقتنائها والعمل بها، تعالوا نتساءل عن هذه (الشخصيات الافتراضية) والتي تبدو واقعية، وما يمكن أن تفعل وفي مختلف المجالات وبكل حرية ولكل من يقتنيها، ولنأخذ أيضاً (ألعاب الفيديو) والتي صارت هذه الأيام تباع لعرض الأزياء وقد نجحنا أيضاً باختراع أجساد بشرية كاملة للإعلانات وألعاب الفيديو بواسطة الذكاء الاصطناعي ونظام خدمات التصوير في عرض الأزياء، وإنتاج الألعاب المصورة (اليوتيوب)، فنحن لا نطالب إلا بوضع القوانين لكل هذه الاختراعات الجديدة والتي يمكن أن تنتشر أكثر وأكثر وفي كل مكان، وهكذا تكون النصيحة اليوم أن نعطي الحرية الكاملة لكل المخترعين، وفي الوقت نفسه نضع القوانين التي تراقب وتحاسب، كي لا نخاف على مستقبلنا ومستقبل البشرية من العلم!. وكي لا نخاف على العلم من المستقبل!.