اقتصادصحيفة البعث

فوات إنتاج يقدر بـ 4 مليار ليرة.. وإشكاليات مستجدة رغم وجود مســــاعٍ للتســــــوية بين شـــركة اسمنت عدرا وشريكها الخاص

 

 

دمشق – محمد زكريا
يبدو أن حلحلة المشكلات العالقة بين المؤسسة العامة لصناعة الإسمنت وشريكها الخاص في طريقها للحل، لاسيما بعد أن شكل وزير الصناعة محمد زين العادين جذبه لجنة للتفاوض مع الشريك المستثمر في شركتي طرطوس وعدرا للإسمنت، مهمتها إيجاد حل ودي بين الطرفين. وبحسب أحد أعضاء هذه اللجنة فإن الأمور تتجه نحو إيجاد تسوية بين الطرفين بناء على العقد الموقع بينهما ترضي الطرفين، وتكون ضمانة لاستمرارية العقد بينهما، على أن تكون حقوق القطاع العام محفوظة بشكل كامل.

بين النفي والتأكيد
إلا أن الإشكالية المستجدة الآن بين الطرفين هي برنامج الصيانات للأفران من حيث توقيتها ومددها الزمنية وتكاليفها المالية العالية وقيم العقود وملحقاته، وبحسب المعلومات التي حصلت “البعث” عليها من داخل الشركة فإن الشركة تنوي اتخاذ قرار بقص الفرن الثاني؛ وذلك نتيجة وجود بقعة حمراء على أمتار متباعدة، وبالتالي تكون الشركة أوقفت الفرن الأول والثاني معاً لا سيما أن أعمال الصيانة في الفرن الأول لم تنتهِ بعد، وتضيف المعلومات أن مدة صيانة الفرن الأول هي 45 يوم فقط بدأت بتاريخ 9/7 من العام الحالي على أن تنتهي في 25/8 منه، إلا أن ذلك لم يحصل حتى الآن؟!… وهنا يبين مدير عام المؤسسة العامة للصناعات الإسمنت الدكتور أيمن نبهان النبهان لـ”البعث” أن أعمال الصيانة للفرن الأول أنجزت بالكامل بما فيها أعمال القص والتركيب وأعمال المعايرة وتركيب القرميد، فيما يؤكد التقرير الصادر عن اللجنة الوزارية والتي حصلت “البعث” على نسخة منه أنه لغاية أمس لم يتم الانتهاء من أعمال الصيانة للفرن الأول، ولا يزال هناك أكثر من 30 يوماً ليتم الانتهاء من الأعمال بشكل كامل. وبين التقرير أنه نتيجة أعمال القص غير المستوفية الشروط الفنية، تبين أن طول الفرن غير مطابق لمخططات الفرن الأساسية للصانع الأصلي SKET، وبالتالي هناك كوارث فنية وإنتاجية سوف تحدث مستقبلاً عند تشغيل الفرن، مع الإشارة إلى وجود تقرير معد من قبل شركة سكيت عن حال المقاطع المشوهة المطلوب استبدالها من الفرن الأول، إضافة إلى وجود التشوه الميكانيكي الذي يؤثر على القرميد ولاسيما أن الشركة كانت استخدمت بوقت سابق قرميداً منتهي الصلاحية، وهذا موثوق وبات معروفاً للجميع، مع الإشارة إلى أن إنتاجية الفرن الأول في اليوم الواحد قبل الصيانة بحدود 567 طناً، ويشير التقرير إلى بعض المؤشرات والبيانات المالية التي تتعلق في القيم المالية للعقود الخاصة ببرنامج الصيانة، حيث إن قيمة العقد الرئيسي وملحقاته مع الشركة العامة للإنشاءات المعدنية لإعادة تأهيل الفرن تتجاوز 750 مليون ليرة سورية، حصة العقد الرئيسي الخاص باستبدال المقاطع المختلفة والمشوهة لجسم الفرن الأول هي 350 مليون ليرة فيما تصل قيمة ملحقي العقد إلى حدود 400 مليون ليرة.

شكوك في العقود
فيما بين التقرير أن إجمالي قيمة العقود التي تم استهلاك قطعها في التأهيل تقدر بحوالي 1.5 مليار ليرة، حيث إن عدد هذه العقود وصل إلى 14 عقداً، منهما عرضان تثار حولهما بعض الشكوك؛ الأول يحمل الرقم 48/2018 وهو عقد توريد مقاطع أفران تم استهلاك نصفه تصل قيمته إلى 109 ملايين ليرة، والثاني برقم 42/2018 وهو عقد توريد قطع تبديل مبردات عدرا الأول 279.6 مليون ليرة، وهما عقدان بحسب أحد المطلعين مرفوضان فنياً لعدم استكمالهما لدفتر الشروط، إضافة إلى ما تم توريده من قطع تبديل بالفاتورة، وما تم من أعمال صيانة وعمالة مستأجرة بالفاتورة وقيمته غير مذكورة في التقرير، وهذه تندرج ضمن تكلف الإنتاج، وأوضح التقرير أن الفرن الأول لا زال متوقفاً منذ أكثر من 120 يوماً مما يعني فوات إنتاج يقدر بحدود 90 ألف طن كلينكر والتي تقدر قيمته بحدود 4 مليار ليرة سورية.

تهرب
ولمعرفة ما يجري في من أعمال صيانة في اسمنت عدرا تواصلت “البعث” مع وزير الصناعة محمد زين العدين جدبه الذي أكد أن الوزارة بصورة ما يجري في شركة إسمنت عدرا من أعمال صيانة للأفران، طالباً منا التوجه إلى معاونه محمد بشار زغلول ليضعنا في حقائق الأمور، الذي اكتفى بالإشارة إلى أن الوزارة قامت خلال الأيام القليلة الماضية بتشكيل لجنتين لمتابعة أعمال شركة إسمنت عدرا الأولى لدراسة وبيان المؤشرات الإنتاجية والمالية، والثانية معنية في التدقيق والكشف عن أسباب التأخر في صيانة الفرن الأول، طالباً منا العودة إلى الوزير مرة أخرى؟!..
وفي ظل عدم حصولنا على معلومة من قبل هرم الوزارة تشخّص حقيقة ما يجري من أعمال الصيانة لأفران شركة إسمنت عدرا، فضل مدير مكتب الوزير علي يوسف أن الاتصال بالمدير العام للمؤسسة الدكتور أيمن النبهان الذي أوضح لنا أن أعمال الصيانة في الفرن الأول انتهت منذ اليوم الأول من هذا الشهر، موضحاً أن جميع أعمال القص كانت تتم عبر لجنة فنية مؤلفة من عدة فنيين ومهندسين لديهم باع طويل في أعمال الصيانة، وأن جميع التشوهات القائمة في الفرن الأول هي تشوهات تراكمية، مؤكداً أن الشركة لم تستبعد شريكها في أعمال الصيانة، لكن الشريك لم يلتزم في بنود العقد ولم يقم بأية أعمال تأهيل وتجديد، مبرراً التأخير بأسباب تتعلق بصعوبات أعمال القص وغيرها.

لجنة محايدة
وأمام ما تقدم لا بد من تشكيل لجنة فنية ومالية للكشف على ما آلت إليه نتائج أعمال الصيانة للفرن الأول، ومدى واقعية العقود التي تم إبرامها خلال فترة الصيانة، إضافة إلى ضرورة تشكيل لجنة خارجية متخصصة للتدقيق على الأبعاد المقاطع ومطابقتها مع مخططات شركة سكيت الألمانية المصممة للمعمل قبل بدء أعمال عمار القرميد بالفرن الأول، وبالتالي وضع أفران الشركة بالخدمة بالسرعة القصوى والاستفادة من الطاقات الموجودة في الشركة بالشكل الأمثل.
Mohamdzkrea11@yahoo.com