النظام السعودي يقود حملة ممنهجة لشيطنة المقاومة اللبنانية!
ثبتت التوقّعات القائلة بمحاولة بعض الجهات جرّ حراك الشعب اللبناني ضد أوضاعه الاقتصادية المتردّية إلى أماكن أخرى تخرّب على الشعب مطالبه من جهة، وتنشر الفوضى والتفرقة من جهة أخرى، حيث تبيّن بعد متابعة مختصين في تحليل البيانات أن حملة سعودية مفبركة تجري، في محاولة لتشويه صورة المقاومة، الممثّلة بحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصر الله. وليست المرة الأولى التي يحاول فيها النظام السعودي استغلال الأحداث لتشويه صورة المقاومة وشيطنتها، فلا يغيب عن الذهن العربي عبارة “من ليس معنا فهو ضدّنا” التي تداولها الإعلام السعودي عام 2016، وبالرجوع قليلاً إلى حرب تمّوز عام 2006، نستذكر التصريحات السعودية بما أسمته “تفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغامرات غير المحسوبة” في إشارة إلى المقاومة اللبنانية، عدا عن الفتاوى التي تمنع مناصرة المقاومة أو حتى الدعاء لها!. ورغم اختلاف الوسائل إلا أن النوايا والأهداف لا تزال واضحة وثابتة، التشويه وشيطنة صورة المقاومة، بدفع من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التي ترى في المقاومة “إرهاباً” يهدد مصالحها.
ومن الواضح الدور الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي في التحركات اللبنانية، حيث كثرت “الهاشتاغات” المستخدمة، وتحوّل بعضها عن الهدف المعلن في بداية التحركات ما استرعى المختصين ليرصدوا ويحلّلوا أرقام التفاعل مع “الهاشتاغات” المختلفة، لتأتي النتيجة عبر تغريدة نشرها محلل البيانات والمتخصص بكشف الحسابات الكاذبة على “تويتر”، مارك أوين جونز، بأن الحملة مفبركة.
ومن خلال تحليل قرابة 6500 تغريدة، تبيّن أن مصدرها 4500 حساب فردي، وأكد جونز “أن الكثير من التغريدات التي هاجمت نصر الله مصدرها الخليج، خاصة السعودية”، وأظهرت الأرقام، وأيضاً أوضح جونز، “أن 35 % من أصل 2297 حساباً مصدرهم السعودية، كانوا خلف الحملة التحريضية ضد الأمين العام لحزب الله، بصورة توحي أن المتظاهرين اللبنانيين يقفون خلفها”.
النسبة الأعلى من تلك الحسابات تمّ إنشاؤها في شهر أيلول الماضي، أي “قبل المظاهرات اللبنانية”، ما يؤكد أن التحضير لمثل هذه الحملات الموجهة تمّ التخطيط له قبل فترة، كما أن عدداً من هذه الحسابات يقوم بإعادة التغريد بتغريدات موالية للنظام في السعودية، وعلى الرغم من كونها حسابات حديثة إلا أنها غرّدت بأكثر من 10 آلاف تغريدة خلال شهر ونصف فقط.
وبعد دراسة محتوى التغريدات، تبيّن أنها تتضمن العديد من الصور والانفوغرافيكس التي تستخدم عادةً للترويج للحملات الانتخابية دون المستوى. الحسابات نفسها التي هاجمت السيد نصر الله، سبق لها وروّجت لحملات داعمة للسعودية، كما أن المحتوى تمّ نشره بكثافة ضمن فترة زمنية قصيرة، ما يدلّ على أنه مبرمج ووهمي.
وتأكيداً على النتائج التي تمّ استعراضها، وبعد المقارنة بين تاريخ إنشاء الحسابات المشاركة، تبيّن أن عدداً كبيراً منها حديث، وتمّ إنشاؤه في العام 2019، ما يعزّز فرضية أن الحملة ضد السيد نصر الله ممنهجة ومفبركة، إلا أن بعض الثغرات التقنية سمحت بكشف الموضوع.
المؤكد أن “الهاشتاغات” عادةً ما تستخدم من قبل الناس بشكل عفوي وتلقائي، وبالرغم من صعوبة تطابق الأعداد، إلا أنه عندما نعتمد على أجهزة مبرمجة لنشر التغريدات “بوتس” يحدث أن تتطابق الأرقام.
بالإضافة إلى أن الأرقام المتطابقة لعدد التغريدات تظهر أن هذه التغريدات انطلقت من حواسيب تعمل على النشر الالكتروني وبصورة آلية، ما يعرف بآلية (بوتس).