سوق حمص المسقوف ينتعش بمحلاته وزواره
اعتمدت أسواق حمص القديمة عبر سنوات طويلة سبقت الحرب على أن تكون متميزة ببضائعها ليجد الزائر كل ما يحب ويشتهي من ثياب وشرقيات ونحاسيات وأقمشة وستائر وفضيات وثريات وحلي ذهبية وفضية وغيرها من مستلزمات الكلفة والتطريز والعطور، ولم تكن هذه الأسواق مجرد محال تجارية بل كانت منتديات للحوار في قضايا الحياة الاجتماعية ونشاطاتها، وبالرغم من محاولة المجموعات الإرهابية التي عاثت فساداً وخراباً في هذه الأسواق لطمس معالمها ومحو ذاكرة المدينة، إلا أن إصرار أهاليها وتجارها عادوا بهذا السوق وغيره إلى الحياة مجدداً ليعود معلما أثريا متميزا، فأسواقه الصغيرة التي شكلت بمجملها ما يسمى “السوق المسقوف” اشتهر أكثرها بأسماء المهن التي تزاولها، واليوم وبعد أن تم إعادة تأهيله بأبهى صورة من خلال مبادرات إيجابية من أجل تفعيل أسواق المدينة قامت بها جمعيات خيرية، وعلى رأسها بطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس بدائرتها للعلاقات المسكونية، ورصدت مبالغ مالية أهلت فيها حوالي 25 محلاً وتعهدت بعد نجاح التجربة بتأهيل 400 محل مماثل خلال فترة قريبة بتخصيص مبلغ خاص بكل محل وعن طريق ورش خاصة بالبطركية، ومع كل هذا الانتعاش بسوق حمص المقبي وأسواقه الصغيرة سيبقى الذاكرة الحية لأهالي حمص العديّة، وستعود المدينة لتنهض بإرادة صلبة من أهلها وثقتهم الكبيرة بأبطال الجيش العربي السوري ونصرهم القادم.
نزار جمول