تغييرات ديموغرافية واسعة يقوم بها أردوغان في منطقة الجزيرة الجيش يدخل القرمانية بريف الدرباسية وسط ترحيب الأهالي
في إطار مهامها لصد العدوان التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية وحماية الأهالي، تابعت وحدات الجيش العربي السوري انتشارها على الحدود السورية التركية، ودخلت قرية القرمانية بريف الدرباسية، شمال شرق الحسكة، وثبّتت نقاطها فيها، وسط ترحيب الأهالي، فيما أكدت مجلة التايم الأمريكية أن تقارير وكالات التجسس الأمريكية والمعلومات الاستخباراتية تفيد بأن قوات النظام التركي ومرتزقته يرتكبون خلال العدوان على الأراضي السورية جرائم تتضمن قتل مدنيين والقيام بعمليات تطهير عرقي في المناطق التي يحتلونها.
يأتي ذلك فيما أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إتمام انسحاب المجموعات المسلحة من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وفقاً لاتفاق سوتشي، في وقت عثرت الجهات المختصة خلال عملياتها المتواصلة لتطهير المناطق المحررة من مخلفات إرهابيي “داعش”، بالتعاون مع الأهالي، على شبكة أنفاق تحوي أسلحة وذخائر وأدوية ومعدات طبية، بعضها غربي الصنع وإسرائيلي المنشأ، في مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي.
وفي التفاصيل، أصيب ستة أشخاص جراء انفجار بالقرب من معبر الدرباسية على الحدود السورية التركية بريف الحسكة الشمالي، أثناء وجود دورية للشرطة العسكرية الروسية بالمكان، وذكر مراسل سانا في الحسكة أن الأشخاص أصيبوا نتيجة الانفجار، الذي يعتقد أنه نجم عن قذيفة هاون أطلقت من الجانب التركي. من جانبها قالت وزارة الدفاع الروسية في وقت لاحق: إن الانفجار نتج عن تفجير عبوة ناسفة مجهولة بالقرب من مركبات مصفحة روسية وقفت عند معبر الدرباسية على الحدود السورية التركية، وأكدت عدم وقوع إصابات بين العسكريين الروس جراء الانفجار أو أي أضرار بالمركبات التابعة للشرطة العسكرية الروسية.
في الأثناء، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إتمام انسحاب المجموعات المسلحة من الشريط الحدودي بين سورية وتركيا وفقاً لاتفاق سوتشي، وأوضح، خلال محادثاته مع نظيره الأرميني ديفيد تونويان في يريفان، إن انسحاب المجموعات المسلحة من شمال سورية انتهى قبل الموعد المحدد له، مشيراً إلى وصول وحدات كل من الجيش العربي السوري والشرطة العسكرية الروسية إلى المنطقة.
وأعربت وزارة الخارجية عن ترحيب الجمهورية العربية السورية بانسحاب المجموعات المسلحة في الشمال السوري إلى عمق 30 كيلو متراً، وذلك بالتنسيق المباشر مع الجيش العربي السوري، الأمر الذي يسحب الذريعة الأساسية للعدوان التركي الغاشم على أراضيها.
إرهابيو أردوغان يمنعون مياه الشرب عن أهالي الحسكة
بالتوازي، تواصل المجموعات الإرهابية المدعومة من النظام التركي -والتي تسيطر على محطة مياه آبار علوك بريف رأس العين الشرقي، والتي تعرضت للقصف مع بدء العدوان التركي على الأراضي السورية- منع وصول الطواقم الفنية المختصة إلى المحطة لإعادة تشغيلها ما تسبب بانقطاع المياه عن مدينة الحسكة وريفها وتل تمر وريفها وتونية وصفيا وناحية الهول والتجمعات السكانية التابعة لها.
وتعد محطة علوك المصدر الأساس لتزويد أكثر من 700 ألف نسمة من سكان محافظة الحسكة بمياه الشرب، ويؤدي استمرار سيطرة الإرهابيين عليها وخروجها عن الخدمة إلى حرمانهم من مياه الشرب النظيفة، حيث يستعاض عنها حالياً بمياه السدود وبعض الآبار التي لا تفي بالحاجة وتشوبها العكارة بشكل ملحوظ.
مصدر في المؤسسة العامة لمياه الشرب في الحسكة قال: إن أكثر من محاولة للوصول إلى المحطة عن طريق الهلال الأحمر السوري فشلت بسبب الإرهابيين، الأمر الذي أدى إلى انقطاع المياه منذ أكثر من 6 أيام، إذ تم منع العاملين من الدخول إلى المحطة لإعادة تشغيلها والكشف عليها، وأشار إلى أن المؤسسة ستعتمد على كمية المياه المخزنة في السد الشرقي لتزويد المدينة بالمياه رغم أن الكميات المخزنة قليلة ولا يمكن الاعتماد عليها ولا بد من إيجاد وسيلة لإعادة تشغيل محطة آبار علوك.
يأتي ذلك في وقت عثرت الجهات المختصة”، بالتعاون مع الأهالي في دير الزور، على شبكة أنفاق، تحوي أسلحة وذخائر وأدوية ومعدات طبية، بعضها غربي الصنع وإسرائيلي المنشأ، في مدينة القورية بريف دير الزور الشرقي، وذكر قائد ميداني: “إن الأنفاق تمتد تحت الأبنية السكنية في أحياء المدينة ولها عدة فتحات تم تمويهها وإخفاؤها بطريقة محكمة ولها تفرعات عديدة وفتحات للتهوية”، مشيراً إلى أنه “تمّت المباشرة في تمشيط هذه الأنفاق بالتعاون مع وحدات الهندسة في الجيش العربي السوري، حيث عثر بداخلها على كميات من الأسلحة والذخائر، بعضها غربي الصنع وبعضها إسرائيلي المنشأ”، وبيّن أن الأسلحة والذخائر التي تمّ العثور عليها هي “ألغام م. د، وصواريخ موجّهة محمولة على الكتف، وقذائف هاون، وقواذف آر بي جي، وأحزمة ناسفة وأقنعة واقية وذخائر متنوعة وأدوية ومواد طبية”.
وفي ريف دمشق، ضبطت الجهات المختصة مستودع أسلحة وذخائر متنوعة بعضها أمريكي الصنع من مخلفات التنظيمات الإرهابية في القلمون الشرقي، وذلك في إطار الجهود التي يبذلها الجيش العربي السوري والجهات المختصة لتأمين المناطق التي كان الإرهابيون ينتشرون فيها.
وذكر ضابط ميداني أنه بعد ورود معلومات، وبتعاون الأهالي في منطقة القلمون الشرقي، تمّ تحديد موقع المستودع بشكل دقيق والحفر لمسافة بين 2 إلى 3 أمتار تمّ العثور على عدد من قذائف ومدافع الهاون ومجموعة من الذخائر والأسلحة منها أمريكية الصنع، وأضاف: إن المستودع الذي تمّ ضبطه كان يحتوي على قذائف هاون وذخيرة رشاشات دوشكا وبي كي سي ومدفع بي 10 وأسلحة محلية الصنع منها ومدافع متوسطة مع ذخائرها إضافة إلى صواريخ راجمة عيار 82 وصواريخ تاو أمريكية الصنع وقذائف ار ب جي وقذائف دبابات.
بالتوازي، أكدت مجلة التايم الأمريكية أن تقارير وكالات التجسس الأمريكية والمعلومات الاستخباراتية تفيد بأن قوات النظام التركي ومرتزقته يرتكبون خلال العدوان على الأراضي السورية جرائم تتضمن قتل مدنيين والقيام بعمليات تطهير عرقي في المناطق التي يحتلونها، وأشارت إلى أن “أربعة من مسؤولي الجيش والاستخبارات الأمريكية أعربوا عن مخاوفهم من أن هذه القوات التي ترتكب جرائم حرب قد تستخدم الأسلحة التي باعتها الولايات المتحدة لتركيا، كما أنهم قلقون من أن الأسوأ ربما لم يحصل بعد”.
وأوضحت المجلة أن هذه المعلومات دفعت بعض المحللين الأمريكيين إلى استنتاج أن النظام التركي ومرتزقته ربما يستعدون للقيام بعملية تغيير ديمغرافي واسعة في المنطقة، كما أن هناك قلقاً متزايداً من ارتكاب جرائم حرب واسعة النطاق والتسبب بأزمة إنسانية، إضافة إلى أن مثل هذه الأوضاع يمكن أن تسرّع بعودة تنظيم “داعش” الإرهابي.
وكانت صور ومقاطع فيديو نشرها مرتزقة نظام أردوغان أظهرت حجم بشاعة الجرائم التي يرتكبها هؤلاء المرتزقة وتنفيذهم عمليات إعدام مروّعة بحق المدنيين في مناطق شمال شرق سورية، فيما كشفت صحيفة التايمز البريطانية أيضاً عن وجود أدلة تؤكّد استخدام قوات النظام التركي مادة الفوسفور الأبيض المحرمة دولياً في عدوانها على الأراضي السورية.
وفي براغ، أكد نائب رئيس مجلس النواب التشيكي، رئيس حركة الحرية والديمقراطية المباشرة توميو أوكامورا، أن عدوان النظام التركي على الأراضي السورية يمثّل استمراراً لسياسات رجب طيب أردوغان في خرق القانون الدولي في منطقة الشرق الأوسط، وشدد على أن إدانة العالم الجرائم التي يرتكبها النظام التركي في سورية ليست كافية، بل المطلوب أيضاً اتخاذ إجراءات فاعلة كمقاطعته اقتصادياً لمحاسبته على هذه الجرائم مثل قصف واحتلال أراضي دولة أخرى وقتل شعبها ومساعدته الإرهابيين، وأشار إلى أن العدوان التركي الحالي يمثّل تتويجاً لإخفاق سياسات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تجاه سورية، لافتاً إلى أن هذا العدوان أظهر تماماً نتائج تجاوز القانون الدولي وتعكير الاستقرار في المنطقة.
وأوضح أوكامورا أن الحل الوحيد للأزمة في سورية يكمن في العودة إلى أسس القانون الدولي عبر خروج كل القوات الأجنبية التي توجد على الأراضي السورية دون موافقة حكومتها الشرعية والقضاء على الإرهابيين.