مدرب منتخبنا الوطني فجر إبراهيم لـ”البعث”: لم أدفع فراس الخطيب للاعتزال والقلفا واياز والصومي خارج حساباتي خليل الياس جاهز للعب بشروط ولدينا القدرة على الذهاب بعيداً في التصفيات
مع تحقيق منتخبنا الوطني بكرة القدم العلامة الكاملة في مبارياته الثلاث في التصفيات الآسيومونديالية، لم تتوقف حملة الانتقادات التي توجّه بشكل مركز لمدربنا الوطني فجر إبراهيم، والتي وصلت حدود التشهير والتجريح غير الأخلاقي.
ومع كثرة التفاصيل وعلامات الاستفهام حول خياراته وطريقة عمله مع المنتخب، توجهت “البعث” للإبراهيم بمجموعة أسئلة، وأجاب عنها بكل رحابة صدر.
– يقال إن علاقتكم بالإعلام المحلي سيئة أو متوترة، فما أسباب ذلك؟.
لا أبداً، لا توجد علاقة سيئة مع الإعلام، والدليل أننا قبل كل مباراة أو مناسبة كروية لدينا لقاء معكم في وسيلة إعلامية محلية، ولكن هناك قلة تريد التسويق لهذه الفكرة الوهمية ولا أعرف السبب، علاقتي جيدة جداً مع الإخوة الإعلاميين.
– عقدك مع اتحاد الكرة إن وجد، ما هي شروط تجديده؟ وهل يتضمن شرطاً جزائياً كما يشاع؟.
بالتأكيد يوجد عقد كأي مدرب، وينتهي بنهاية شباط القادم، وهناك شرط جزائي كأي عقد.
– هل لديك تخوف من احتمال فسخ العقد بعد انتخاب اتحاد جديد نهاية العام؟.
العقد شريعة المتعاقدين، وأنا مدرب محترف، وحقيبتي خلف الباب.
– ما قصة خلاف شارة (الكابتن) في المنتخب الوطني؟.
لا أرى سبباً واحداً مقنعاً لاستمرار الحديث عن هذا الموضوع المنتهي منذ زمن بعيد، فالعلاقة بين اللاعبين رائعة.
– يتساءل البعض عن الجدوى من المباريات الودية بعد أن عدنا للأسماء نفسها في الرسميات؟!.
في الحقيقة أستغرب ذلك، هذا الكلام غير دقيق، فنحن كسبنا منتخباً كاملاً تقريباً من دورتي نهرو وغرب آسيا: (عبد الله الشامي، وخالد كرغلي، وخالد إبراهيم، ومحمد العنز، وورد السلامة، ومحمد المرمور، وشادي الحموي)، كلها أسماء جديدة أثبتت جدارتها في الوديات، وهي موجودة معنا الآن في جميع الاستدعاءات، قمنا بعملية تشبيب كبيرة تضمنت استمرار المنتخب لسنوات مقبلة، واستمر التشبيب في الرسميات ضمن الحدود المعقولة للتجريب في المباريات الرسمية، فاستدعينا يوسف محمد، وكامل حميشة، وكامل كواية، وأيضاً ويليام غنام الذي استدعي وفضلنا تسريحه ليلعب أساسياً مع الأولمبي.
– دعنا نتكلم عن قصة اعتزال فراس الخطيب، هل صحيح أنك دفعته إلى الاعتزال؟.
لا يمكن إجبار لاعب على الاعتزال، الخطيب اعتزل بقناعته، وأنا لم أتدخل بقرار اعتزاله، ولدي إثباتات دامغة لذلك.
– وما هي إثباتاتك؟.
هناك خصوصيات يجب احترامها، لأنني أعتبر فراس الخطيب واحداً من أبنائي أو إخوتي الصغار كما جميع اللاعبين.
– هناك مطالبات من البعض باستدعاء أسماء معينة مثل إياز عثمان، وحميد ميدو، ويوسف قلفا، وغابرييل الصومي، فما أسباب عدم استدعائهم؟.
هذه الأسماء خارج حساباتي للفترة المقبلة على الأقل لأسباب مختلفة.
– هل الأسباب الانضباطية والسلوكية يمكن أن تكون وراء استبعاد البعض؟.
اسمح لي أن أكتفي بالقول: إن الأسماء التي ذكرتها خارج حساباتي للفترة المقبلة لأسباب مختلفة، ولكن إن كان سؤالك بشكل عام فالحالة الانضباطية والسلوكية داخل المنتخب بالنسبة لي أولوية تماماً كالجاهزية والجانب الفني.
– هل هناك نية لاستدعاء أسماء جديدة من اللاعبين السوريين المغتربين؟.
باب المنتخب مفتوح للجميع، لكن المنتخب لديه احتياجات محددة قمت بذكرها سابقاً، تحديداً في الخطوط الخلفية، لدينا مدافعون مميزون كالميداني، والصالح، والشامي، ويوسف محمد، لكننا سنكون في أزمة لو أصيب أحدهم، خياراتنا ضيقة في الدفاع تحديداً، ونحن لم نترك باباً لم نطرقه، بما في ذلك موقع المحترفين السوريين، ولدي أكثر من (cv) للاعبين سوريين مغتربين أقوم بدراستها.
– لماذا فقط في الدفاع؟!.. ماذا عن بقية المراكز لو وجد لاعبون أفضل، ويمكن أن يقدموا الإضافة؟.
هناك أولويات واحتياجات المنتخب واضحة، لنكن منطقيين، هل يوجد لدينا مهاجمون أفضل من عمر السوما، هداف الدوري السعودي لعدة مواسم، وعمر خريبين أفضل لاعب في آسيا 2017 مثلاً، هل سنجد أفضل منهم؟ والمواس، ومحمد عثمان، والأومري، والميداني، والصالح، أليسوا جميعاً نجوماً ومحترفين وعلى مستوى عال؟!.
– هناك مثلاً مطالبات كثيرة بضم المغترب خليل الياس المحترف في الدوري الأرجنتيني، ألا تظن أنه سيكون إضافة جيدة للمنتخب؟.
أنا مقتنع بمستوى خليل الياس وفائدته، وأردت التواصل معه مباشرة، ولكنني فضلت التواصل بلغته الاسبانية على اللغة الانكليزية، ولأنني لا أتقن الاسبانية طلبت من صديق سوري مقرب لي يتقن الاسبانية بشكل ممتاز ويعمل مدرباً في استراليا هو الكابتن (طلال سفر) أن يتواصل معه، ويبيّن له رغبتنا الجادة في ضمه للمنتخب السوري، ولبى الكابتن طلال طلبنا مشكوراً بعد أن أرسلنا إليه رقم وكيل أعمال خليل الياس، وبإمكانكم التواصل مع الكابتن طلال، ووافق خليل على اللعب للمنتخب، ولكنه وضع شرطين أساسيين هما: الأول ألا يسافر بالطائرة إلى أية مباراة للمنتخب إلا على مستوى (فيرست كلاس)، أو رجال أعمال، والثاني أن يتم إصدار جواز سفر له عن طريق السفارة السورية في بوينس آيرس ودون الحضور إلى سورية، بدورنا نقلنا شروطه إلى المعنيين، وأبدى الاتحاد تعاوناً تاماً ووافق على الشرط الأول، أما بخصوص الشرط الثاني فقد ظهرت مشكلة تتعلق بالقوانين والتشريعات، وخارجة عن إرادة اتحاد كرة القدم، فمن الممكن إصدار جواز سفر من سفارتنا في الأرجنتين، ولكن المشكلة أن القوانين لا تسمح بإصدار جواز سفر دون إصدار بطاقة هوية شخصية أولاً، وهذا ما يتطلب حضوره، الأمر الذي يرفضه اللاعب.
– لماذا لا توجد استراتيجية تدريبية للمنتخبات الوطنية بحيث تكون هناك طريقة لعب موحدة لجميع الفئات العمرية؟.
أنا مع هذه الفكرة وأؤيدها تماماً، ولكن هذا ليس عمل مدرب المنتخب، بل هو مرتبط بالعمل الفني لاتحاد الكرة.
– ما سر العلاقة الطيبة التي بدت لنا بينك وبين اللاعبين، والتي تظهر جلياً في تصريحاتهم؟.
الجانب الأهم في العمل كمدير فني أن يكون اللاعبون مقتنعين بمدربهم، وتجمعهم به علاقة محبة وتعاون، وهذا ما انعكس على النتائج في المباريات الرسمية، وانعكس على سلوك اللاعبين، والحالة الانضباطية في أجواء المنتخب، أما بالنسبة لسؤالك فلا سر في ذلك، وكل ما في الأمر أن العلاقة بيني وبينهم علاقة أبوية قائمة على الود والاحترام المتبادل، وأنا على مسافة واحدة من الجميع، لأن الأب لا يميز بين أبنائه.
– هل تؤمن بقدرة منتخبنا على مقارعة كبار القارة مرة أخرى كاليابان، وإيران، وكوريا، واستراليا؟ وهل لدينا فرصة الوصول للمونديال؟.
لا شيء مستحيلاً، لدينا القدرة على مقارعتهم لو تحضرنا بالشكل المناسب، هم يتحضرون، وعلينا أن نتحضر مثلهم، أما بالنسبة لكأس العالم فمن ليس لديه هذا الطموح فعليه ألا يعمل في هذا المكان، نحن لدينا الطموح ككادر ولاعبين بالوصول لأبعد نقطة ممكنة، والآخرون لديهم الطموح نفسه، وهم سيستعدون بشكل جيد، ويجب أن نستعد أيضاً، ولكننا نأخذ الأمور خطوة بخطوة، وتفكيرنا الآن بتجاوز الصين والفلبين الشهر المقبل، هناك دائماً أولويات، وأولويتنا الحالية هي تجاوز الدور الأول، وبعد ذلك نفكر في المرحلة التالية.
– تتعرّض لانتقادات تصل إلى حد التجريح بسبب تصريحات معينة حول مواقع التواصل الاجتماعي وروادها؟.
أنا لا أملك أي حساب على مواقع التواصل من (فيسبوك) وغيره، وكل من يتوجه لي بإساءة شخصية فأنا أسامحه، ولكن عندما يتعلق الأمر بالمنتخب فيجب أن تكون الطروح موضوعية، وأن تتحلى بالمسؤولية تجاه منتخب البلد، وأن يكون النقد لأجل مصلحة المنتخب، أما التصريحات التي تهدف للتشويش على المنتخب فلا يمكن تقبّلها، أساء البعض فهمنا عندما تحدثنا عن العالم الافتراضي، ما قصدته هو أن تقييم المنتخب يحتاج إلى متخصصين، ولا يمكن أن نقيم فريق كرة قدم من خلال منصات التواصل الاجتماعي الالكترونية، أما عاطفة الجماهير تجاه المنتخب وتجاهي فهي محترمة أياً تكن.
– هناك رأي عند البعض بأن فجر إبراهيم محاضر آسيوي قوي ومميز، لكن الأمر مختلف عندما يتعلق بالتدريب، فما ردكم؟.
كل الآراء لها ولأصحابها كامل التقدير والاحترام، ولكن بالعودة لتاريخ وصولنا لكأس آسيا يمكن ملاحظة أننا غبنا 15 عاماً عن النهائيات، ونجحنا بالعودة عندما كنت مدرباً للمنتخب، ثم غبنا عن نسخة 2015 وعدنا لنتأهل في 2019 عندما عدت مدرباً للمنتخب، بالتأكيد اللاعبون لهم دور كبير، ولكننا فريق عمل واحد، ونحن ككادر شركاء في النجاحات، كما يحمّلنا البعض كامل المسؤولية في حالة الإخفاق.
رامي الشلفون