الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

مدير هيئة الكتاب: مجتمع يقرأ.. مجتمع متحضر

دمشق- أمينة عباس

يبيّن د. نايف الياسين، المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب، على هامش معرض الكتاب السوري الذي تستمر فعالياته في مكتبة الأسد الوطنية، أن هدف أي فعالية لها علاقة بالكتاب هو التشجيع على القراءة كنشاط فكري اجتماعي تنموي أساسي في حياتنا، لأن مجتمعاً يقرأ يعني مجتمعاً متحضراً وعلى سكة التقدم، لذلك يسعدنا جميعاً مشاهدة جمهور كبير يرتاد المعرض،فرغم الصعوبات المادية وارتفاع أسعار الكتب نجد أسراً بأكملها ترتاد المعرض وتقتني ما ترغب به، وهذا يؤكد أن هذه الفعالية تشكل حالة صحية في المجتمع بشكل عام.

حسومات 50%

ويوضح الياسين أن معرض الكتاب السوري على غاية من الأهمية لأنه يسدّ ثغرة غياب معرض الكتاب الدولي من خلال مشاركة دور النشر الخاصة والحكومية فيه، وهو ينشّط صناعة الكتابة والنشر وإتاحة الكتاب ذي المحتوى الفكري المناسب للعائلة السورية، وهو وسيلة ناجحة للترويج للكتاب الذي يعاني من أزمات عديدة، منها تراجع القراءة وتراجع اقتناء الكتاب في ضوء تراجع القدرة الشرائية لشريحة واسعة من الناس مع ارتفاع الأسعار.

ومع هذا يبيّن الياسين أن معارض الكتب مهمة جداً لأنها تجمع دور النشر في مكان واحد يسهل على القارئ الاطلاع على منشورات من مختلف الأهواء والاتجاهات ليختار ما يحتاجه ويرغب في اقتنائه، وهو فرصة حقيقية لدور النشر لتشجيعها على صناعة الكتاب وتقديم أفضل ما عندها في المعرض وبحسومات كبيرة تصل إلى 50% ضمن جناح الهيئة العامة السورية للكتاب، مشيراً إلى أن منشورات وزارة الثقافة هي دائماً موضع اهتمام وإقبال بالنظر إلى محتواها الفكري لأنها جهة غير ربحية، وهي لا تسعى لنشر الكتاب التجاري وإنما الكتاب الذي تعتقد أن القارئ السوري يحتاج إلى قراءته، مع عنايتها بمنشورات الطفل من خلال ما يصدر عن مديرية منشورات الطفل من كتب ومجلات تحظى باهتمام القارئ السوري والعربي، فمجلة “أسامة” تربَّت عليها أجيال في الوطن العربي، ويؤسف الياسين أن الهيئة تعاني من مشكلات كثيرة وعقبات عديدة مثل شح الموارد المادية والبشرية، ويترتب على ذلك الترشيد في استهلاك الورق والحبر، وهذا يحول أحياناً دون طباعة كل ما ترغب به، موضحاً أن الموارد البشرية تأثرت نتيجة هجرة الكتّاب والمؤلفين والفنيين، موجهاً الدعوة لجميع الكتّاب والمؤلفين والمترجمين بالتوجه للهيئة والتعاون معها، وهي تسعى دوماً إلى زيادة تعرفة الكتابة والترجمة لجعلها أقرب ما تكون للواقعية.