بدع جديدة لاتحاد اللعبة.. العقوبات الغريبة تضرب سلتنا ونادي الوثبة يقرر الانسحاب
عندما تحدثنا سابقاً بأن اتحاد السلة يفتقد للدقة في اتخاذ القرارات لم نكن مغالين في كلامنا، فالدلائل والمعطيات الحالية تؤكد أن كلامنا كان بمحله، ويوماً بعد يوم تزداد هذه القناعة لدى كافة الأوساط السلوية التي أبدت امتعاضها من القرارات الأخيرة التي أصدرها الاتحاد عبر لجنة الأمور المستعجلة حول قضية اللاعب أشرف الأبرش، وأحقية كل من ناديي الكرامة والوثبة بضمه لصفوفه.
المشكلة التي أوقع اتحاد اللعبة نفسه بها تمثّلت بفرض عقوبة إيقاف لمدة عام كامل بحق اللاعب، مع فرض عقوبة مالية، واعتبار اللاعب حراً بعد انتهاء عقوبته، والسبب عدم التزام اللاعب بالعقد المبرم مع ناديه الأم الكرامة، وتوقيع عقد مع نادي الوثبة دون موافقة ناديه، واعتبار اللاعب حراً بعد انتهاء مدة عقوبته بسبب وجود خلل في العقد المقدم من نادي الكرامة، إضافة لفرض عقوبة إيقاف بحق الإداري أديب الأتاسي، ومنعه من المشاركة في لجان اتحاد كرة السلة الرئيسية والفرعية لمدة ستة أشهر بسبب مصادقته على عقد اللاعب المذكور، والمرفوع على اللوائح الاسمية لناد آخر قبل الحصول على الموافقة النهائية لناديه الأم.
مسؤولية من؟
يبدو أن اتحاد السلة ربما نسي أو تناسى قبل إصدار هذه العقوبات أن التوقيع كان بشكل نظامي، وبمباركة من أمين سر لجنة الاحتراف، أي أن اتحاد اللعبة وأمين سر الاحتراف يتحمّلان ما حصل من إشكال بشأن قضية نقل اللاعب من ناد لناد آخر.
وكان الأجدى بالاتحاد أن يتمهل بقراراته لا أن يتسرع بها، ولنفرض أن اللاعب أو الإداري أخطأ، فعلى أي أساس يعاقب اللاعب بحرمان لسنة، وكان يمكن الاكتفاء بفرض غرامة مالية فقط، على أن يلعب اللاعب بالنادي المناسب له، فحرمانه سيؤدي إلى ابتعاد اللاعب عن ممارسة اللعبة، وربما لن يمارسها في المستقبل، وبالتالي فقد فقدت سلتنا لاعباً شاباً جديداً يضاف إلى سلسلة اللاعبين الذين هجروا اللعبة لأسباب مختلفة، وفيما سبق كان اتحاد السلة “دائماً” يشتكي من هجرة اللاعبين، وبهذا القرار”غير المنطقي” سيفتقد خدمات وجهود لاعب آخر.
عقوبة جديدة
هذه ليست العقوبة الغريبة الأولى التي يتخذها اتحاد السلة، فاتخذ “عقوبة” أخرى طالت ناديي حمص (الوثبة والكرامة)، حيث نقل المباراة بينهما ضمن إياب مسابقة الكأس المقررة الخميس المقبل إلى مدينة حماة بسبب الأحداث التي رافقت مباراة الذهاب بين جمهور الفريقين، أما “البدعة” الجديدة التي اتخذها الاتحاد فتمثّلت بإقامة كافة مباريات “الكرامة والوثبة” التي ستقام في حمص بحضور جمهور النادي صاحب الأرض فقط (الوارد اسمه حسب جدول المباريات المعمم)، وهذه العقوبة لم ولن تحدث في أي بلد بالعالم إلا عند اتحاد سلتنا “الموقر”.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف سيتم تمييز جمهور أحد الفريقين من الآخر، ويمكن لأحد الجماهير أن “يدخل” مع جمهور النادي الآخر، ويفتعل عندها المشاكل، فهل سيعاقب الاتحاد الفريق نفسه، أم الشخص الذي افتعل المشكلة؟.
هذه القرارات وجدتها إدارة نادي الوثبة مجحفة بحقها، ما دعا مجلس الإدارة لتقديم اعتذار عن متابعة المشاركة بالنشاط السلوي للموسم الحالي لكافة الفئات العمرية من رجال وشباب وناشئين، وبالتالي خسرت سلتنا نادياً مميزاً.
ودون أدنى شك فإن التخبط والعشوائية التي ينتهجها اتحاد السلة بحاجة لتدخل حاسم من القائمين على رياضتنا لإعادة الحق لأصحابه، والتعامل مع كافة الأندية بسوية واحدة، ونتمنى من أصحاب الشأن إيجاد الحلول المناسبة، ووضع الرجل المناسب بالمكان المناسب في سلتنا التي باتت تبحث عن نفسها.
عماد درويش