صحيفة البعثمحليات

مشروع “البورتيج”.. تدخل مبكر لتأقلم أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع مجتمعهم

دمشق – حياة عيسى

حرصاً على خلق مجتمع وقائي ودامج للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة صدرت بعض التشريعات التي تطالب بشكل مباشر بضرورة التدخل في سن مبكرة لمعالجة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات واحتياجات خاصة، وقد تمخّض عن تلك التشريعات وما تلاها من قوانين متلاحقة ودعم وتوفير عشرون برنامجاً في التدخل المبكر في العقدين الماضيين، ومن أبرزها مشروع البورتيج  (Project Portage)

مسؤول برنامج الرعاية المتكاملة لأمراض الطفل IMCI في وزارة الصحة الدكتور خالد مصطفى أشار في حديث لـ “البعث” إلى أنه تمّ التحقق من مدى فعالية “البورتيج” في مختلف البيئات والظروف وفي العديد من دول العالم (كقطاع غزة والهند والفلبين ونيبال وانجلترا واليابان وموريشيوس وبنغلاديش وبلدان أخرى في أمريكا الجنوبية مثل جامايكا وكولومبيا وفنزويلا والإكوادور)، وتبيّن أن التوجّهات الحالية والمستقبلية لمشروع (البورتيج) تتمحور في توجيه الخدمات المجتمعية العلاجية نحو الأطفال الرضع وأسرهم، وخاصة حالات الذين يعانون من اضطرابات شديدة أو متعدّدة، أو من يعانون من إصابات وأمراض مزمنة، إضافة إلى تطوير المناهج الصفية المصمّمة لحالات الاحتياجات البسيطة والمتوسطة منذ سن الثانية وحتى السادسة. وتهدف هذه البرامج المقدمة في أوضاع الدمج المختلفة إلى تنمية مهارات الكفاية الاجتماعية والاستقلالية، وتغذية مشاعر احترام الذات، وتطوير برامج تدريبية تعتمد على تنمية الكفايات، وتشتمل في الوقت نفسه على ستة نماذج وجوانب تدريبية ذات علاقة بالاتجاهات والمهارات اللازمة للعاملين في مؤسسات التربية الخاصة، والتركيز باستمرار على تطوير المصادر والمواد التعليمية والأنشطة والمهارات المختلفة باستمرار، بحيث تمكّن أولياء الأمور من الاستفادة المستمرة منها والسعي لمنع حدوث اعتلال أو ضعف، بهدف خفض الإصابة في المجتمع، ومنع تطور وتفاقم الضعف إلى عجز بهدف خفض أعداد العاجزين في المجتمع، بالتزامن مع التغلب على العجز والحيلولة دون تطوره إلى أذية متطورة.

وأضاف مصطفى أن من أهم نماذج التدخل المبكر (المراكز المتخصّصة التي يلتحق الأطفال بها من ٣-٥ ساعات يومياً)، حيث يتم إجراء تقييم فردي للطفل ومن ثم وضع برنامج تربوي له، ويمكن أن تكون هذه المراكز شاملة لكل المشكلات أو الاحتياجات الخاصة ويمكن أن تكون متخصّصة، والتدخل المبكر في المنزل، وفي هذه الحالة يتمّ تقديم خدمات التدخل المبكر في المنزل، ويقوم الوالدان بدور المعلم الأساسي بعد تدريبهم على العمل مع أطفالهم ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يقوم الاختصاصي بزيارة الطفل والأسرة، ويعمل على تزويدهم بالإرشادات والمعلومات ومتابعة حالة الطفل ومن أشهر البرامج على هذا النموذج (Project Portage”البورتيج”) ويقدم هذا البرنامج للحالات التي يكون فيها متعذراً نقل الأطفال من المنزل إلى المركز وكذلك المناطق، والتدخل المبكر في المستشفيات وهي تستخدم مع الأطفال في السن الذين يعانون من صعوبات نمائية شديدة جداً أو مشكلات صحية، وهنا يعمل على معالجة الطفل فريق متعدّد التخصصات، إضافة للتدخل المبكر في كل من المنزل والمركز، حيث يلتحق الأطفال في المركز أياماً محدّدة ويقوم الاختصاصيون بزيارات منزلية لهم وللأسرة مرة أو مرتين في الأسبوع حسب طبيعة الحالة وحاجات الأسرة،  والتدخل المبكر من خلال تقديم الاستشارات: في هذا النموذج يقوم أولياء الأمور بزيارات دورية إلى المركز (مرة أو مرتين في الأسبوع)، وذلك لتقييم ومتابعة أداء الأطفال وتدريب أولياء الأمور ومناقشة القضايا المهمّة معهم.