طي الصفحة
لا شك أن ما جرى في انتخابات ناديي الاتحاد والحرية من لغط وجدل واعتراضات يستحق الوقوف عنده لأسباب عدة، أبرزها أن اعتراضات المبعدين من المرشّحين على كرسي الرئاسة، أو على مقعد العضوية، لم تكن محقة، خاصة أنهم خالفوا التعليمات والقوانين، وبالتالي سقط حقهم في الترشّح، وثانيها لم تكن الأجواء التي سبقت الانتخابات بالمستوى المطلوب لجهة التنافس الذي لم يخدم لا الأشخاص ولا مسيرة الناديين، وبالتالي لم تكن التكتلات والمهاترات وتبادل الاتهامات وإطلاقها جزافاً لتخدم مسيرة الناديين قطعاً.
ولعل الأهم بل الأخطر في معادلة الناديين انحراف الكثير من أعضاء الناديين عن مسار الانتخابات وجوهرها ومضمونها، فكان الولاء للأشخاص، وهذه مشكلة المشكلات التي تهدد مستقبل الناديين.
بطبيعة الحال، ومع إسدال الستارة على الانتخابات، وخفوت حدة الانتقادات، ينتظر من القيادة الرياضية إيجاد قواسم مشتركة جديدة لتصويب هذا الخلل، وذلك من خلال تطبيق الأنظمة والقوانين في مثل هذه الحالات، واختيار الأنسب والأكفأ لقيادة دفة الناديين خلال المرحلة القادمة، ولعله من الضروري إجراء تقييم منطقي وموضوعي للمرحلة السابقة، ومراجعة ما أنجزته الإدارتان المؤقتتان في مختلف الجوانب، وتحديداً بما يخص الجانب الفني، وخطط النهوض الرياضي، بالإضافة إلى ضرورة إلزام من سيقع الاختيار عليهم بوضع برامج قابلة للتطبيق ضمن مدد زمنية محددة خاضعة للمساءلة والمحاسبة لاحقاً.
يبقى أن نذكر أن الظروف والمناخات غير المستقرة المحيطة بالناديين لا تتحمّل المزيد من الانقسامات والإخفاقات، وهو ما يجب أن يعيه ويدركه الجميع بلا استثناء، وبالتالي المطلوب هو تغليب المصلحة العامة على المصالح والمنافع الضيقة، واستثمار كل جهد مخلص، وإظهار الانتماء لشعار وقميص الناديين فعلاً وليس قولاً، وطي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة مفعمة بالآمال والطموحات بمستويات ونتائج أفضل تضع الرياضة الحلبية عموماً في الواجهة مجدداً.
معن الغادري