رانيا معصراني.. هواجس مختلفة
الشغف بالفن والتعبير يملي على صاحبه البحث عن خصوصية لاتتحقق إلا بتتبع آثار وأدوات مبدعة تقدم تجليات جديرة بحواس يدهشها الكشف العذب، من الموسيقى إلى الطين والألوان المائية سيرة في بحث النفس عن جمال يجعل من الحياة شيئا ممكنا، حتى الأرابيسك الموظف لمكان العيش والسكن جعلت منه خصوصية تقارب التصوير الذي تلمسناه في معرض الفنانة رانيا معصراني الجديد الذي افتتح في دار الأوبرا بدمشق منذ أيام وضم مجموعة من الأعمال التي تنوعت بين البورتريهات المنفذة بالطين المشوي مستلهمة تلك الشخصيات من معالم نسائية تدمرية متوجات بالزخارف والحلي ومليئات بالسكينة والجمال، وأعمال صغيرة أخرى تمثل بعض النقوش التدمرية والمعالم المعمارية للمدينة كالنخيل والحيوانات، هذا في جانب من جوانب أعمال الطين، فيما قدمت أعمالا تحاكي الحاضر وتجسد مشاهد واقعية لحالات إنسانية مقلقة مثل مجموعة ركاب في الحافلة ومجموعة من المهاجرين يعبرون البحر في قارب المطاط، وامرأة وراء النافذة، ومن جهة أخرى جسدت في مجموعة من الأعمال صورة الدرويش في المولوية.
هذه التجربة الجديدة للفنانة معصراني تؤكد جدية سعيها في متعة الفن واستكشاف عوالم جديدة فيه، وقد يحسب لها تنوعها في الخامات والتعبير وصولا إلى بعض الأشغال التقليدية كالأرابيسك، إلا أنها تبقى ذات هاجس موحد لا يخرج عن محاولة إثبات الذات المبدعة والمؤمنة بأهمية دور الفن والجمال في الحياة عموما.
أكسم طلاع