ثقافةصحيفة البعث

المعرض الأول لفناني مجلة أسامة يكرم الرواد

 

 

شكل المعرض الأول لفناني مجلة “أسامة” الذي افتُتح مؤخراً في صالة المعارض بمكتبة الأسد بطاقة حب وشكر توجهت بها المجلة لفنانيها تقديراً لإخلاصهم وجهودهم المبذولة واستمرارهم في تقديم لغة بصرية لأطفالنا تُغني ذائقتهم الفنية، ولأن هؤلاء الفنانين الشباب يشكلون امتداداً واستمراراً لما بدأ به الرواد الأوائل لم تنسَ المجلة ما قدموه للطفل من رسومات شكلت ذاكرة لأجيال مختلفة من أطفالنا تصدرت رسوماتهم المعرض، إلى جانب رسومات عدد كبير من الفنانين الشباب الذين تابعوا المسيرة إما متأثرين بما قدموه أو مجددين عليه ليكون في النهاية طفلنا هو الرابح الأكبر عبر تلقيه لغة بصرية عالية المستوى.. من هنا أكد د. ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب الذي افتتح المعرض أن مجلة “أسامة” من أهم المجلات العربية المخصصة للطفل وقد توجهت إليه بشكل راقٍ عبر كتّابها ورساميها، ونجحت في أن تكون ذاكرة بصرية لأجيال متعاقبة في سورية والوطن العربي بتاريخها، مؤكداً أن المعرض بمثابة تقدير للرعيل الأول المؤسس واحتفاء بفنانيها الشباب الذين تحتضن مواهبهم وتشجعهم الهيئة عبر منشوراتها المختلفة والمتنوعة، داعياً هؤلاء الشباب للاطلاع على التجارب الفنية الرائدة في هذا المجال لتطوير أدواتهم والارتقاء بفن الطفل لمواكبة العصر الحالي

ليس الأول ولكنه الأوسع
وبيَّن قحطان بيرقدار رئيس تحرير مجلة “أسامة” أن المجلة كانت حريصة على تواجد هؤلاء الرواد عبر رسوماتهم إلى جانب باقة من رسومات باتجاهات ومدارس متنوعة لفنانين شباب أرادت المجلة عبر هذا المعرض تشجيعهم وتقدير جهودهم وشكرهم لإخلاصهم للمجلة والذين لم يتركوها في ظروف الحرب، مؤكداً أن مجلة “أسامة” كانت خير أكاديمية لتدريبهم وصقل موهبتهم بالتجربة والممارسة وإتاحة المجال أمامهم لتقديم إبداعاتهم عبر صفحاتها، مشيراً إلى أن هذا المعرض ليس الأول الذي تقيمه المجلة لفنانيها ولكنه الأوسع، متمنياً أن يتحول لتقليد سنوي تشجيعاً لمن يتوجه لطفلنا، خاصة وأن مجلات الأطفال ومنها “أسامة” العريقة بتاريخها والموجودة في ذاكرة كل الأجيال في سورية هي رافد أساس من روافد ثقافة الطفل، لذلك تسعى وزارة الثقافة والهيئة العامة السورية للكتاب إلى تنفيذ العديد من الخطط لتطويرها، وترحب بأية بادرة موجهة للطفل الشريحة الأوسع من مجتمعنا.

أكاديمية فنية
وأوضح الفنان رامز حاج حسين المدير الفني لمجلة “أسامة” وأحد المشاركين في المعرض أن المجلة كانت حريصة على إقامة هذا المعرض وشكر جميع فنانيها عبره وهم الذين تابعوا مسيرة الرواد في تقديم لغة بصرية جميلة ووجبة فنية متكاملة، وبالمقابل استحضرت المجلة عبر المعرض رواداً أسسوا لفن الطفل وساهموا بتجاربهم في تأسيس أكاديمية فنية بصرية بهوية سورية معتمدين على جهودهم الشخصية في ظل غياب أي رافد يتكئون عليه، في الوقت الذي توفرت التقنيات الحديثة لفناني اليوم ليبقى القاسم المشترك بين الجيلين السعي لتقديم وجبة فنية نابعة من هويتنا ومفرداتنا، ولأن جيل الرواد كان يعمل بجد ويجتهد ويبدع تحاول مجلة “أسامة” كما بيّن حاج حسين تأكيد ذلك لرساميها الشباب سعياً لتقديم كل ما هو جديد بعيداً عن التقليد والاستسهال من خلال حضّهم على البحث ودراسة مقومات اللوحة الطفلية بشكل جيد ومن ثم الانطلاق لتجسيد لوحة فنية مقنعة ومتقنة.
وعن سبب ابتعاد فنانين كبار اليوم عن لوحة الطفل في الوقت الذي كانت تتوجه لطفلنا أسماء مهمة في عالم الفن رأى حاج حسين أن الأسباب متعددة، منها ما يتعلق بالفنان نفسه ورغبته، ومنها ما يتعلق بوضع الطفل بالعموم في مجتمعنا والذي ما زال دون الاهتمام المطلوب في ظل غياب صناعة حقيقية في هذا الفن حيث أن كل ما يُقدم في هذا المجال ما زال في إطار التجارب الفردية، منها ما يستمر حباً به، ومنها ما يضطر للانسحاب بحثاً عن مصادر دخل له لتواضع ما يُقدم ماديا للفنانين في هذا المجال، متمنياً أن يكون هناك تخصص بفن الطفل في الجامعات والمعاهد السورية لخلق جيل دارس ومتمكن ومتجدد، وإلى حين ذلك فإن مجلة “أسامة” ولسدّ هذه الثغرة تقوم باستقطاب الفنانين الشباب وإفساح الفرص أمامهم لتنفيذ مشاريعهم عبر صفحاتها وتقديم المراجع واطلاعهم على رسومات الرواد، كما أنها تقيم سنوياً مسابقة ممتاز البحرة لرفد الحركة الفنية بمواهب جديدة.
وتوجه رامز حاج حسين للفنانين الشباب بضرورة التعامل مع رسومات الأطفال بشكل جدي بعيداً عن الاستسهال والتعامل معها كلوحة من خلال إتقان أساسيات فن اللوحة، ومواكبة عقلية الطفل وإغناء ثقافته ليمارس هذا الفن بشكل جيد وصحيح.

المكان الأول والأخير
وأثنى المشاركون في المعرض على الجهود التي تبذلها “أسامة” لتقديم ما هو أفضل لأطفالنا، مؤكدين أنها كانت المكان الأنسب لصقل مواهبهم وتقديم لوحة طفلية تخاطب الطفل بلغة فنية راقية، وبيّن الفنان أحمد حاج أحمد أحد المشاركين وعضو في هيئة تحرير المجلة أن “أسامة” كانت خير مكان لتدريس فن لوحة الطفل ويجب أن تكون المكان الأول الذي يبدأ منه الفنان الشاب والمكان الأخير الذي يجب أن يترجم فيه ما وصل إليه بعد أن يطور أدواته ليساهم في استمرار وتطوير المجلة، موضحاً الحاج أحمد أن مهمة رسامي الأطفال صعبة لأنه لا يمكن اختزال عالم الطفل بلوحة، وأية لوحة تقدَّم له ما هي إلا تعبير عن جزء من هذا العالم، مع تأكيده على أن لوحته تحمل الكثير من المرح والفرح، في حين أشارت الفنانة ضحى الخطيب التي توجهت لفن الطفل بعد أن كانت مهتمة بلوحة الكبار إلى أن فن الطفل أغراها كثيراً وهي تشكر مجلة “أسامة” التي كانت الحاضن الأول لموهبتها التي صقلت وتطورت من خلال عملها في المجلة، مؤكدة أن الرصيد الكبير لها في مجلة “أسامة” كان له الفضل الكبير في عملها في العديد من دور النشر المحلية والعربية، منوهة إلى أنها ما زالت حتى الآن تتعامل مع لوحة الطفل كتعاملها مع لوحة الكبار من حيث الجدية والإتقان، محاولة من خلاله أن تنقل حالة الفرح والحب إليها لقناعتها أن لوحة الطفل يجب أن تحقق الفائدة والمتعة بعيداً عن التقليد والركون لما هو جاهز، مؤكداً على حالة التكامل التي يجب أن تكون ما بين الكاتب ورسامي الأطفال لتقديم لوحة فنية عالية المستوى مع ضرورة الارتقاء لخيال الطفل وتقديم ما هو مختلف له.
ضم المعرض رسوماً للفنانين الرواد: ممتاز البحرة، نذير نبعة، لجينة الأصيل، غسان سباعي، قحطان طلاع، أنور دياب، أمجد الغازي بالإضافة إلى نحو 26 فناناً شاباً رسموا لـ “أسامة” وما زالوا.

أمينة عباس