الصفحة الاولىصحيفة البعث

بغطاء غربي.. تصاعد هدم المنازل والاعتداء على المزارعين الفلسطينيين

بغطاء غربي، وخاصة أمريكي، صعّدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني، حيث اقتحمت مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين بلدتي كفر الديك وبروقين غرب سلفيت بالضفة الغربية، واعتدت على أراضي الفلسطينيين الزراعية في منطقة ظهر صبح غرب سلفيت، والتي تقدّر مساحتها بأكثر من 50 دونماً، ومعظمها مزروع بأشجار الزيتون بهدف الاستيلاء عليها، كما اعتدى مستوطنون على المزارعين الفلسطينيين في قرية ياسوف شرق سلفيت، ومنعوهم من الوصول إلى أراضيهم.

كما اقتحمت قوات الاحتلال قرى وبلدات في جنين والخليل ونابلس ورام الله، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتّشتها، واعتقلت 13 منهم.

إلى ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الأمعري جنوب رام الله بعدد من الجرافات، وقامت بهدم منزل عائلة الأسير الفلسطيني إسلام أبو حميد، وأصابت أكثر من 11 مواطناً بالأعيرة المعدنية والاختناق خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال في المنطقة.

وكانت عائلة أبو حميد، أعلنت في السادس من الشهر الجاري، أن قوات الاحتلال أرسلت إليهم إخطاراً بهدم منزلهم مطلع الأسبوع المقبل، بحجّة أنه أقيم على أراضٍ مصادرة، وأن الاحتلال يمنع البناء على أنقاض أي منزل يجري هدمه لمدة خمس سنوات.

وقالت مصادر: “إن قوة كبيرة من الاحتلال اقتحمت المخيم، وانتشر الجنود في أزقته، وأغلقت الطرق المؤدية إلى المنزل بعد أن أجبروا سكان المنازل المجاورة على إخلائها، قبل هدم المنزل المكوّن من طابقين”، وأضافت: “إن جنود الاحتلال عبثوا بمحتويات المنازل التي داهموها في المنطقة، وإن مواجهات اندلعت في المكان وفي حي سطح مرحبا بمدينة البيرة، أطلق خلالها الجنود عشرات قنابل الصوت والغاز على المواطنين، كما اعتقلوا عدداً من الشبان لم يتمّ التعرف عليهم بعد”.

وذكر يزيد عصام المتطوع في الهلال الأحمر أن جنود الاحتلال هدّدوا الطواقم الطبية إذا لم تغادر المنطقة، وأعاقوا عملهم الطبي في إخلاء المصابين الذين عولجوا ميدانياً.

وقالت أم ناصر أبو حميد صاحبة المنزل: “هذه أرضنا وهذا منزلنا، وما دام هناك احتلال سنقاومه، وسنعيد بناء منزلنا، الحجارة ليست أغلى من الأبناء الشهداء”.

حركة المجاهدين اعتبرت أن استخدام الاحتلال لسياسة هدم المنازل وآخرها هدم منزل عائلة أبو حميد الخامسة هو إمعان في سياسة البلطجة والإرهاب الصهيوني، وأنها أثبتت فشلها في كسر صمود الشعب الفلسطيني ولم تزده إلا إصراراً على مواجهة الكيان.

سياسياً، وخلال اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بفلسطين في حركة عدم الانحياز بالعاصمة الأذربيجانية باكو، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن الإدارة الأمريكية شريكة بجرائم الكيان الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني عبر انحيازها السافر لهذا الكيان، وانتهاجها سياسة أحادية متطرّفة تخالف القانون الدولي. وقال ظريف: “إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شريكة في جرائم الكيان الصهيوني وسلوكه التوسعي والعدائي الذي يسعى إلى إضعاف القضية الفلسطينية التي تشكّل القضية المركزية في الشرق الأوسط”.

وأضاف: “إن الخطوة الأمريكية بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة واعتبارها عاصمة لكيان الاحتلال مخالفة للقرارات الصريحة للأمم المتحدة، وأدّت إلى تدهور الأوضاع في المنطقة وعرقلة الجهود المبذولة لإيجاد حلّ عادل لهذه القضية”، لافتاً إلى أنها كشفت عن الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية المنحازة.

ورأى وزير الخارجية الإيراني أن نكبة فلسطين ستتواصل ما لم يتغير مسار التعاطي الدولي معها، داعياً دول عدم الانحياز إلى التحلّي بالصمود، والاستفادة من كل طاقاتها لتتمكن من الوقوف بقوة، واتخاذ الإجراءات الرادعة للتجاوزات الصهيونية.

وكان المقرّر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة مايكل لينك قد دعا إلى تحرّك دولي فعّال من أجل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.

وقال لينك في تقرير قدّمه للجمعية العامة للأمم المتحدة: “إن الوضع الراهن الذي يفرضه الكيان الإسرائيلي عبر سياسة الاحتلال والضمّ، مستمران بلا توقف، ودون تدخّل دولي حاسم”، وتابع قائلاً: “لقد أصدر المجتمع الدولي قرارات وبيانات لا تعد ولا تحصى تنتقد الاحتلال الإسرائيلي المستمر، وقد مضى وقت طويل لم تتسق فيه التصريحات مع العواقب العملية”.

وأشار لينك إلى أن الاحتلال المستمر منذ 52 عاماً هو الأطول في تاريخ العالم الحديث، اصطبغ بالحصانة التي تتمتع بها قوات الاحتلال”، مؤكداً أن ضعف الإرادة السياسية لدى الدول الغربية هو الذي سمح لكيان الاحتلال بتفادي مواجهة عواقب ملموسة لـ”تصرفاتها الشرسة”، وأضاف: “يتعيّن على المجتمع الدولي تطبيق وتصعيد تدابيره المضادة إلى أن تنصاع”.

وتناول لينك الوضع في غزة، حيث وصف حالة حقوق الإنسان في القطاع بـ”المزرية”، كما سلّط الضوء مجدّداً على تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني واستمرار “مسيرات العودة” التي استُشهد خلالها أكثر من 200 فلسطيني على يد قوات الاحتلال، منذ آذار 2018، كما لفت إلى الزيادة الملحوظة في هدم منازل الفلسطينيين وبناء الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس المحتلة.